بسم الله الرحمن الرحيم
ان حمل مسمىً ما يرتب مسؤلية اضافية في عنق الفرد ، وعليه ان يسعى لأن يكون من مصاديق المسمى الذي يحمله . ولا يمكن لاي انسان ان يكون مصداقا الا اذا عرف المقصود من المسمى والواجبات المترتبة عليه كي يبدأ عملية التربية والاصلاح اذا ما احس بخلل في التطبيق أو احس بامور كان غافلا عنها . وهذه الوظيفة هي وظيفة مزدوجة يحصل عليها الفرد ذاتيا وهذه مسؤليته بالدرجة الاولى ، وقد يحصل عليها عن طريق غيره وهي الطريق الاسرع في التربية الاجتماعية الجماعية . لأن مثل هذه التربية الجماعية تهيء الجو الامثل للسير في الطريق التكاملي لأنها تنظف المجتمع من ادران الجهل واللامبالاة واللا انتماء الى المسؤلية ، وتضع المجتمع امام مسؤلياته التي اراد الله سبحانه وتعالى منه ان يقوم بها . ولعل التجربة التي عشناها في اسلوب تربية الشهيدين الصدرين ( قدس سرهما ) خير دليل على سرعة التطور في المجتمع عموما اذا ما مورست التربية الجماعية من قبل راع ٍ يشرف عليها . وهذا لا يعني التنازل من قبل الفرد بانتظار من يقوم بهذا الدور على المستوى الجمعي ، بل ان المسؤلية اولا تقع على عاتق الفرد في تحصيل ما يرتقي بمستواه الاخلاقي والقِيَمي كي يكون مصداقا لما يحمل من مسميات .
ونتعرض اليوم الى مسمى نشترك فيه جميعا ، ألا وهو ( الشيعة ) .
فكيف عبر اهل البيت ( ع ) عن هذا المسمى وما هي صفة حامليه ؟
عن جابر ، عن ابي جعفر الباقر ( ع ) قال : قال لي ( ع ) : يا جابر ، أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت ؟ فوالله ما شيعتنا الا من اتقى الله وأطاعه ، وما كانوا يعرفون ياجابر الا بالتواضع ، والتخشع ، والامانة ، وكثرة ذكر الله ، والصوم والصلاة ، والبر بالوالدين ، والتعاهد للجيران من الفقراء واهل المسكنة ، والغارمين والايتام ، وصدق الحديث ، وتلاوة القرآن ، وكف الالسن عن الناس الا من خير ، وكانوا أمناء عشائرهم في الاشياء .
قال جابر : يا ابن رسول الله ، ما نعرف اليوم احدا بهذه الصفة .
فقال : ياجابر ، لا تذهبنَّ بك المذاهب ، حسب الرجل أن يقول أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعّالا ؟ فلو قال : أني احب رسول الله ( ص ) فرسول الله( ص ) خير من علي ( ع ) ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه ايّاه شيئا ، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أَحَبُّ العباد الى الله عز وجل وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته .
يا جابر ، والله ما يُتَقرَّبُ الى الله تبارك وتعالى الا بالطاعة وما معنا براءة من النار ، ولا على الله لأحد منا حجة ، من كان مطيعا فهو لنا وليٌّ، ومن كان عاصيا فهو لنا عدوٌّ ، وما تنال ولايتنا الا بالعمل والورع .
وقال ابو الصباح الكناني للصادق ( ع ) : ما نلقى من الناس فيك ؟
فقال ( ع ) : وما الذي تلقى من الناس فيَّ ؟
قال : لا يزال يكون بيننا وبين الرجل الكلام فيقول : جعفري خبيث
فقال ( ع ) : يعيِّركم الناس بي ؟
فقال ابو الصباح : نعم .
فقال الصادق ( ع ) : ما أقلَّ والله مَن يتّبع جعفرا منكم ، انما اصحابي : مَن اشتد ورعه ، وعمل لخالقه ، ورجا ثوابه ، فهؤلاء اصحابي .
انها احاديث تقشعر لها الابدان في بيان صفات اصحاب من يسير على نهج اهل البيت ( ع ) ، وما احوجنا الى انتفاضة على النفس من اجل أن نكون مصاديق لنتشرف بمعرفتهم وصحبتهم . وما أحوجنا ألى ان نعي ما نحمل من مسميات لنكون زينا لها لا شينا عليها ، وكلما أطَّــر الانسان وجوده بأطار اضيق أي بمعنى تعدد عناوينه الوصفية كلما ازدادت مسؤلياته وازداد بالتالي ما هو مطلوب منه . فالانسانية أطار والاسلام اطار اضيق والايمان اطار اضيق والتشيع اطار اضيق وهكذا . فلننظر لأنفسنا بكم احطناها من اطار وما الذي يترتب على حمله .
للامانة..منقول
من منتديات طوبى للغرباء..
http://www.ghurbaa.com/4um/forum.php