عدد المساهمات : 113 نقاط : 353 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 04/08/2013
موضوع: رعاية اليتيم الإثنين أغسطس 12, 2013 5:31 pm
اذا فقد الطفل أباة وهو بعد لم يصل الى سن الرشد والبلوغ صار محتاجاً الى مساعدة غيره ورعايته والاخذ بيده لذلك حث الإسلام الحنيف على رعاية اليتامى وتعويضهم عن ابائهم والقيام على شؤونهم . فالقيام على أمر يتيم وتربيته ورعايته والحنو عليه مدخل صاحبه الجنة أشار الى ذلك حديث سيد الكائنات محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) فاليتيم مقصوص الجناح لا حول ولا قوة في هذه الحياة يقف بين متطلباتها تائهاً حائراً فاقد السبيل الى ما فيه منعته وثباته وهنا يبرز دور المسلمين الحساس والمُلح لأخذ بيده وكفالته قال تعالى ((لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُم قِبَلَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَلأكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بالله واْليَوْمِ الأَخِرِ وَالْمَلائكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّنَ وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِهِ ذَوِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى)) اذ إن ترك اليتيم بلا رعاية ولا معاضدة معناه تحطيم شخصيته ودفعه الى المزالق التي ربما تخلق منه مع الأيام إنساناً محطماً ومعوجاً وناقماً وفاقداً لمكانته في الحياة والثواب عند الله لمن كفل يتيماً قريباً أو بعيداً .. إذ الكل مسلمون والمسلمون أخوة قال الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) ((المسلم أخو المسلم )) وكفالة اليتيم معناها : التضامن بأروع صورة بين المسلمين وهي سبيل التواد والرحمة والقوة والوحدة بينهم تلك الركائز التي هي الأساس الثابت لمجتمع يريد كرامة الفرد و يشده الى أخوانه المسلمين فرعاية اليتيم صورة مثلى للإنسانية الخيرة المتخلصة من الأنانية الذاتية وهي إيثار وعطف ومروءة .. والله سبحانه و تعالى قال ((فَأَمَّاَ الْيَتِيم فَلاَ تَقْهَرْ )) وكافل اليتيم رفيق النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) في الجنة يقرب منه ويجالسه بحضرته ويأنس بمعاشرته وهذا مستفاد من مفهوم هذا الحديث الشريف غير ان كل واحد منهما على درجته في الجنة اذ لا يبلغ درجة الأنبياء غيرهم ولا يبلغ درجة الأنبياء والمرسلين محمد (صلى الله عليه واله وسلم )احد من الأنبياء . وهكذا تتبين المنزلة السامية في الإسلام للقائم على رعاية اليتيم فعمله رحمة وعطف ولذلك كن جدير بهذه المنزلة وهل جزاء الراحمين إلا الرحمة قال الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) ((من لا يرحم الناس لا يرحمه الله )) وكفالة اليتيم اضافة الى تقديم العون المادي تعني تقديم العون المعنوي ايضاً ويتجلى ذلك في أرشاده وتعليمه العلم النافع وعلوم الدين الإسلامي بصورة خاصة فعلوم الإسلام منبع لكل العلوم والفضائل ومكارم الأخلاق وهي الهداية للإنسان التائه في هذه الحياة. وقد روي عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) ((الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله واحسبه قال وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر )) وقال ايضاً ((أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى فرج بينهما ))