لمسات ولائية:
لعل سائلا يسال لماذا كل الانبياء لم يطلبوا من اتباعهم اجرا الا النبي محمد (ص واله) ؟!
وهذا التساؤل تساؤل مهم جدا والاجابة عليه لابد ان تكون من وحي القران ..
اذ نلاحظ ان القران طرح ممسالة الاجر للنبي (ص) في موارد عدة لكن يفسر بعضها بعضا
قال تعالى : (ُقلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)
فجعل الله تعالى اجر الخاتم (ص) المودة في قرباه ثم انه لم يجعل فائدة هذا الاجر راجعة للنبي (ص واله) اذ انه ذكرى للعالمين ولا يريد منا جزاء ولا شكورا فبين القران ان اجر النبي هو المودة في القربى وان فائدتها راجعة الى البشرية الوادة اهل البيت نفسها
(قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد))
وحينما نسال ما اوضح فوائد هذا الاجر نقول انه نعمة من نعم الله (( وان تعدوا نعمة الله لاتحصوها))
ولكن...
ابرز مجال ذكره القران في كون هذا الاجر والذي هو (مودة اهل البيت ) - والذي فائدته راجعة لنا - فانه يعد السبيل الموصل الى اللهتعالى والذي هو هدف كل انسان مؤمن (( قل ما اسالكم عليه من اجر الا من شاء ان يتخذ الى ربه سبيلا)) هذا السبيل الذي يطلبه المؤمنون في كل صلاة مرتين ((اهدنا الصراط المستقيم)) فبين الله تعالى نوعية هذا الصراط وماهيته على انه صراط واحد فقال (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) هذا الصراط وهذا السبيل الذي يكون هو حلقة الوصل بين العبد وبارئه او كما عبر النبي في حديث الثقلين : ( إني تارك فيكم أمرين
أحدهما أطول من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض طرف بيد الله
وعترتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض))( كمال الدين وتمام النعمة : 236)
لذا ( من اراد الله بدا بكم)
((لفت نظر))
وهنا لابد من لفت النظر الى قضية مهمة الا وهي ان الله تبارك وتعالى قد علم بعلمه الازلي ان مشكلة هذه الامة مع نبيها مختلفة عن مشاكل الامم السابقة مع انبيائها ولكون مشكلة هذه الامة مع نبيها مشكلة خطيرة فقد حذر القران المؤمنين من الانجرار الى اتونها والوقوع في مزاليقها
مشكلة هذه الامة مع نبيها هي في (اهل بيته) حيث علم بعلمه الازلي ان الامة سوف تعادي نبيها في اهل بيته( والامة مصرة على مقته واقصاء ولده الا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم فقتل من قتل واقصي من اقصي ))
فاوجب القران على المؤمنين محبة ال بيت نبيهم لئلا ينجروا وراء المعادين لهم تحت اي مسمى او ذريعة واكد النبي مرارا وتكرارا على اهل بيته ( انظروا كيف تخلفوني في اهل بيتي )
وهذا ما اشار اليه المصطفى للمرتضى قائلا : ((ضغائن في صدور أقوام لا يدونها لك إلا من بعدي ،
قلت : يا رسول الله ! في سلامة من ديني ؟ قال : في سلامة من
دينك)) (كنز العمال -13-176)وهنا يجب الانتباه الى ان هناك فئتين فئة محبة لال البيت وفئة معادية تضمر الضغائن لهم
ومن هنا صار من الالزامات الشرعية الا يكتفى بالمحبة لاهل البيت والموالاة لهم
وانما لابد ان تسبقها او على الاقل تقترن بها عملية اخرى الا وهي التبري من اعدائهم
اذ لا يجتمع النقيضين في قلب واحد (( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه))
فلا ينجو من قال بحب محمد وال محمد ثم والى عدوهم
نسال الله تعالى ان يثبتنا واياكم على موالاة ال البيت ومعاداة اعدائهم بحقهم عند الله