عدد المساهمات : 28 نقاط : 86 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 27/09/2013
موضوع: ملحمة كربلاء السبت سبتمبر 28, 2013 3:01 pm
هذه اللوحة الفنية الرائعة من شاعرنا الفذ شاعر آل البيت غازي الحداد
الغبار انجلا عن سماء كربلاء إذا الحسين واقف وللدموع ذارف مناديا ً وا وحدتاه منادياً وا غربتاه
***
نصرة آل المصطفى مبادئ القرآن حقٌ وعدلٌ مطلِقٌ حريةَ الإنسان قد زينت سيوفَهم مفارقُ الفرسان فصيرتَها شفقاً مختلِط الألوان ثم ارتدت رماحُهم من حِليةِ الرهبان من أسودٍ ومفصلٍ من أكبد الشجعان ومن نحور خصمِهم تدفقت غُدران بأسيفٍ في حدها عزائمُ الإيمان قد أرسلت لحومَهم لخافقِ الغربان فنالها من قبل أن يحِل بالتربان لكنما نُذرتُها وكثرة الذئبان قد أتعبتها والظمأ جيشٌ من الخذلان فصٌرحت وخلّفَت بسط الهدى حيران ظمآن يُبصِرُ المدى من الظما دخان وهو سلطان الورى وله فرض الولا بالموقف المشرف حس الضمير يعرف نداءَه وا وحدتاه نداءَه وا غربتاه
***
مابين ألفِ جثةٍ لناصبٍ حقير مشى الحسين باحثاً عن عصبةِ الغدير وعند تلةِ الإبا بحرةِ الهجير رأى إماماً ساجداً إذا به "زُهير" بقربه جنازةٌ منظرها مثير رائحةُ القرآن منها تملأ الأثير ورأسه مجرحٌ وضلعه كسير هذا مرتل الكتابِ شيخُنا "بُرير" و"مسلم بن عوسج ٍ" يطربُه الصرير لذاك خر ضاحكاً ووجهُهُ منير و"ابن هلالٍ" جرحُه بوجههِ غزير إذا لم يكن عند اللقا بوجهه يدير و"الحرُ" كان هائجاً بالأبلقِ المغير لذاك صار رأسُه نصفين بالوتير شدَّ له عصابة ً سِبطُ الهدى البشير فأصبحت تاجاً له وأصبح الأمير حتى غلام الترك ذاك الفارس الصغير حط الحسينُ خدهُ بخدهِ العفير أو وهَبٍ من قوم عيسى معرسٍ نظير جاء يداوي قلبه بقلبه الكبير وكلما مشى قليلاً يلتقي نصير محتضناً صارمَه للعزةِ يشير هنا هناك هاهنا مقدَّسٌ جزير ما كان يرضيه بلا تقطيعهِ المصير فكل ما كان غلا أبلوه في أرض البلا فداءً للحسينِ نسلِ الهدى الأمينِ منادياً وا وحدتاه منادياً وا غربتاه
***
توجعٌ سربَه الهواءُ بالألم وفحصة ٌضعيفة ٌ في الترب بالقدم كأنها فحصة شيخ ٍ هدّه الهرم تمنعه أن يستغيث عزةُ الكرم كأنه ضارَب حتى سيفَه انثلم وأضعف الظما والشيب قوة الهمم أقسم إلا للمنون بالوغى نعم ولا ورود غيرها كدراء بالرغم يبدو سعيداً ثغرُهُ بجرحه ابتسم كأنما يهدي الصليلُ سمعهُ نغم يبدو عنيداً كل عضوٍ عنده انفصم يبدو وفياً راكزاً بقلبه العلم يبدو عزيزاً لم تمت بنفسه الشيم يوصي بآل المصطفى بآخر النسم يعرف هذا يومه وضربة الأصم علمه الخضر أبو الحسين بالقِدَم هب الحسين يقتفي معالم الشَمَم إذا "حبيبُ" يلتوي بلاهبٍ ودم نادى "حبيبي" فانتشى "حبيبُ" وابتسم كأنما يسبح في الجنات بالنِعم صوت الحسين رده حياً من العدم وضّاح من إشراقه سُمي أبو القِسم والحزن هز كربلا حتى خيام الفضلا وابن النبي ودع حبيبَ وهو يدمع منادياً وا وحدتاه منادياً وا غربتاه
***
خلف التخومِ مَلَكٌ مضطرِبُ الأنوار كأنه يلثم شيئاً يشبَه الأسفار كسِفر أيوبٍ مشع ٍ أو هدى المختار كنجمةٍ فوق الثرى أو قمر ٍ منهار تتضح الرؤيا قليلاً في مدى النُظّار السبط فوق جثةٍ قطعها البتار يبدو وحوله العدا بجحفلٍ دوار قطعةَ نور ٍ أشرقت في ظُلمة الأسحار أخي عليك حسرتي بخاطري كالنار يداك والرأس عليَّ تشمت الفُجار أخي قطعتَ حيلتي فحارت الأفكار أخي قصمتَ فقرتي يا مهجة الكرار أخي فمن لرايتي بقسطلٍ ثوار أخي ومن لعيّلتي من هجمةِ الأشرار آهٍ فجاوب الصدى آهٌ من الأستار وا كافلاه آه وا يتماه ومغوار أعقبها هرولةٌ لرُكّض ٍ عُثار على الوجوه بالفلا تطّلب الأخبار قام لها يردها خُزانة الأسرار والدمع جف بالظما فانسكبت أنوار ردّوا وعدّوا للسِبا في غربة الأسفار مات الكفيلُ و الحِما و انهدت الأسوار مات الكفيل و الحما على الفرات بالظما وابن النبي حائر يردُ بالحرائر منادياً وا وحدتاه منادياً وا غربتاه
