عدد المساهمات : 10 نقاط : 30 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 01/11/2013
موضوع: ياقين محمد، طالب مغربي الخميس نوفمبر 28, 2013 4:11 pm
إعتنق مذهب الشيعة الإماميّة وتقوّى فيه عام 1963. ولد ياقين محمد في آسفى ـ المغرب من أب يدعى عبد القادر ياقين، عام 1947 م. دخل المدارس المتوسطة، فالثانويّة وهو اليوم([1]) في طريق نيل شهادة البكالوريا في آسفي. كان ميله منذ الصغر متّجهاً لآل البيت:، غير انّه لم يكن على معرفة بهم(عليهم السلام)، ثمّ ترعرع ولاؤه في حياته الدراسيّة، ونما بعد مطالعته الخاصة، ثمّ بلغ اشدّه باتّصاله بالاستاذ الخطيب المفوّه السيّد محمد كاظم القزويني; من خطباء كربلاء الأماثل([2])، قال: فاطلعني على اشياء كثيرة عن الشيعة، هي اهم المنابع التي استقي منها ايماني بأهل البيت الطاهر، والنجدة الطيّبة. تسلّمت منه كتاباً مؤرخاً 6/11/66 افتتحه بقوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ([3])... الحمد لله الذي هداني إلى مذهب الشيعة دون أن أتلوّث بأدران المذاهب الأخرى. في حياتي الكتابيّة بينما كنت منهمكاً في تلاوة قوله تعالى: ) وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً(([4]) استوقفني شيخي طالباً مني إعادة نفس الآية ففعلت، ثمّ أمرني ثانية وثالثة فنفرت. وفي الثالثة أطرق طويلا ثمّ رفع رأسه وقال وهو يحوقل([5]) الله يصطفي من خلقه ما يشاء. ومن ثمّ خامرني([6]) هذا السؤال من هم هؤلاء الذين خصّهم الله باصطفائه، ويا للسعادة لو كنت محظوظاً برضاهم... وكان من حسن الصدف انْ جاءت في مادة المحفوظات (يعني باحدى المدارس التي دخلها) قصيدة، وأيّ قصيدة كلّها عبر وعظة، وتفلسف وخبرة، وأحكام رشيدة، ونصائح سديدة، تلك هي قصيدة شاعر الشعراء، الإمام عليّ، وهي بعنوان نصائح، ومن أبياتها: صن النفس واحملها على ما يزينها***تعش سالماً والقول فيك جميل إلى آخر القصيدة. وممّا زاد في تدعيم وتجسيم اعجابي بهذه القصيدة، وبالتالي إيماني بالإمام كون المعلم استعرض في شرحه آنذاك بعض الصفات التي تتميّز بها طفولة الإيمان عن جميع الطفولات وهي أنـّه أوّل طفل في الإسلام. ثمّ أضاف المعلّم إلى هذا أنّ الرسول صلوات الله عليه عرض(عليه السلام) عليه الإسلام ذات ليلة وهو بمنزله، فاستمهله إلى الصباح([7]) ريثما يستأذن أباه، ولمّا كان الصباح بادر إلى الإسلام والتصديق دون أن يكون ثمّة استئذان. فسأله الرسول: لِمَ لَمْ تستأذن؟ فأجاب: إذا كان الله لم يستأذن أبي عندما وهبني له، فكيف استأذنه أنا عند توحيدي له. فتوسّم فيه الرسول سمة العبقريّة. ومن ثمّ ايقنت أنّ هذا الطفل هو من الذين اصطفاهم الله، فكان كما أيقنت. وهناك أخذت نزعتي الإماميّة تتأصّل وتترسّخ بنبوغ هذا الفتى البار، خصوصاً لمّا علمت عنه تلك الحنكة الربانيّة التي وهبها الله له...