قال الإمام الحسن ع : أنشدكم الله هل تعلمون انه أول الناس إيمان (أي أبيه علي بن أبي طالب ع) وانك يا معاوية وأباك من المؤلفة قلوبهم تسرون الكفر وتظهرون الإسلام وتستمالون بالأموال . وانه(علي بن أبي طالب ) كان صاحب راية رسول الله ص يوم بدر وان راية المشركين مع معاوية وأبيه ثم لفيكم يوم احد ويوم الأحزاب ومعه راية رسول الله ص ومعك (أي معاوية )ومع أبيك راية الشرك وفي كل ذلك يفتح الله له ويفلج حجته وينصر عدوته ويصدق حديثه ورسول الله ص في تلك المواطن كلها عنه راضِ وعليك وعلى أبيك ساخط. واستمر بذكر فضائل أبيه الإمام علي بن أبي طالب ع مع جده رسول الله ص ومواقفه العظيمة التي نصر بها الدين .. ثم قال ع : ثم جاء أبوك على جمل احمر ( أي أب معاوية أبو سفيان ) يحرض الناس وأنت تسوقه وأخوك عتبة هذا يقوده فرآكم رسول الله ص فلعن الراكب والقائد والسائق , وأنت يا معاوية دعا عليك رسول الله لما أراد إن يكتب كتابا إلى بني خزيمة فبعث إليك فنهمك إلى يوم القيامة فقال اللهم لا تشبعه . ثم التفت الإمام الحسن المجتبى ع إلى عمرو بن العاص فقال ع: وإما أنت يا بن النابغة فادعاك خمسة من قريش غلب عليك ألأمهم حسباً واخبثهم منصبا وولدت على فراش مشترك , ثم قام أبوك فقال : أنا شانئ محمد الأبتر , فانزل الله فيه ( إن شانئك هو الأبتر ) وقاتلت رسول الله في جميع المشاهد وهجوته وآذيته في مكة وكدته وكنت من اشد الناس له تكذيبا وعداوة . ثم خرجت تريد النجاشي لتأتي بجعفر وأصحابه فلما أخطاك ما رجوت ورجعك الله خائبا وأكذبك واشيا جعلت حدك على صاحبك عمارة بن الوليد فوشيت به إلى النجاشي ففضحك الله وفضح صاحبك فأنت عدو بني هاشم في الجاهلية والإسلام . وهجوت رسول الله ص بسبعين بيتا من الشعر فقال ص : اللهم إني لا أقول الشعر ولا ينبغي لي اللهم العنه بكل حرف ألف لعنة . وأما ما ذكرت من أمر عثمان فأنت سعرت عليه الدنيا نارا ثم لحقت بفلسطين فلما أتاك قتله قلت : أنا أبو عبد الله إذا نكأت قرحة أدميتها , ثم حبست نفسك إلى معاوية وبعت دينك بدنياه فلسنا نلومك على بغض ولا نعاتبك على ود وبالله ما نصرت عثمان حبا ولا غضبت له مقتولا...). والتفت الإمام الحسن عليه السلام إلى الوليد فقال له : فو الله ما ألومك على بغض علي وقد قتل أباك بين يدي رسول الله (ص) صبراً وجلدك ثمانين في الخمر لما صليت بالمسلمين سكران وسماك الله في كتابه فاسقا وسمي أمير المؤمنين مؤمنا حيث تفاخرتما ...) ثم التفت إلى عتبة من أبي سفيان وقال له : أما أنت يا عتبة فو الله ما أنت بحصيف فأجيبك ولا عاقل فأحاورك وأعاتبك وما عندك خير يرجى ولا شر يتقى وما عقلك وعقل أمتك إلا سواء وما يضر علياً لو سببته على رؤوس الأشهاد وأما وعيدك إياي بالقتل فهلا قتلت اللحياني إذ وجدته على فراشك ... وكيف ألومك على بغض علي ؟ وقد قتل خالك الوليد مبارزة يوم بدر وشرك حمزة في قتل جدك عتبة وأوحدك من أخيك حنظلة من مقام واحد . ثم التفت إلى المغيرة بن شعبة , وقال له : أما أنت يا مغيرة فلم تكن بخليق أن تقع في هذا وشبهه .. والله .. لا يشق علينا كلامك وان حد الله عليك في الزنا الثابت , ولقد درأ عمر عنك حقاً الله سأله عنه ولقد سالت رسول الله ص هل ينظر الرجل إلى المرأة يريد أن يتزوجها , فقال : لا باس بذلك يا مغيرة ما لم ينو الزنا لعلمه انك زانٍ . وأما فخركم علينا بالإمارة فان الله تعالى يقول : (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) الإسراء 16.ثم قام الحسن ع فنفض ثوبه وانصرف . فقال معاوية : قد أنباتكم انه ممن لا تطاق عارضته ونهيتكم أن تسبوه فعصيتموني والله ما قام حتى اظلم علي البيت قوموا عني فلقد فضحكم الله واخزاكم بترككم الحزم وعدولكم عن رأي الناصح المشفق.
راجع أعيان الشيعة ونهج البلاغة لابن أبي الحديد ايضا :2\101 أعلام الهداية الإمام الحسن ع