عدد المساهمات : 113 نقاط : 344 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 03/08/2013
موضوع: في بدء خلق النبي و نوره وظهوره صلى الله عليه واله الأربعاء سبتمبر 04, 2013 10:55 pm
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
ورد في الحديث القدسي عن الله تبارك وتعالى: «يا احمد لولاك لما خلقت الافلاك». لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله نادرة الخلق حيث امتاز على العالمين بكل شيء فهو حبيب الله وخيرته من خلقه، وامينه وصفيه وحافظ سره وهو الاكمل والافضل والاحسن ومن جملة ما امتاز به صلى الله عليه وآله هو في كيفية خلقه ونشأته، حيث ورد عنه صلى الله عليه وآله وعن الائمة الطاهرين من اهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أحاديث جمّة بينت ذلك، نسرد فيما يلي بعضاً منها. تقلّبه في اصلاب النبيين
عن ابي الجارود قال: سألت أبا جعفر سلام الله عليه عن قوله عزّ وجلّ: «وتقلّبك في الساجدين» قال: يرى تقلّبه في أصلاب النبيين من نبيّ إلى نبيّ حتّى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح من لدن آدم سلام الله عليه.كنّا أشباح نور حول العرش عن قبيصة بن يزيد الجعفيّ قال: دخلت على الصادق سلام الله عليه وعنده ابن ظبيان والقاسم الصيرفيّ، فسلّمت وجلست وقلت: يا ابن رسول الله أين كنتم قبل أن يخلق الله سماءً مبنيّة، وأرضاً مدحيّة أو ظلمة أو نوراً قال: كنّا أشباح نور حول العرش، نسبّح الله قبل أن يخلق آدم سلام الله عليه بخمسة عشر ألف عام، فلمّا خلق الله آدم سلام الله عليه فرغنا في صلبه، فلم يزل ينقلنا من صلب طاهر إلى رحم مطهّر حتّى بعث الله محمداً صلى الله عليه وآله. خلقني الله نوراً تحت العرش
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خلقني الله نوراً تحت العرش قبل أن يخلق آدم عليه السلام باثني عشر ألف سنة، فلمّا أن خلق الله آدم سلام الله عليه ألقى النور في صلب آدم سلام الله عليه فأقبل ينتقل ذلك النور من صلب إلى صلب حتّى افترقنا في صلب عبدالله بن عبدالمطّلب وأبي طالب، فخلقني ربّي من ذلك النور لكنّه لا نبيّ بعدي. نوري في وُلد الحسين
عن معاذبن جبل أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إنّ الله خلقني وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين من قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام، قلت: فأين كنتم يا رسول الله؟ قال: قدّام العرش، نسبّح الله ونحمده ونقدّسه ونمجّده، قلت: على أيّ مثال؟ قال أشباح نور، حتّى إذا أراد الله عزّوجلّ أن يخلق صورنا صيّرنا عمود نور، ثمّ قذفنا في صلب آدم، ثمّ أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الاُمهات، ولا يصيبنا نجس الشرك، ولا سفاح الكفر، يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون، فلمّا صيّرنا إلى صلب عبد المطّلب أخرج ذلك النور فشقّه نصفين، فجعل نصفه في عبدالله، ونصفه في أبي طالب، ثمّ أخرج الّذي لي إلى آمنة، والنصف إلى فاطمة بنت أسد، فأخرجتني آمنة، وأخرجت فاطمة عليّاً، ثمّ أعاد عزّوجلّ العمود إليّ فخرجت منّي فاطمة، ثمّ أعاد عزّ وجلّ العمود إلى عليّ فخرج منه الحسن والحسين _يعني من النصفين جميعاً_ فما كان من نور عليّ فصار في ولد الحسن، وما كان من نوري صار في ولد الحسين، فهو ينتقل في الأئمّة من ولده إلى يوم القيامة.
