ازاء ما تعرضت وتتعرض له المرأة من عنف يمارس بحقها والانعكاسات السلبية لذلك خصوصا وهي تمثل احد اركان البناء الاجتماعي بما يؤثر في الوجود الانساني على الارض كان لابد للمجتمع الدولي من اتخاذ موقف.
وتجسد هذا الموقف في جعل يوم الاول من صفر اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.
ان الإنسان الذي يؤمن بالله واليوم الآخر يتضاعف عنده الشعور بالمسؤولية ويدفعه إيمانه بالله للدفاع عن قيم الحق والعدل والمساواة، وبالأخص الملتزمين بما جاء في القرآن الكريم، والمنقادين لأمر الله عز وجل، والمتبرئين من الظلم والظالمين والمستجيبين لنداء الأنبياء والصالحين وعلى رأسهم نبي الرحمة ورسول الإنسانية محمد (صلى الله عليه وآله) والذي كانت سيرته العملية مع زوجاته وبناته تحمل أكثر من رسالة في هذا المضمون، فقد ورد في كتاب الوسائل: عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تبارك وتعالى على الإناث أرق منه على الذكور، وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة إلا فرّحه الله يوم القيامة.
ونتيجة للصورة البشعة التي قدمها المتطرفون عن الاسلام والمسلمين وكذلك سعي وسائل الاعلام المتطرفة من اليمين لتسويق هذه الصورة على انها هي الاسلام، كان لزاما علينا بيان الموقف الاسلامي اتجاه المرأة، ولذا سعى العلماء الاعلام لتسمية يوم اسلامي لمناهضة الظلم بحق المرأة.
ولما كان الاول من صفر هو يوم وصول سبايا آل محمد (صلى الله عليه وآله) إلى الشام في عام 61هـ والذي كان من اقسى انواع العنف (الظلم) الذي مورس بحق المرأة تم اعتماد (1 صفر اليوم الاسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة).
وصار ذلك الاضطهاد الذي تعرضت له بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) رمزا وشعارا لرفض الظلم والاعتداء الذي تتعرض له نساء العالم، وان الاسلام الذي جاء به رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأمر بالعدل والاحسان وينهى عن الظلم والاضطهاد وأنه يكرم المرأة ويحفظ حقوقها، وان احياء هذا اليوم هو أحياء لمظلومية زينب الكبرى والسبايا منقول
الاول من صفر اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.