هل صحيح ما تدعيه عائشة في منع دفن الإمام الحسن في بيتها ؟

وبه تبارك وتعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الواقع هناك عدة وقائع يذكرها التاريخ لايمكن تجاهلها باي حال من الأحوال ولايمكن قبول الأعذار الواهية التي تصدر من الطرف المقابل محاولة لتصحيحها , وعند الوقوف عليها يتبين مدى بغض الاخرين لاهل البيت (عليهم السلام) بعد تسليم الجميع ان محبة ومودة اهل البيت فرض من الله ورسوله على جميع المسلمين .
ومن بين هذه الوقائع هي ممانعة عائشة من دفن سبط رسول الله وريحانته الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام ) الى جانب جده رسول الله( صلى الله عليه واله )
ولاشك ان الجميع يعلم ما رواه اهل السنة في مصادرهم المعتبرة بحب النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم ) لسبطه الحسن والحسين حيث قال اللهم اني احبهما فأحبب من احبهما ؟ولكن نرى عائشة لا تحب سبط رسول الله (صلى الله عليه واله ) ولذلك قالت: مالي ولكم ؟ تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب!!!
والغريب في المسالة ان سبب رفضها لدفن الإمام الحسن الى جانب جده رسول الله (صلى الله عليه واله ) هو ادعائها انها لا تريد ان تدفن احد في بيتها ؟؟ كما ينقل ارباب التاريخ
فقد روى ابن عساكر في تاريخ دمشق - ج13 ص293 .
عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال : سمعت عائشة تقول يومئذ :
هذا الأمر لا يكون أبدا يدفن ببقيع الغرقد ولا يكون لهم رابعا ، والله إنه لبيتي أعطانيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حياته وما دفن فيه عمر وهو خليفة إلا بأمري وما آثر علي عندنا بحسن "
ونقل أبو الفرج الأصفهاني في (مقاتل الطالبيين) - ص82 .
قال يحيى بن الحسن : وسمعت علي بن طاهر بن زيد يقول :
لما أرادوا دفنه ركبت عائشة بغلا واستنفرت بني أمية مروان بن الحكم ومن كان هناك منهم ومن حشمهم
وهو القائل : " فيوما على بغل ويوما على جمل "
ونقل أبو الفداء في تاريخه (المختصر في تاريخ البشر) - ج1 ص255 .
" … وكان الحسن قد أوصى أن يدفن عند جده رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما توفي أرادوا ذلك
، وكان على المدينة مروان بن الحكم من قبل معاوية فمنع من ذلك وكاد يقع بين بني أمية وبين بني هاشم بسبب ذلك فتنة ،
فقالت عائشة:البيت بيتي ولا آذن أن يدفن فيه ، فدفن بالبقيع ، ولما بلغ معاوية موت الحسن خر ساجدا … "
ونقل اليعقوبي في تاريخه - ج2 ص134 .
أن عائشة ركبت بغلة شهباء وقالت :
بيتي لا آذن فيه لأحدفأتاها القاسم بن محمد بن أبي بكر فقال لها : يا عمة ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر ، أتريدين أن يقال يوم البغلة الشهباء ؟ فرجعت ". اه
فيتضح مما نقله المؤرخون ان سبب منعها لدفن الامام الحسن لجانب جده رسول الله (صلى الله عليه واله) هو انها لاتريد ان تدفن في بيتها احد وان رسول الله مدفون في بيتها ؟
مع ان الجميع يعلم ان رسول الله (صلى الله عليه واله) مدفون في بيته وليس في بيت عائشة ثم ان عائشة من اين لها هذا البيت وهي التي روت ان رسول الله لا يورث وما تركه كان صدقة ؟ فهذا ليس بارث حتى تدعي انه بيتها, بل حتى لو كان ارث فنصيبها الثمن من التسع ؟ وليس بماكانها التصرف الكامل في بيت رسول الله (صلى الله عليه واله)
وكذلك هناك احاديث تثبت ان رسول الله مدفون في بيته وليس في بيت عائشة كما تدعي بدليل مايرويه الطبري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: "إذا غسلتموني وكفنتموني فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري". (تاريخ الطبري ج3 ص193) فهو قد أكد على أنه بيته ولم يقل بيت عائشة، ولو كان ملكا لها لما جاز له وصفه بأنه بيته.
وكذلك ماروى البخاري ومسلم في صحيحهما من ان رسول الله قال :ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة". (صحيح البخاري ج2 ص57 وصحيح مسلم ج4 ص123). فقد نسب البيت الذي دُفن فيه إلى نفسه ولم يقل إنه بيت عائشة وقد تملكته .
فبعد هذا يتضح ان سبب منعها لدفن الامام الحسن (عليه السلام) لجانب جده رسول الله ليس كما تدعي ؟وإنما كانت لا تحب سبط رسول الله (صلى الله عليه واله )الذي قال في حقه: اللهم إني أحبه فأحبه وأحبب من يحبه؟ كما يروي مسلم في صحيحه .