لماذا يجب التقليد في الاحكام الفرعيه
نحن نعلم بان كل مكلف اذا لم يكن مجتهدا او محتاطا في فروع دينه , يجب عليه ان يقلد المجتهد الجامع للشرائط , اما اذا لم يقلد فتكون جميع عباداته باطله لاتقبل منه , وان صلى وصام وتعبد طول عمره , الا اذا وافق عمله راي من يجب عليه تقليده .
ولكن لعل سائل يقول لماذا يجب عليه التقليد في الاحكام الفرعيه ؟
من اجل توضيح الفكره نعطي مثالا
لقد جاء في قوله تعالى : َ{ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ }
هذه الاية جاءت بصيغة الامر
والأمر ـ كما عرفنا ذلك في علم الأصول ـ بأنه ظاهر بالوجوب
وعندنا قاعدة كليه تقول : كل ظاهر حجه
اذن نستفيد من هذه الاية وجوب الصلاة
او نقول هكذا :
الامر ظاهر بالوجوب ____ صغرى
وكل ظاهر حجه ____ كبرى
النتيجه ان الصلاة واجبه
ومن الواضح ان وجوب الصلاة ووجوب الصيام ووجوب الزكاة و... هذه من الامور البديهيه فنحن لانحتاج الى التقليد فيها .
ولكن هذه الايه هل تذكر ما هي شروط قبول الصلاة ؟
هل تذكر ماهي مبطلات الصلاة ؟
هل تذكر ما هي افعال الصلاة ؟
هل ...
كل هذا لم تذكره الايه وبالطبع بان جميع الناس لم يتمكنوا من معرفة جميع هذه الإحكام إلا من جد واجتهد وحصل على رتبة الاجتهاد , حيث ان الإحكام الشرعية لم تعط في القران والسنة بصوره واضحة وصريحة بل أُعطت بصورة تفرض الحاجة إلى جهد علمي في دراستها والمقارنة بينهما واستخراج النتائج منها .
وبما ان الناس مسئولون امام الله تعالى على اعمالهم وسوف يحاسبون عليها ويجب عليهم ان يأتوا بهذه الإحكام الشرعية كما يريد الله منهم.
فماذا يفعلوا لكي يعرفوا هذه الإحكام ويعرفوا ما هوالواجب وما هو المحرم عليهم لكي يمتثلوا ؟
يرجعوا إلى المجتهد الجامع للشرائط . والشرائط هي : البلوغ , العقل , الأيمان , الذكورة , الاجتهاد المطلق , العدالة , طهارة المولد , الاعلمية , الحياة أي يبدأ المكلف التقليد بالعمل او الالتزام بقول الحي دون الميت , فمن توفرت فيه هذه الشرائط يرجعوا اليه ويجعلوا أعمالهم قلادة في رقبته .
علما بان تحصيل الاجتهاد في الإحكام الفرعية واجب في عصر الغيبة , ولكنه على نحو الاكتفاء , فلو وجد من تصدى لذلك سقط عن الجميع ووجب تقليده لإبراء الذمة وتصحيح الأعمال .
( اسالكم الدعاء )