بِسم اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
((الم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ))(1) (*).
ابن بابويه: قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق((رضي الله عنه)) قال: حدثنا محمد(أحمد) بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد، عن علي بن ابي حمزة، عن يحيى بن(ابي) القاسم قال: سألت الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل: ((الم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)) فقال: المتقون شيعة علي عليه السلام، والغيب فهو الحجة(الغائب).
وشاهد ذلك قوله تعالى: ((وَ يَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ))(2)(3).
عنه: قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن غير واحدٍ من أصحابنا، عن داوود بن كثير الرقي، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: ((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)) قال: من آمن(اقرّ) بقيام القائم انه حق(4).
وعنه: باسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث يذكر فيه الأئمة الاثني عشر ويهم القائم عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمتقين على محبتهم اولئك من وصفهم الله في كتابه فقال: ((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)) ثم قال: ((أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)).
الهوامش:
(*)المحجة فيما نزل في القائم الحجة عليه السلام للمحدث الجليل والعالم النبيل السيد هاشم البحراني رحمه الله.
(1)سورة البقرة: الآية 2و 3.
(2)سورة يونس
(3)كمال الدين وتمام النعمة ج2 ص340.
(4)كمال الدين وتمام النعمة ج2 ص340.
بسم الله الرحمن الرحيم
((فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً))(1)(*).
علي بن ابراهيم: في تفسيره قال: حدثني ابي، عن ابن ابي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي خالد الكابلي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: والله لكأني انظر الى القائم عليه السلام وقد أسند ظهره الى الحجر، ثم نشد الله حقه، ثم يقول: يا أيها الناس من يحاجني في الله فانا اولى بالله، أيها الناس من يحاجني في آدم فأنا أولى بآدم، (ي) أيها الناس من يحاجني في نوح فأنا أولى بنوح، أيها الناس من يحاجني في إبراهيم فأنا أولى بإبراهيم، أيها الناس من يحاجني في موسى فأنا أولى بموسى، أيها الناس من يحاجني في عيسى فأنا أولى بعيسى، أيها الناس من يحاجني في رسول الله(محمد) فأنا أولى برسول الله(بمحمد)، أيها الناس من يحاجني في كتاب الله فأنا أولى بكتاب الله، ثم ينتهي الى المقام فيصلي ركعتين وينشد الله حقه، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: هو والله(المظطر في كتاب الله في) قوله: ((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الأْرْضِ))(2)، فيكون اول من يبايعه جبرائيل، ثم الثلاثمائه والثلاثة عشر رجلاً، فمن كان ابتلى بالمسير وافى(وافاه)، ومن لم يبتل بالمسير فُقِدَ من فراشه(عن فراشه، وهو قول امير المؤمنين عليه السلام: هم المفقودون عن فرشهم)، وذلك قول الله((فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً)) قال: الخيرات: الولاية، وقال في موضع آخر: ((وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ))(3)، وهم اصحاب القائم عليه السلام يجتمعون(والله) اليه في ساعةٍ واحدة، فاذا جاء الى البيدآء يخرج اليه جيش السفياني، فيأمر الله الأرض فتأخذ أقدامهم، وهو قوله: ((وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ)) وقالوا آمنّا به(يعني بالقائم من آل محمد عليه السلام) ((وانى لهم التناوش من مكان بعيد(الى قوله) وحيل بينهم وبين ما يشتهون))(يعني ألاّ يعذَّبو)((كما فعل بأشياعهم من قبل)) يعني من كان قبلهم من المكذبين(الذين) هلكو(4).
محمد بن يعقوب: عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن ابي عمير، عن منصور بن يونس، عن اسماعيل بن جابر، عن ابي خالد، عن ابي عبد الله(عن ابي جعفر) عليه السلام في قول الله عز وجل: ((فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ)) (قال: الخيرات: الولاية، وقوله تبارك وتعالى): ((أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً)) يعني اصحاب القائم عليه السلام الثلاثمائة والبضعة عشر(رجل)، قال: (و) هم والله الأمة المعدودة، قال: يجتمعون والله في ساعةٍ واحدة قزع كقزع الخريف(5).
