عدد المساهمات : 4 نقاط : 12 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/11/2013
موضوع: الحوار في النهضة الحسينية السبت نوفمبر 23, 2013 3:52 pm
خلد التاريخ كربلاء .. وحفظت البشرية اسم عاشوراء .. عندما جسد الحسين عليه السلام معنى الإباء .. فغدا رمزا يعشقه من ينشد الوفاء..
كثيرون هم من سلط الضوء على هذه الملحمة الخالدة وكل شاهدها بعين حادقة وفهم منها دلالة صائبة
منهم من رأى فيها العنفوان والتضحية ومنهم من ادهشهم الصبر على انواع البلية
منهم من رأى فيها الدم والدمع والآهات ومنهم من سالت عيونه بالعبرات
منهم من أشعلت فيه نارا ومنهم من أضاءت دربه نورا
كل هؤلاء فهموا هذه المعاني من كربلاء التي صدق فيها الشعار القائل: كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء وكلهم أصابوا وما أحاطوا إذ تبقى تختزن في طياتها الكثير من المعاني التي لا يكاد يحصيها أحد .. من هذا المعنى ومن هذا الفهم كان تسليط الضوء في موقع يا حسين على منتديات الحوار ( الصوت الحسيني الهادر ) فكيف نفهم الحوار في رحاب النهضة الحسينية ؟ والسؤال الاول الذي يطرح: هل أن النهضة الحسينية تحمل في جوانبها معنى الحوار؟ وإن كان الجواب بنعم ،، فإننا ننتقل الى السؤال الثاني: ما هي دائرة هذا الحوار؟ والجواب من التاريخ الذي يحدثنا أن أول نتائج الحوار في كربلاء كانت تحول الحر الرياحي الى جيش الحسين عليه السلام . و يحدثنا التاريخ أن إفحام الخصم وإلقاء الحجة عليه وتعريته حتى من ورقة التين قبيل المعركة كانت نتيجة حوار الحسين عليه السلام مع ابن سعد. ويحدثنا التاريخ عن الطريق الى كربلاء قائلا أن زهير بن القين العثماني الذي كان يتأبى أن ينزل مع الحسين في موضع واحد على الطريق صار انموذجا حسينيا نتيجة الحوار.. وتطول اللائحة وتكبر وتغوص في العمق وتظهر آثار الحوار في كل مراحل النهضة الحسينية .. نسمع زين العابدين عليه السلام يحاور المؤذن في الشام ، ويلقم يزيد حجرا في زهو انتصاره .. وهكذا نرى أئمتنا وقادتنا يرسمون لنا الانموذج الاسمى في الحوار الذي انتج وينتج قوافل المهتدين باستمرار وما منتدى ( المستبصرون- في المنتدى العقائدي ) الا واحد من بركات الحوار وهو ما يحصل في منتديات يا حسين او غيرها من المنتديات. والسؤال الثاني: ما هي دائرة الحوار؟ وهنا تتسع دائرة الكلام ، وتذهب بي الذاكرة بعيدا.. اتذكر بعض الصور التي ارتسمت في ذاكرتي منذ زمن عندما علت الدهشة وجوه تلاميذ ذاك الصف الذين كنت التقيهم في ساعة التربية الدينية الاسبوعية ، عندما وجهت سؤالا عن الخالق فأجاب بعضهم أنه الله عز وجل ، وسرعان ما طرحت عليهم سؤالا آخر ومن خلق الله ؟ بدت الدهشة والاستغراب على اوجه الطلاب، رغم تباين ميولهم وانتماءاتهم وافكارهم المختلفة فمنهم من ينتمي الى أسر متدينة، ومنهم من يعتنق الفكر الشيوعي .فالمتدينون منهم فوجئوا بصدور هذا السؤال من استاذ التربية الدينية وحسب فهمهم الموروث فإن هذا السؤال من المحرمات. والاخرون فوجئوا بصدور هذا السؤال من الاستاذ الذي يصنفونه في الخط الرجعي الذي يؤمن ( بالميتافيزيقيات ) بالغيبيات ويعتبرون هذا السؤال من اسلحتهم الحوارية التي يواجهون بها المتدينين . رحت يومها ارقب الانفعالات على الوجوه قبل ان اشرع بالبيان وكان مما لفت نظري شاب كنت أعلم أنه عائد للتو من دورة عسكرية اقامها الحزب الشيوعي واستدعى اليها عددا من عناصره وتعمدت ان يكون كلامي الحواري موجها اليه اكثر من غيره . ومضت الايام وإذ بهذا الشاب الذي كان يحمل السلاح ضد كل ما يمت الى التدين بصلة يصبح من حملة هذا المشعل، ويصرح لي فيما بعد قائلا انك بسؤالك وحوارك كسرت الحاجز الذي كان يفصلني عن الايمان وحطمت المتراس الذي كنت اقف خلفه . تذكرت هذه الصورة وأنا أكتب عن دائرة الحوار كما نفهمها من النهضة الحسينية ، وتعجبت عندما رحت أقرأ بعض التعليقات أو أسمع بعض الاراء سواء في هذا المنتدى المبارك او غيره ممن يصنفون بأنهم ينتمون الى مذهب أهل بيت العترة عليهم السلام أتعجب عندما أراهم يستشيطون غضبا من كاتب هنا او ناقد هناك أو ناقل لرأي ، وينادون بالويل والثبور وعظائم الامور ، ويطالبون بإغلاق المواضيع او طرد الاعضاء فيما لو كانت لا تنسجم مع آرائهم أو افكارهم او توجهاتهم وهو ما أعتقد أنه لا ينسجم مع فكر أهل البيت عليهم السلام ، بل على العكس تماما فيه تأثر بأفكار أعدائهم الذين كانوا يهربون من الكلمة ويلجأون الى القوة ، وما اذكره مثالا على ذلك ما حصل معي العام الماضي في موسم الحج في الحرم المكي عندما تقدم مني احد المطوعين وأراد أن يأخذ من أمامي التربة الحسينية فأمسكت بيده وضغط عليها وطلبت منه ارجاعها فقال لي لماذا تصلي على هذه ؟ قلت له اجلس لأبين لك ، وما أن صرت اشرح له وابين له مسألة السجود حتى أتى مسؤوله قائلا : يمنع علينا ان نتناقش معكم. ونماذج التاريخ والحاضر كثيرة وهي خير شاهد على انهزامية أتباع المدارس الاخرى من الكلمة اكثر من انهزاميتهم من أي شيء آخر. بينما نرى المنهجية التي ربانا عليها أئمتنا صلوات الله عليهم تحث على الاستماع والحوار والنقاش مع جميع الفئات والاصناف والمستويات ، ولم يحدثنا التاريخ أنهم ألجموا فم أحد حتى ولو كان زنديقا ، ولم يحملوا شيئا اكثر مما يحمل كما صار الكثيرون وبكل أسف في زماننا يبنون أحكامهم على مغالطات منطقية في القياس فتصبح النتيجة عندهم : أن للحائط اذنان . بعد ان يرتكزوا على مقدمات تقول : في الحائط فأر والفأر له اذنان ، اذن الحائط له اذنان . هذا إن دل على شيء فإنما يدل على تدن في مستوى الوعي الرسالي الذي يجب أن يتحلى به المنتمون الى مدرسة اهل البيت عليهم السلام فهل هذا هو المطلوب منا أم المطلوب شيء آخر ؟ وهنا أدخل الى صلب الموضوع لأقول :