الزهراء(سلام الله عليها) كانت غاضبة على أبي بكر وعمر!
كاتب الموضوع
رسالة
ضياء البدري
عدد المساهمات : 9 نقاط : 29 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/11/2013
موضوع: الزهراء(سلام الله عليها) كانت غاضبة على أبي بكر وعمر! الخميس يناير 23, 2014 3:34 pm
احتج البعض بأن الدفن في الليل مسألة عادية قد لا تثير شيئاً ما،لأن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) دفن في الليل وكان من عادة المسلمين دفن نسائهم ليلاً لأنه أستر لهن.ويُدحض هذا القول بأنّ دفن النبي(ص) ليلاً هو الآخر لم يكن أمراً عادياً،بل كان بسبب تنازع الصحابة على الخلافة،وتركهم النبي(ص) جثّة دون دفن،بل أُخر دفنه يومين أو أكثر، بل لم يعلم المسلمون بدفنه (ص)حتى سمعوا صريف المساحي في منتصف الليل(1)، فدفن النبي
(1) أُنظر مصادر الخبر السنية في [الغدير](ج6).
(ص)ليلاً،كان أيضاً من جرائم الطامعين في السلطة،وقراصنة الخلافة. كما يُردُّ هذا القول بما تقدم من أنّ الزهراء (سلام الله عليها)أوصت بأن تدفن ليلاً وأن لا يشترك في جنازتها أحد ممن آذاها.هذا أولاً،أما ثانياً:فلأن الزهراء(سلام الله عليها) كانت غاضبة على أبي بكر وعمر كما تشير الروايات. .وثالثاً: أنها خصصت الإثنين بعدم اشتراكهما في تشييع جنازتها،لذا كانت وصيتها أن تدفن ليلاً وليست نهاراً وسراً وليس جهاراً، ورابعاً هناك رواية ذكرها علي بن أحمد الكوفي في كتاب[الاستغاثة]و جمٌّ غفير من المؤرخين،مفادها أن عمر أمر بنبش قبر الزهراء ليصلي عليها(1).
(1) علي بن أحمد[الاستغاثة](ص37). وأمّا دعوى أنّ من عادة المسلمين دفن نسائهم ليلاً،فذلك ما لم نجد له مؤيداً أو معضّداً، بل هو محض ادّعاء وتخرّص. إذ لو صحّ ذلك فلماذا دفنت عائشة نهاراً، وكذلك حفصة؟! فهل أنّهما كانتا لا تحبّان الستر،أم أنّ الذين دفنوا زوجات النبي كانوا ممن لا يعيرون للستر اهتماماً؟! اللهمّ أنّك لتعلم أنّ ما قالوه ما هو إلاّ إفك وزور. وفي ما يلي المصادر التي تبين سبب دفنها ليلاً: 1- [صحيح البخاري]: عن عروة،عن عائشة: <<فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها>> (1).
(1) [صحيح البخاري](ج5/ص82).
2- [أنساب الأشراف]للبلاذري:<<إن فاطمة(عليها السلام) دفنت ليلاً ولم يعلم أبو بكر وعمر بموتها >>(1). 3- ابن أبي الحديد في[شرح نهج البلاغة]: و الصحيح عندي أنها ماتت وهي واجدة على أبي بكر وعمر وأنها أوصت أن لا يصليا عليها(2). أما علماء الشيعة فقد ذكروا ذلك بالتفصيل: 1- سُئل أمير المؤمنين(ع)عن علة دفنه لفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلاً؟ فقال:إنها كانت ساخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها(3).
(1) البلاذري [أنساب الأشراف](ج1/ص405). (2) ابن أبي الحديد [شرح نهج البلاغة](ج2/ص20). (3) الصدوق[الأمالي](ص305). 2- [روضة الواعظين]للفتال النيسابوري (ت:508هـ):روى عن الأصبغ بن نباته، سئل أمير المؤمنين(ع)عن علة دفن فاطمة بنت رسول الله(ص)فقال(ع):إنها كانت ساخطة على قومٍ كرهت حضورهم جنازتها ،وحرام على من يتولاهم أن يصلي على أحدٍ من ولدها(1) . وهناك العشرات بل المئات من المصادر الشيعية التي أدلت بهذه الحقيقة بصورة متواترة،ولسنا بحاجة إلى إيضاح ذلك. وهنا نأتي إلى بيت القصيد وهو الدواعي التي من أجلها أوصت الزهراء(سلام الله عليها) بوصيتها تلك. أولاً: إنّ مشاركة أبي بكر وعمر في تشييع جنازتها سيغطي على إساءتهما للزهراء (عليها السلام).بينما هي
(1) الفتال النيسابوري[روضة الواعظين] (ج1/ص153).
(سلام الله عليها)كانت تُريد بهذا الموقف أن تظهر عدم رضاها عنهما. ثانياً: إن مشاركتهما في التشييع ربما كان يؤدي إلى مواجهة دموية بين أنصار الإمام علي(عليه السلام)المتألمين لموت الزهراء وبين أنصار الخلافة الذين كانوا يريدون فرض سيطرتهم بأية وسيلة كانت،سيما أنهم شعروا بالقوة بعد وفاة الزهراء(سلام الله عليها)كان قوياً بوجود الزهراء(سلام الله عليها) لأنها ابنة رسول الله(ص). ثالثاً:لو كانا في التشييع لأجبرا الإمام علياً (عليه السلام)عن التنحي عن جنازة الزهراء (سلام الله عليها)و كان أحدهما يقوم بأداء الصلاة عليها،ومما يؤكد ذلك ما نقله المؤرخون،ومنهم علي بن أحمد الكوفي في كتاب [الاستغاثة]حيث ذكر قول عمر:<<أطلبوا قبرها حتى ننبشها ونصلي عليها فطلبوه فلم يجدوه،ولم يعرفوا لها قبراً>>(1). والصلاة على جنازة الزهراء(سلام الله عليها) سيعزِّز من موقفهم السياسي باعتبار أنها ابنة رسول الله(ص)وهما أحق بالصلاة عليها حتى من زوجها لأنهما خلفاء لرسول الله(ص)،وبهذه الكيفية قد تنطلي هذه اللعبة على البسطاء من المسلمين الذين كانوا يشكّلون الأكثرية في ذلك اليوم بسبب الدخول السريع والجماعي الكبير إلى الإسلام.
رابعاً: إن مشاركتهما في التشييع سيعني أنّهما سيعرفان أين ستدفن وأين قبرها، ولعلّهما سيستغلان ذلك لمصالحهما الذاتية. إذ سينصبان من نفسيهما ورثة لهذا القبر، (1) علي بن أحمد[الاستغاثة](ص38).
ويستغلان ذلك لدعم موقفهما في الخلافة، والتقريب إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
الزهراء(سلام الله عليها) كانت غاضبة على أبي بكر وعمر!