سبّحنا فسبّحت الملائكة
عن أبي ذرّ الغفاريّ، عن النبيّ صلى الله عليه وآله في خبر طويل في وصف المعراج ساقه إلى أن قال: _قلت: يا ملائكة ربّي هل تعرفونا حقّ معرفتنا؟ فقالوا: يا نبيّ الله وكيف لا نعرفكم وأنتم أوّل ما خلق الله؟ خلقكم أشباح نور من نوره في نور من سناء عزّه، ومن سناء ملكه، ومن نور وجهه الكريم، وجعل لكم مقاعد في ملوك سلطانه، وعرشه على الماء قبل أن تكون السماء مبنيّة، والأرض مدحيّة، ثمّ خلق السماوات والأرض في ستّة أيّام، ثمّ رفع العرش إلى السماء السابعة فاستوى على عرشه وأنتم أمام عرشه تسبّحون وتقدّسون وتكبرّون، ثمّ خلق الملائكة من بدء ما أراد من أنوار شتّى؛ وكنّا نمرّ بكم وأنتم تسبّحون وتحمدون وتهلّلون وتكبّرون وتمجّدون وتقدسّون، فنسبّح ونقدّس ونمجّد ونكبّر ونهلّل بتسبيحكم وتحميدكم وتهليلكم وتكبيركم وتقديسكم وتمجيدكم، فما أنزل من الله فإليكم وما صعد إلى الله فمن عندكم، فلم لا نعرفكم؟ اقرأ عليّاً منّا السلام _ وساقة إلى أن قال _: ثمّ عرج بي إلى السماء السابعة، فسمعت الملائكة يقولون لمّا أن رأوني: الحمدلله الّذي صدقنا وعده، ثمّ تلقّوني وسلّموا عليّ، وقالوالي مثل مقالة أصحابهم، فقلت: يا ملائكة ربّي سمعتكم تقولون: الحمد الله الذي صدقنا وعده، فما الّذي صدقكم؟ قالوا: يا نبيّ الله إنّ الله تبارك وتعالى لمّا أن خلقكم أشباح نور من سناء نوره ومن سناء عزّه، وجعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه عرض ولايتكم علينا، ورسخت في قلوبنا، فشكونا محبّتك إلى الله، فوعد ربّنا أن يريناك في السماء معنا، وقد صدقنا وعده. الحسين أفضل من الجنة والحور العين
عن النّبي صلى الله عليه وآله قال: إنّ الله خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم سلام الله عليه حين لاسماء مبنيّة، ولا أرض مدحيّة، ولا ظلمة ولا نور ولا شمس ولا قمر ولا جنّة ولا نار، فقال العبّاس: فكيف كان بدء خلقكم يا رسول الله؟ فقال: يا عمّ لمّا أراد الله أن يخلقنا تكلّم بكلمة خلق منها نوراً، ثمّ تكلّم بكلمة أخرى فخلق منها روحاً، ثمّ مزج النور بالروح، فخلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين، فكنّا نسبّحه حين لا تسبيح، ونقدّسه حين لا تقديس، فلمّا أراد الله تعالى أن ينشىء خلقه فتق نوري فخلق منه العرش فالعرش من نوري، ونوري من نور الله، ونوري أفضل من العرش، ثمّ فتق نور أخي عليّ فخلق منه الملائكة، فالملائكة من نور علي، ونور علي من نور الله، وعلي أفضل من الملائكة، ثمّ فتق نور ابنتي فخلق منه السماوات والأرض فالسماوات والأرض من نور ابنتي فاطمة، ونور ابنتي فاطمة من نور الله، وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض، ثمّ فتق نور ولدي الحسن فخلق منه الشمس والقمر، فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن، ونور الحسن من نور الله، الحسن أفضل من الشمس والقمر، ثمّ فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنّة والحور العين، فالجنّة والحور العين من نور ولدي الحسين، ونور ولدي الحسين من نور الله، وولدي الحسين أفضل من الجنّة والحور العين. أنا وعلي من نور واحد
عن أبي ذرّ رحمة الله عليه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: خلقت أنا وعليّ بن أبي طالب من نور واحد، نسبّح الله يمنة العرش قبل خلق آدم بألفي عام، فلمّا أن خلق الله آدم سلام الله عليه جعل ذلك النور في صلبه، ولقد سكن الجنّة ونحن في صلبه ولقد همّ بالخطيئة ونحن في صلبه، ولقد ركب نوح سلام الله عليه السفينة ونحن في صلبه، ولقد قذف إبراهيم سلام الله عليه في النار ونحن في صلبه، فلم يزل ينقلنا الله عزّوجلّ من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة حتّى انتهى بنا إلى عبد المطّلب، فقسّمنا بنصفين، فجعلني في صلب عبدالله، وجعل عليّاً في صلب أبي طالب، وجعل فيّ النبوّة والبركة، وجعل في عليّ الفصاحة والفروسيّة، وشقّ لنا اسمين من أسمائه، فذو العرش محمود وأنا محمّد، والله الأعلى وهذا عليّ.
أنا للنبوة وعلي للوصية
عن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: كنت أنا وعليّ عن يمين العرش، نسبّح الله قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فلمّا خلق آدم جعلنا في صلبه، ثمّ نقلنا من صلب إلى صلب في أصلاب الطاهرين وأرحام المطهّرات حتّى انتهينا إلى صلب عبدالمطّلب، فقسّمنا قسمين: فجعل في عبدالله نصفاً، وفي أبي طالب نصفاً، وجعل النبوّة والرسالة فيّ، وجعل الوصية والقضيّة في عليّ، ثمّ اختار لنا اسمين اشتتقّهما من أسمائه: فالله المحمود وأنا محمّد، والله العليّ وهذا عليّ، فأنا للنبوّة والرسالة، وعليّ للوصية والقضية.