([8]) ثمّ لمّا اتّصلت بالأخ الفاضل محمد كاظم القزويني واطلعني على أشياء كثيرة كنت أجهلها من قبل، اتّسعت دائرة معلوماتي بالمذهب الشيعي، وامتدت آفاق إدراكي على ماهو عليه من الهدى، وصادق التبعيّة، فأصبحت أجد في أُخواني الشيعة نعمة الأهل والقرابة، بعدما كنت اُعاني مرارة اليتم والوحشة. وهناك حقيقة لا تفوتني الإشارة إليها، وهي أنّ إعتقادي في الإمام عليّ(رضي الله عنه)اعتقاد إيمان وعقل، لا اعتقاد قول ووجدان طارئ، كيف لا وهو الذي يعتبر بحقّ رجلا في اُمـّة، واُمـّة في رجل... ولا أشكّ مطلقاً في انّه يدخل في معنى الآية الكريمة النازلة في حقّ الخالق (وهو معكم أينما كنتم) نعم إنّ عليّاً (رضي الله عنه) معنا اينما كنّا في علم من العلوم، أو ضرب من ضروب المعرفة، أو فنّ من فنون الحياة، فأيّ باب طرقناه من العلم إلاّ ونجد للإمام فيه آثاراً باقية، ناطقة، تشهد له بالعبقريّه وطول الباع فهو الوحيد الذي جمعت شخصيّته بين الشجاعة والعدل، والكفاءة والفراسة في سماحة قلب، وصفاء نفس، وسلامة مزاج، وهذا ما يميّزه عن غيره تمييز الثريّا عن الثرى... الخلافة لعلي(عليه السلام) لا لغيره، وهو أحقّ بها من سواه، لأنّ عليّاً(عليه السلام) على حقّ، والحقّ مع عليّ(عليه السلام) يدور معه أينما دار([9]) كما قال صلوات الله عليه. وعندي أنّ كلّ شيء مع الحقّ هو حقّ، وماليس مع الحقّ فهو باطل([10])، ومن ثمّ فالخلافة مع عليّ(عليه السلام) هي حقّ، ومع سواه باطلة... أماتنا الله على مذهبهم (الشيعة الإماميّة) الطاهر المقدّس ونجّانا من الغاوين...
[1] ـ يوم حرّر كتابه إلينا حول موضوع تشيّعه كان 6/11/66. [2] ـ كان(رحمه الله) من خطبائها المرموقين لم يفتر عن الدعوة إلى الحق بقلمه ولسانه إلى آخر ساعة من حياته وجد فيها مجالا لتحقيق هدفه الشريف. غادر بلاده ومحل أمنه وقراره مكرها كاالكثيرين من شيعة العراق وأبنائه)، فأمّ ايران واقام في مدينة قم المقدسة حتى وافاه الأجل في 13/6/1415 هـ فترك الدنيا واقبل على رحمة الله ورضوانه فكان سعيه مشكوراً وعمله في هذه الحياة مبروراً. انجب أولاداً أفاضل طيبين ابراراً صالحين على نهج ابيهم يسيرون (والبلد الطيّب يخرج نباته باذن ربّه) حفظهم الله وزاد في توفيقاتهم. وله(رحمه الله) من المؤلفات شرح نهج البلاغة طبع منه ثلاثة اجزاء، وموسوعة الإمام الصادق(عليه السلام) صدر منها تسعة اجزاء. نرجو لخلفه الصالح التوفيق لانجاز بقية آثاره والله وليّ التوفيق. [3] ـ فاطر: 34. [4] ـ الانسان: 10 وما قبلها نزلت في أهل البيت(عليهم السلام) ذكرنا في كتابنا (عليّ في القرآن فأين تذهبون) الكتب السنّية التي روت ذلك منها (نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختارللشبلنجي، و (شواهد التنزيل) للحسكاني. و (ينابيع المودة) للقندوزي الحنفي وشرح نهج البلاغة) لابن أبي الحديد المعتزلي و (الكشاف) للزمخشري و (أنوار التنزيل للقاضي البيضاوي. [5] ـ اي يقول: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله. [6] ـ يقال خامر القلب داخله. [7] ـ من تربّى على يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله) ونشأ في بيت الوحي والرسالة منذ نعومة أظفاره لا يستمهل الرسول(صلى الله عليه وآله) في إجابة دعوته إلى الإيمان بالله وبرسالته ولا لحظة واحدة قطعاً. الرضوي.
[8] ـ ومن قرأ كتاب (نهج البلاغة) ازداد إيماناً بنبوغ الإمام(عليه السلام) وتفوقّه على معاصريه عدا ابن عمّه الرسول(صلى الله عليه وآله) الذي هو بمنزلة نفسه منه كما شهدت بذلك: (وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ). [9] ـ تجد مصادر هذا الحديث من كتب السنّة في كتابنا (هذه أحاديثنا أم أحاديثكم؟). [10] ـ قال تعالى (فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إلاَّ الضَّلالُ) يونس: 32.