نصوص العلمية في القرآن الكريم بين التفسير وأحاديث الأئمة (ع)
كاتب الموضوع
رسالة
علاء الياسري
عدد المساهمات : 2 نقاط : 6 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 23/11/2013
موضوع: نصوص العلمية في القرآن الكريم بين التفسير وأحاديث الأئمة (ع) السبت نوفمبر 30, 2013 4:33 pm
( ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمهم الذين يستنبطون منهم ) النساء (13). قال رسول الله (ص) : انا مدينة العلم وعلي بابها : ولا تؤتن البيوت الا من ابوابها، او (فمن اراد العلم فليات بابه (الباب)). وقد اكد صحة الحديث كل من الحاكم النيسابوري في ( المستدرك على الصحيحين) و الطبري في (التهذيب الاثار) و السيوطي في (جمع الجوامع)، و نقله احمد بن حنبل في مناقبه، و الترمذي في جامعه الصحيح وآخرون كثيرون الا أن فاحص الكتب الدينية في وزارة الاوقاف خلال العهد البائد كتب معترضاً على صحة الحديث ضمن مسودة احد الكتب التي قدمتها الى مديرية رقابة المطبوعات في وزارة الاعلام يقول :
اولاً: هذا الحديث قال فيه ابن الجوزي في الموضوعات : جمعت طرق الحديث فبلغت اربعة عشر طريقاً فما صح منها طريق، اذ ما من طريق الا وفيه متهم بالكذب او كذاباً.
ثانياً: تصحيح الحاكم لا يأخذ به ما لم يعضد بغيره.
ثالثاً: جمع الجوامع كتاب اصول و ليس كتاب حديث. ولا ارغب بمناقشة ما قاله هذا الفاحص، ولكنني اقول له ولكل من يعترض على صحة الحديث انما نقل عن الإمام علي (ع) من علوم في كتب التراث الاسلامي و بعضها كان يتناقض مع ما كان سائداً في عصره وما بعده، حتى ايدت صحتها ابحاث العلم الحديث تؤكد بصورة قاطعة صحة الحديث. فعلومه (ع) لا تنحصر في الفقه واللغة و انما شملت علوم الكون و الفلك والفيزياء و الاحياء و الرياضيات مما لم يكن معروفاً في عصره و في هذا البحث نتناول بعض ذلك مما يتعلق بتفسير بعض نصوص القران الكريم مما اخطا به المفسرون ولم يدرك معناه كل من تناوله.
1- (الإ من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب) الصافات (100) (و ما ادراك ما الطارق*النجم الثاقب ) الطارق (2-3). اختلف المفسرون في تفسير الثاقب فقال بعضهم بان معناه : المضيء و ذهب اخرون الى ان ضوء النجم يثقب الظلام وفئة ثالثة قالت بان معناه: شديد الاضاءة ..... الخ و لكن الإمام علي (ع) قال ضمن خطبة الاشباح من (نهج البلاغة) : واقام رصداً من الشهب الثواقب على نقابها وامسكها من ان تمور في خرق الهواء بيده وامرها ان تقف مستسلمة لامره.:
فقوله (ع): خرق الهواء هو المعنى اللغوي الصحيح للثاقب، فلا حاجة لتأويل الثاقب و صرف معناه الظاهر الى أي معنى اخر. وهذا ما اكدته ابحاث العلم الحديث اذ ان الشهب عبارة عن جسيمات صغيرة تسبح بالفضاء وعندما تمر قرب الأرض تجذبها الأرض اليها فتمر في طبقة الهواء فهي تخترقه او تثقبه فتحترق في الهواء فبينبعث الضوء نتيجة الاحتراق فيشاهدها الراصد على الأرض خطاً من ضياء لامع ثم يتلاشى الضوء بتلاشي مادة الشهاب باحتراقها كلها.
2- (اولم ير الذين كفروا أن السموات و الأرض كانتا رتقاً ففتقناهما و جعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون ) الانبياء (30). ذهب المفسرون في تفسير هذا النص الى تبيين رأيين رئيسين اولهما ان السموات والأرض كانتا ملتصقتين ثم انفصلت الأرض عن السموات وفي بعضها انه تم الفصل بينها بالهواء، وثانيهما ان السماء فتقت بالمطر و فتقت الأرض بالنبات، والرأي الثاني يتناقض مع النص القراني فقد وردت (السموات) بصيغة الجمع بينما ورد المعنى بصيغة المفرد، فلم يذكر اصحاب هذا الرأي كيف او بماذا فتقت بقية السموات ؟ اضافة الى ان هذا الرأي يوضحه قولنا (ان السموات والأرض كانت كل منهما رتقاً ففتقنا كلا منهما)، فالنص القراني يؤكد المعنى الاول وينفي الرأي الثاني. لم ينقل احد من المفسرين ما جاء في دعاء (يستشير) الذي نقله الشيخ عباس القمي في (مفاتيح الجنان) عن (منهج الدعوات) للسيد ابن طاووس والذي قال بان الإمام علي (ع) قال: علمني رسول الله (ص) هذا الدعاء و امرني ان ادعو به.....الخ، و قد تضمن الدعاء النص التالي: نور السموات والأرضين (الأرض) و فاطرهما ومبتدعهما بغير عمد خالقهما و فتقهما فتقاً فقامت السموات طائعات بامره واستقرت الاضون باوكارها فوق الماء ثم على بها في السموات العلى.....الخ.
