عدد المساهمات : 15 نقاط : 45 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 31/10/2013
موضوع: أئمة يهدون بأمرنا الأحد ديسمبر 08, 2013 8:26 pm
يقول اهل التحقيق في دور هداية الانبياء والرسل والائمة صلوات الله عليهم ان هناك نوعين من الهداي وهما الهداية التشريعية العامة . واهداية التكوينية الخاصة
الهداية التشريعية: هي التي تتعلّق بالأُمور التشريعية، من بيان الاعتقادات الحقّة والتكاليف الشرعية، والأعمال الصالحة، وتتضمّن الإنذار والتبشير، وهي: وظيفة الأنبياء والرسل، قال تعالى:*(( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ ))*(النساء:165).وهذه الهداية في واقعها: بيان وتعليم، وإراءة للطريق، من أخذ بها هُدي، ومن تركها ضلّ، قال تعالى:*(( وَمَا أَرسَلنَا مِن رَسُولٍ إِلاّ بِلِسَانِ قَومِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُم فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهدِي مَن يَشَاءُ ))*(إبراهيم:4).وتسمّى بـ(الهداية الإرائية)، وهي هداية عامّة شاملة لكلّ الناس، وهي موجودة عند الأئمّة صلوات الله عليهم تبعاً لشريعة جدّهم(صلّى الله عليه وآله وسلّم)؛ فهم الوارثين لعلمه والمبيّنين لرسالته.
وأمّا الهداية التكوينية، فهي: ليست إراءة للطريق فقط، وإنّما إيصال في الطريق وسوق للكائنات إلى ما ينبغي لها من الكمال، فمن وفّق للحقّ واختار الهدى في الهداية التشريعية، واختار الاقتداء بالإمام واتّباعه في أفعاله وأقواله, سوف ينال الهداية التكوينية، وسيسوقه الإمام إلى كماله حتماً، بأخذ يده وقيادته في طريق الحقّ والخير، ولذا تسمّى: هداية إيصالية، أي: لا بدّ من إيصالها إلى المطلوب فلا يتخلّف.فهي تختلف عن الهداية الأُولى المقتصرة على البيان والتعليم والإرشاد؛ فهذه تتضمّن القيادة والإيصال والأخذ باليد، وإذا كان القائد معصوماً عن الخطأ، فسوف يكون الوصول إلى المطلوب حتمياً، ولكن بعد أن يوفَّق المهتدي لاختيار هذا الطريق بالتسليم لقيادة الإمامة، فهي بالنتيجة لا تخرج عن اختيار العبد، فإذا اختار الحقّ وصل. فهذه الهداية خاصّة وليست عامّة مثل سابقتها، قال الله تعالى:*(( فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلاَمِ ))(الأنعام:125).فالإمامة تتضمّن من جهة الهداية التكوينية النفوذ الروحي للإمام وتأثيره على القلوب المستعدّة للهداية المعنوية، فهو بمنزلة الشمس التي تبعث الحياة في الأرض، فالقوّة الروحية للإمام لها التأثير العميق على هداية الناس .*
* لذالك اقول : نحن لو ننظر الى حالنا كاتباع ال البيت ع في زمن الغيبة الكبرى . نجد اننا وبالاخص والمسلمين عموم والبشرية جمعاء ليس فقط ينقصنا الوجود الظاهري المعلن للامام الحجة . امام زماننا لينير عقولنا ويسعف اكمال كمالنا الضروري لاخرتنا من خلال الهداية التشريعية الحقة .
بل المصيبة يا اخوان اننا نفتقد لما هو اهم وهو الهداية التكوينية التي هي من خصائص مرتبة الامامة . وال البيت هم اعلى من يقوم بها ولو قدر الله ولم يحجب عنا هذا الفضل لكنا ننعم بهذه الهداية التي لا تقدر بما يمكن ان يتخيله عقل بشر . وكما تعلمون فرصتنا في الحياة هي محدودة . فأي مصيبة بسبب الظالمين نحن فيها وقد حرمنا من هذه النعمة والهداية ولو ان انسانا مات قهرا من الحزن والاسف لما كان كثيرا وغريبا . بل نحن لعلنا جاهلون . ولذالك هذا الفهم لعله يزيد من حماس المنتضرين في العمل من اجل تعجيل الفرج . لانه فرج لانفسهم قبل امامهم الذي هو مذخور لهم ولسعادتهم الاخروية وسيعلم العالم جميعا هذه الحقيقة لما ينعم في دولة الامام المهدي . وليس فقط ما سوف يناله الانسان المؤمن من رخاء مادي واقتصادي كما يظهر من الروايات . بل ان الربح الاكبر هو في الجانب الروحي . ولكن لا زلنا قاصرين احيانا وان كنا نردد الكلمات عن فهم مضامين دولة العدل الموعودة . وشكرا