عدد المساهمات : 42 نقاط : 126 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 27/09/2013
موضوع: المهلكات العظيمة الجمعة نوفمبر 22, 2013 4:17 pm
والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وخاتم النبيين حبيب اله العالمين أبي القاسم محمد وعلى آله الأخيار الأبرار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (الغضب) من المهلكات العظيمة، وربما أدى إلى الشقاوة الابدية، من القتل والقطع، ولذا قيل: (انه جنون دفعى). قال أمير المزمنين (ع): " الحدة ضرب من الجنون، لان صاحبها يندم، فان لم يندم فجنونه مستحكم " وربما أدى إلى اختناق الحرارة، ويورث الموت فجأة. وقال بعض الحكماء: " السفينة التي وقعت في اللجج الغامرة، واضطربت بالرياح العاصفة وغشيتها الامواج الهائلة أرجى إلى الخلاص من الغضبان الملتهب ". وقد ورد به الذم الشديد في الاخبار، قال رسول الله (ص): " الغضب يفسد الايمان كما يفسد الخل العسل " ،وقال الباقر (ع): " ان هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم، وان أحدكم إذا غضب احمرت عيناه وانتفخت اوداجه ودخل الشيطان فيه، فإذا خاف احدكم ذلك من نفسه فليلزم الارض فان رجز الشيطان ليذهب عنه عند ذلك " . وقال الصادق (ع): " كان أبي (ع) يقول: أي شيء أشد من الغضب؟ ان الرجل يغضب فيقتل النفس التي حرم الله، ويقذف المحصنة " وقال (ع)[16]: " ان الرجل ليغضب فما يرضى أبداً حتى يدخل النار " . وقال الصادق (ع): " الغضب مفتاح كل شر " . وقال (ع): " الغضب ممحقة لقلب الحكيم ". وقال (ع): " من لم يملك غضبه لم يملك عقله ". ثم مما يلزم الغضب من الآثار المهلكة الذميمة، والاغراض المضرة القبيحة: انطلاق اللسان بالشتم والسب، واظهار السوء والشماتة بالمساءة وافشاء الاسرار وهتك الاستار والسخرية والاستهزاء، وغير ذلك من قبيح الكلام الذي يستحيي منه العقلاء، وتوثب الاعضاء بالضرب والجرح والتمزيق والقتل وتأمل القلب بالحقد والحسد والعدواة والبغض ومما تلزمه الندامة بعد زواله، وعداوة الاصدقاء، واستهزاء الاراذل، وشماتة الاعداء، وتغير المزاج، وتألم الروح وسقم البدن، ومكافاة العاجل وعقوبة الآجل. والعجب ممن توهم ان شدة الغضب من فرط الرجولية، مع ان ما يصدر عن الغضبان من الحركات القبيحة انما هو أفعال الصبيان والمجانين دون الرجال والعاقلين، كيف وقد تصدر عنه الحركات غير المنتظمة، من الشتم والسب بالنسبة إلى الشمس، والقمر، والسحاب، والمطر، والريح، والشجر، والحيوانات والجمادات، وربما يضرب القصعة على الارض، ويكسر المائدة، ويخاطب البهيمة والجماد كما يخاطب العقلاء، واذا عجز عن التشفي، ربما مزق ثوبه، ولطم وجهه، وقد يعدو عدو المدهوش المتحير، وربما اعتراه مثل الغشية، أو سقط على الارض لا يطيق النهوض والعدو. وكيف يكون مثل هذه الافعال القبيحة من فرط الرجولية وقد قال رسول الله (ص): " الشجاع من يملك نفسه عند غضبه ".
[16] أي: الباقر (ع) وقد روى هذه الاخبار المذكورة هنا الكافي في باب الغضب، فروى هذا الخبر عنه (ع) لا عن الصادق (ع).