وقال الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله ((حب الدنيا رأس كل خطيئة))
إنّ حب الدنيا يؤدي الى كل خطيئة ومعصية وإلى الإنحراف الأخلاقي والعقائدي والى كثير من الأمراض ، مما يؤدي الى الابتعاد عن تعاليم الله ورسوله .
فيجب على الإنسان أن يخرج حب الدنيا من قلبه حتى يصبح سليماً ، فالقلب السليم يجب أن يخلو منه حب الدنيا (لأنه رأس كل خطيئة) ولأن هذا الحب سيكون موافقاً لما يريده الشيطان فيكون الانسان أسيراً له ويصبح من أتباعه .
والقلب السليم هو الذي لايوجد فيه حب إلا حب الله ، وقد سئل الإمام الصادق عليه السلام عن قوله تعالى ((إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)) فقال عليه السلام الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه وكل قلب فيه شرك أو شك فهو ساقط والزهد في الدنيا هو تفريغ القلب للآخرة (أي تفريغه من حب الدنيا) .
ولاننسى بأن حب الدنيا ليس له حدود فقد قال الإمام الصادق عليه السلام ((الدنيا كماء البحر من إزداد شرباً منه إزداد عطشاً)) ، وليس كل طالب للدنيا يصل بالضرورة الى مبتغاه بل نجد الكثير ممن خسر الدنيا والآخرة ، وحتى الذي يصل الى مبتغاه فهو لايحقق إلا جزء يسير مما يريده فما يطلبه ليس له حدود ، وينسى الانسان بانّ الذي يصل اليه مصيره الزوال وحتى هو (الانسان) مصيره الى الفناء ، فكيف يطمع بالزائل ويترك الباقي الخالد ، لكن ماهي إلا وسوسة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء أعاذنا الله وإياكم منها ، وهذا كله بسبب الغفلة مما يبعدنا عن التقرب الى الله .
فهاهو الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه الكرام جسّدوا حبّ الله في واقعة كربلاء ووطنّوا أنفسهم للموت وتركوا الأموال والأولاد إبتغاءً وجهه الكريم (في سبيل إعلاء كلمة الحق) وهو القائل عليه السلام :
إلهي تركت الخلق طراً في هواك ..... وأيتمت العيال لكي أراك
فلو قطعتني في الحب إرباً ..... لما مال الفؤاد إلى سواك
*** والحمد لله ربّ العالمين ***
حب الدنيا أحد الحجب عن ثواب الاخرة ؟؟هل اكد القرآن هذه الحقيقة