عدد المساهمات : 20 نقاط : 60 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 31/10/2013
موضوع: الصبر عند موت الولد الجمعة نوفمبر 22, 2013 4:32 pm
المرأة البدوية والصبر عند موت الولد
ينقل عن بعض حجاج بيت الله الحرام الذين كانوا يسافرون في السابق عن طريق تلك الصحاري الحارة بواسطة الإبل بأننا وصلنا إلى خيمة في أثناء الطريق وكان في تلك الخيمة امرأة وحيدة، فطلبنا منها طعاماً، فقالت: تفضلوا بالجلوس فبعد ساعة يرجع إبني مع الخادم وقد ذهبا لرعي الأغنام، وبينما كان الحجاج في الخيمة إذ لاحت لهم مقطعات الإبل والأغنام ولكن الراعي كان متغيراً وحزيناً، فتقدمت إليه المرأة وسألته عما حدث؟ فقال: عندما كانت الإبل تتدافع نحو الماء للشرب فتزاحمت فيما بينها وسقط ولدك في البئر (الآبار المذكورة كانت عميقة جداً وإذا سقط فيها أحد فلا أمل في خروجه حيا).أجابت المرأة احذر أن يصدر منك صوت لأن عندنا ضيوف فتسلب راحتهم إذهب فوراً واذبح خروفاً وهيئه للضيوف. فلما علموا بذلك قال لها أحد الحجاج بأننا آسفون لهذا الحدث، وقد صرنا مزاحمين في هذا الوقت. فأجابت المرأة بأني لم أكن راغبة أن تطلعوا على ذلك فتتألموا ولكن الآن وقد فهمتم ذلك فأعلموا أن واجبي الآن هو الصبر، فمن منكم يمكنه أن يقرأ القرآن. فأخذ أحد الحجاج يقرأ آيات من القرآن التي يذكر فيها بأن الله يبشر الصابرين على المصيبة بأن يجازيهم بالصلاة والرحمة والهداية (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). [البقرة: 155ـ 157] فقالت المرأة: كفى (يكفينا هذا المقدار إننا نمتثل أوامر الصبر ونحصل على هذا الجزاء) وقامت وتوضأت وصلت ركعتين وبعد الصلاة رفعت يديها بالدعاء وقالت: إلهي إذا كان البقاء مكتوباً لأحد في هذا الدنيا لكان نبيك حيا.. إلهي أمرتنا في القرآن بالصبر، وأنا امرأة ضعيفة وسأصبر.. إلهي فلا تحرمنا ما وعدتنا به من الجزاء. قالت ذلك وقامت بخدمة الضيوف وكأن شيئاً لم يقع.