إن وجود حرف (الفاء) في قوله (ص): فقامت، يؤكد ان نتيجة فتق السموات والأرض او انهم عقب فتقهما: قيام السموات واستقرار الأرضين، أي ان السموات والأرض (الكون بالمعنى المعاصر) كانتا كتلة واحدة ثم تجزأت الى السموات (جمع سماء) وارضين (جمع ارض)، فالمراد بالأرضين مجموعة الكواكب الدائرة حول الشمس و اللنجوم الاخرى او القارات السبع بالمفهوم المعاصر لكرتنا الأرضية ان هذا المعنى يتفق مع مفهوم نظرية الانفجار المدوي (الاعظم) التي تبناها معظم علماء الفلك والفيزياء في تفسير نشوء الكون و التي تقول ان الكون كانت كل كتلة مجتمعة ضمن حيز محدود من المكان فانفجر فأندفعت اجزاءه مبتعدة عن بعضها البعض و مازالت تبتعد عن بعضها البعض فحجم الكون يتسع بمرور الزمن مصداقاً لقوله تعالى : ( والسماء بنيناها بأييد وانا لموسعون) الذاريات (47). فالنص القراني و النص من دعاء رسول الله (ص) اعلاه يؤكد ان احد مفاهيم نظرية الانفجار المودي فتصبح النظرية اقرب الى الصحة والواقع في كيفية نشوء الكون مما كانت عليه قبل ذلك.
3- (ياليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين) الزخرف (38) (رب المشرقين و رب المغربين) الرحمن (17) (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها) (الاعراف) (137) (فلا اقسم برب المشارق و المغارب انا لقادرون) (المعارج) (40) ذهب القدماء من المفسرين و معظم اللاحقين الى ان المراد بالمشرق والمغرب بصيغة المثنى هو مشرقي و مغربي الشمس و القمر او مشرقي ومغربي الشمس في الصيف والشتاء، و بصيغة الجمع هو مشارق الشمس و مغاربها باختلاف ايام السنة. ولكن السيد الخوئي في تفسيره (البيان) عدَّ ذلك من التكلف الذي لا ينبغي ان يصار اليه، لان النص (الزخرف) (38) يشير الى ان الظاهر منها ان البعد بين المشرقين هو اطول مسافة محسوسة فلا يمكن حملها على مشرقي الشمس والقمر ولا على مشرقي الصيف والشتاء، لان المسافة بين ذلك ليست اطول مسافة محسوسة فلا بد ان يراد بها المسافة بين المشرق والمغرب. ثم اكد السيد الخوئي وجود اخبار عن الائمة (ع) وادعيتهم و خطبهم ما يدل على كروية الأرض حيث استدل على ذلك من تجدد المشارق ولمغارب شيئاً فشيئاً.
من بين ذلك ما روي عن الإمام الصادق (ع) قال : صحبني رجل كان يمسي في المغرب و يغلس في الفجر و كنت انا اصلي المغرب اذا غربت الشمس، و اصلي الفجر اذا استبان الفجر قال لي الرجل : ما يمنعك ان تصنع مثل ما اصنع؟ فان الشمس تطلع على قوم قبلنا و تغرب عنا، و هي طالعة على قوم اخرين بعد، فقلت: انما علينا ان نصلي اذا وجبت الشمس عنا و اذا طلع لفجر عندنا، وعلى اولئك ان يصلوا اذا غربت الشمس عنهم و منه قول الإمام (ع): انما عليك مشرقك ومغربك فصيغة المثنى للمشرق والمغرب تشير الى وجود قارة اخرى تكون على السطح الاخر للارض يلازم شروق الشمس عليها غروبها عنا، وبصيغة الجمع يراد منها تعدد المشارق المغارب باعتبار اجزاء الكرة الأرضية أي جهات الشرق والغرب من الأرض كما تؤكد ذلك الاية (الاعراف) (137) و فيها اشارة الى كروية الأرض كا يرى ذلك لسيد الخوئي.
نصوص العلمية في القرآن الكريم بين التفسير وأحاديث الأئمة (ع)