يا علي من جحد وصيتك جحد نبوّت
عن أمير المؤمنين سلام الله عليه قال: قال النبيّ صلى الله عليه وآله: يا عليّ خلقني الله تعالى وأنت من نور الله حين خلق آدم، فأفرغ ذلك النور في صلبه، فأفضى به إلى عبدالمطّلب، ثمّ افترق من عبدالمطّلب أنا في عبدالله، وأنت في أبي طالب، لا تصلح النبوّة إلاّ لي، ولا تصلح الوصيّة إلاّ لك، فمن جحد وصيّتك جحد نبوّتي، ومن جحد نبوّتي أكبّه الله على منخريه في النار. قدرهم عند الله سبحانه
قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعليّ بن أبي طالب سلام الله عليه: لمّا خلق الله عزّ ذكره آدم ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وأسكنه جنّته وزوّجه حوّاء أمته فرفع طرفه نحو العرش فإذا هو بخمسة سطور مكتوبات، قال آدم: ياربّ من هؤلاء قال الله عزّوجلّ له: هؤلاء الّذين إذا تشفّع بهم إليَّ خلقي شفّعتهم فقال آدم: يا ربّ بقدرهم عندك ما اسمهم؟ قال: أمّا الأوّل فأنا المحمود وهومحمّد، و الثاني فأنا العالي الأعلى وهذا عليّ، والثالث فأنا الفاطر وهذه فاطمة، والرابع فأنا المحسن وهذا حسن، والخامس فأنا ذو الإحسان وهذا حسين، كلّ يحمدالله عزّ وجلّ. كنت أول من أقرّ بربّي
عن أبي عبدالله سلام الله عليه قال: إنّ بعض قريش قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: بأيّ شيء سبقت الأنبياء وفضّلت عليهم وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ قال: إنّي كنت أوّل من أقرّ بربّي جلّ جلاله، وأوّل من أجاب، حيث أخذالله ميثاق النبيّين، وأشهدهم على أنفسهم: ألست بربّكم؟ قالوا: بلى، فكنت أوّل نبيّ قال «بلى» فسبقتهم إلى الإقرار بالله عزّ وجلّ. أوّل من نطق
عن أبي عبدالله سلام الله عليه قال: لمّا أراد الله عزّ وجلّ أن يخلق الخلق خلقهم ونشرهم بين يديه، ثمّ قال لهم: من ربّكم؟ فأوّل من نطق رسول الله صلى الله عليه وآله وأميرالمؤمنين سلام الله عليه والأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين، فقالوا: أنت ربّنا، فحمّلهم العلم والدين، ثمّ قال للملائكة: هؤلاء حملة ديني وعلمي واُمنائي في خلقي، وهم المسؤولون، ثمّ قال لبني آدم: أقرّوالله بالربوبيّة، ولهؤلاء النفر بالطاعة والولاية، فقالوا: نعم ربّنا أقررنا، فقال الله جلّ جلاله للملائكة: اشهدوا، فقالت الملائكة: شهدنا على أن لا يقولوا غداً: إنّا كنّا عن هذا غافلين، أو يقولوا: إنّما أشرك آباؤنا من قبل وكنّا ذرّيّة من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون، يا داود الأنبياء مؤكّدة عليهم في الميثاق. نور الله فينا
عن أبي عبدالله سلام الله عليه قال: قال الله تبارك وتعالى: يا محمّد إنّي خلقتك وعليّاً نوراً _ يعني روحاً _ بلا بدن قبل أن أخلق سماواتي وأرضي وعرشي وبحري، فلم تزل تهلّلني وتمجّدني، ثم جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة، فكانت تمجّدني وتقدّسني وتهلّلني، ثمّ قسّمتها ثنتين، وقسّمت الثنتين، فصارت أربعة: محمّد واحد، وعليّ واحد، والحسن والحسين ثنتان، ثمّ خلق الله فاطمة من نور ابتدأها روحاٌ بلا بدن، ثمّ مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا. يا علي أنا وأنت من شجرة واحدة
عن جابر بن عبدالله قال: بينا النّبي صلى الله عليه وآله بعرفات، وعليّ سلام الله عليهتجاهه ونحن معه، إذ أومأ النبيّ صلى الله عليه وآله إلى عليّ سلام الله عليه فقال: ادن منّي يا عليّ، فدنا منه، فقال: ضع خمسك _ يعني كفّك _ في كفّي، فأخذ بكفّه، فقال: يا عليّ خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلّق بغصن من اُغصانها أدخله الله الجنّة.