جابر مع الامام السجاد((اربعين الامام الحسين-ع-))
تواترت الروايات على ان السبايا بعد ان اخروجهم من الشام توجهوا الى كربلاء فوصلوها يوم العشرين من صفر، فوجدوا جابر بن عبد الله الانصاري الصحابي، ومعه جماعة من الشيعة توافدوا لزيارة قبر الحسين، فالتقى ركب السبايا معهم واقاموا البكاء والنحيب.
وقد نصت على ذلك العديد من الكتب المعتبرة، فقد جاء في موسوعة آل النبي (ص) 747، في وصف الرحلة من الشام الى المدينة:
قالت زينب (ع) للدليل مرة: لو عرجت بنا على كربلاء فاجاب الدليل محزونا: أَفعل، ومضى بهم حتى اشرفوا على الساحة المشؤومة وكان قد مضى على المذبحة يومئذ اربعون يوما، وما تزال الارض ملطخة ببقع من دماء الشهداء وبقية من اشلاء غضة عفا عنها وحش الفلاة، وناحت النوائح واقمن هناك ثلاثة ايام لم تهدأ لهن لوعة ولم ترقأ لهن دمعة ثم اخذ الركب المنهك طريقه الى مدينة الرسول.
وتقول الروايات ايضا: ان يزيد امر برد السبايا والاسارى من الشام الى المدينة المنورة في الحجاز مصطحبين بالرؤوس تحت اشراف جماعة من العرفاء يرأسهم النعمان بن بشير الانصاري، فلما بلغ الركب ارض العراق في طريقه الى مدينة الرسول قالت زينب للدليل: مر بنا على طريق كربلاء ومضى بهم حتى اشرفوا على ساحة القتل المشؤومة وكان جابر بن عبد الله الانصاري الصحابي الجليل وجماعة من بني هاشم ورجال من آل الرسول قد وردوا العراق لزيارة قبر الحسين، يقول السيد علي بن طاووس في كتابه اللهوف في قتلى الطفوف ص 86: فتوافدوا في وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم واقاموا المآتم المقرحة للأكباد واجتمع عليهم اهل السواد واقاموا على ذلك اياما.
اما قصة جابر بن عبد الله الانصاري فتتلخص في انه بعد ان علم بمقتل الامام الشهيد الحسين توجه من المدينة المنورة نحو ارض كربلاء ـ وكان قد كف بصره ـ يقول عطية العوفي وكان مع جابر: عندما وصلنا الى الغاضرية على شاطئ نهر الفرات اغتسل جابر في شريعتها ولبس اطهر ثيابه، ثم فتح صرة فيها سعد فنشرها على بدنه ثم لم يخط خطوة الا ذكر الله تعالى حتى اذا دنا من القبر قال: ألمسنيه ياعطية، فألمستُهُ اياه، فخرّ على القبر مغشيا عليه فرششت عليه من الماء فلما افاق قال ياحسين ـ ثلاثاـ ثم قال حبيب لايجيب حبيبه، ثم قال وأنّى لك بالجواب وقد شخبت اوداجك على اثباجك، وفرق بين بدنك وراسك، اشهد انك ابن خير النبيين وابن سيد الوصيين وابن حليف التقوى وسليل الهدى وخامس اصحاب الكسا وابن سيد النقبا وابن فاطمة سيدة النسا .. الخ
الى ان تقول الرواية: ومضى عطية ليرى من هم القادمون من ناحية الشام فما اسرع ان رجع وهو يقول: ياجابر قم واستقبل حرم رسول الله، هذا زين العابدين قد جاء بعمّاته واخواته، فقام جابر حافي الاقدام مكشوف الراس الى ان دنا من الامام زين العابدين (ع) فحدّثه الامام بما جرى لهم من قتل وسبي وتشريد وكان مما قاله (ع) ياجابر هاهنا والله قُتلت رجالنا وذُبحت اطفالنا وسُبيت نساؤنا وحُرقت خيامنا.
ومنذ ذلك اليوم وهو العشرين من صفر اصبح هذا التاريخ مشهودا فتتوافد مئات الالاف من الزائرين على كربلاء لزيارة الامام الحسين واقامة الشعائر وتجديد هذه الذكرى المؤلمة.