محمد بن ابراهيم: المعروف بابن ابي زينب النعماني في كتاب الغيبة: قال: اخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، (عن ضريس) عن أبي خالد الكابلي، عن علي بن الحسين، ومحمد بن علي عليهما السلام انه قال: الفقداء قوم يفقدون من فرشهم فيصبحون بمكة، وهو قول الله عز وجل: ((أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً)) وهم اصحاب القائم عليه السلام(6).
الهوامش:
(*)المحجة فيما نزل في القائم الحجة عليه السلام للمحدث الجليل والعالم النبيل السيد هاشم البحراني رحمه الله.
(1)سورة البقرة الآية 148.
(2)سورة النمل الآية 62.
(3)سورة هود الاية 8.
(4)تفسير القمي ج2 ص205، والآيات من سورة سبا 54- 50.
(5)الروضة، ص313.
(6)كتاب الغيبة، ص168.
بسم الله الرحمن الرحيم
((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَْمْوالِ وَالأَْنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين)) (1)(*)
محمد بن ابراهيم النعماني: المعروف بابن ابي زينب قال: حدثنا محمد بن همام، قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال حدثنا(احمد بن هلال(2)، قال حدثنا الحسن بن) محبوب عن علي بن رئاب، عن محمد بن مسلم، عن ابي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام(انه) قال: ان قدّام القائم عليه السلام علامات بلوى من الله للمؤمنين. قلت: وماهي؟
قال: (ف) ذلك قول الله عز وجل: ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَْمْوالِ وَالأَْنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))، (فذلك) قال: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) يعني المؤمنين (بشيء...الخوف) من ملوك(خوف ملك) بني فلان في آخر سلطانهم، (والجوع) بغلاء اسعارهم، (وَنَقْصٍ مِنَ الأَْمْوالِ) فساد التجارات وقلة الفضل فيها، (وَالأَْنْفُسِ) موت ذريع، (وَالثَّمَراتِ) قلة ريع ما يزرع وقلة بركة الثمار، (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) عند ذلك بخروج القائم عليه السلام.
ثم قال(لي): يامحمد هذا تأويله(ان الله عز وجل يقول): (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم)(3).
عنه: قال: اخبرنا احمد بن محمد بن سعيد بن عقده، قال اخبرني(حدثني) احمد بن يوسف بن يعقوب والحسين(ابو الحسين) الجعفي من كتابه، قال حدثنا اسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن ابيه، عن ابي بصير.
قال ابو عبد الله عليه السلام: لابد ان يكون قدام(قيام)(4) القائم سنة تجوع فيها الناس، ويصيبهم خوف شديد من القتل، ونقص من الاموال والانفس والثمرات، وان ذلك في كتاب الله لبيّن، ثم تلا هذه الآية: ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَْمْوالِ وَالأَْنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))(5).
وروى ابو جعفر محمد بن جرير الطبري في مسند فاطمة عليها السلام قال: اخبرني ابو الحسين محمد بن هارون(قال حدثني ابي(6) رضي الله عنه) قال حدثنا ابو علي محمد بن همام قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا احمد بن هلال قال: حدثني الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، وابي ايوب الخزّاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
ان لقيام قآئمنا علامات..... وذكر الحديث(7).
العياشي: باسناده عن الثمالي قال: سالت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله(عز وجل): ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ))، قال: ذلك جوع خاص، وجوع عام، فاما بالشام فانه عام، وامام الخاص بالكوفة يخصّ ولايعم، ولكنه يخص بالكوفة اعداء آل محمد عليه الصلاة والسلام، فيهلكهم الله بالجوع.
واما الخوف فانه عام بالشام، وذلك(ذاك) الخوف اذا قام القائم عليه السلام، واما الجوع فقبل قيام القائم عليه السلام وذلك قوله: ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ))(
الهوامش:
(*)المحجة فيما نزل في القائم الحجة عليه السلام للمحدث الجليل والعالم النبيل السيد هاشم البحراني رحمه الله.
(1) البقرة الاية 155.
(2) ليس في المصدر.
(3) كتاب الغيبة ص 132.
(4) ليس في المصدر.
(5) كتاب الغيبة ص132.
(6) ليس في المصدر.
(7) دلائل الامامة ص 259.
(
تفسير العياشي ج1 ص68.