***
الشمعُ جامدٌ على أعمدة الخيمات والدمُ جامدٌ على "جسّام" بالوجنات كأن صوت أنةٍ تتبعها أنات من خيمة دون الخيام فوقها زينات كأن صوتَ حرةٍ نوريةِ الهيبات كأنها زعيمةٌ أنفاسها آيات تقول لا يا "سُكنة" لا تضربي الراحات "جسام" راح داعياً لفارس المسنات رايتنا بكفهِ تنكس الرايات لا يستوي كفيلنا لا يحضُر الفرحات صغيرتي نامي بقلبي هدأي الروعات فإنه مع الكفيل بالخضاب آت ما أكملت إلا وضجت بالخبا العمات هذا الحسين حاملاً معرِّس الحسرات منادياً يا زينبٌ يا ربةَ الثكلات قومي أتى عريسكم بأفجع الزفات أتى عريس كربلا مقطعا ً مفصلا إلى القلوب نازع وللحسين فاجع مناديا ً وا وحدتاه مناديا ً وا غربتاه
***
مشى بوهجة الفلا يؤبن القتلا والنورُ من أجسادها يَكثُرُ بالأحلى فتىً كأن وجهَهُ صيره المولى لكي يقول للورى إني أنا الأعلى يرسم من صورته للمصطفى مِثلا عز على ناظرهِ أن يُوجِد الفصلا وإن نزى بسيفه مشتهياً صولا أوصت كتائبُ العدا بمالها الأهلا حارت به مرتجزا ً فاختلفت قولا جمع ٌ يراه المرتضى جمع ٌ يرى الشبل َ وكلما شكّت به شكّ بها النصلَ حتى إذا حزَّ بها أيقنت القتلَ فهل علمتم لأبٍ "كـالأكبر" نجلَ وهل عرفتم قبله إلى السما نسلا كلا و ما أكثر قول الحق في كلا لا كالحسين صابراً أو حاصداً فضلا إذ ليس مثل ثكلهِ بين الورى ثكلا فقيده كان لحسن شمسنا أصلا كل الرزايا والبلايا حرُها يصلا إلا رزايا كربلا تسمو على المسلا إلا رزايا كربلا فاجعةً إلى الملا ما للورى رزية كيوم الغاضرية لا كالندا وا وحدتاه لا كالندا وا غربتاه
***
هناك شيءٌ مبهم على يد الحسين يلمع في شمس الفلا كقطعة اللجين يضمه بقلبه كأنه اليقين يشمه كأنه عبير الخالدين أجلاه وسط لفةٍ أمام الناصبين إذا به طفلٌ رضيعٌ ذابلَ الوتين من الظماء جامدٌ جمادَ الميتين مثلَ هلالٍ ناشئ ٍ من قبل ليلتين غافلْ يريك وجهه محمد الأمين أو ما تشاء فاتخذ جمال المرسلين بلوا لظى فؤاده ولو بقطرتين منذ ثلاث لم يذق من بارد المعين ساج ٍ بحجر أمه سجوّ اليائسين من السقاءِ واللواء والعم واليدين إن خِفتُمُ أن أرتوي خذوه واثقين أنّي وصحبي نلتقي بالله ظامئين فافترقت جموعهم بالرأيِّ فرقتين إحداهما قد صدمت رحمةَ آخرين مذهبها الحقدُ على الهداة الطيبين فليخضعوا أو الظما للموت صاغرين فاستل إبن كاهلٍ حرملةُ اللعين سهماً رمى نحو الرضيع بين العسكرين ما إن أحَسَ حره انتفض الجنين فل القماط و ارتمى في عنق الحسين رمى الحسين للسما بكفه الحزين دماءهُ مشتكيا ً لربِ العالمين يا مليكَ أمرنا خذ للرضا من دمنا و ارأف بحال عبدٍ ظامٍ جريح ٍ فردٍ مناديا ً وا وحدتاه وداعيا ً وا غربتاه
***
الأرضُ فيها هزة ٌ والريح عاصفة وفي السماءِ نجمة ٌ حمراءُ صادفة كأنها مما ترى في الأرض ِ آسفة كأنها من حُمرةِ الأنوار ذارفة ترقبُ حال امرأة ٍ بالتل واقفة تندب ُ شمسا ً بالثرى بالدم ِ نازفة إن كنتَ حيا ً يا أخي فالخيلُ زاحفة على خيام ٍ ما بها سِترٌ لكاشفه تقول نجمةُ السما للسِّبط واصفه قام ثلاثاً فهوى والروح شارفه في قلبهِ ذو شُعَبٍ شترينِ نصفه من الحصاةِ غُرة ُالسجود تالفة في حلقهِ سهمٌ على الوريد كلفه في وجهه من دمل ِ الجراح ناتفه خاصرة ٌ مطعونة ٌ والضرب ُ أضعفه وكل ما صاح الظما الطعنُ أسعفه وزينبٌ بالربوةِ عليه هاتفه وهو يناديها ارجعي لنجد ِ الخائفة ردت إذا النيران بالخيمات قاصفة والنسوةُ من الظما والخوفِ ناشفة تعدو ولكن عدوة الصبور هادفة إلى عليلٍ ألمُ البلاء ِ أنحفه ماصُنعُنا أنت هنا زعيم الطائفة فقال فروا عمتي فأنتِ العارفة وللحسين أنّةُ الظمآن عازفة والشمر فوق صدرهِ قد حط موقفه ممكِّنا ً من القفا بالنحر مرهَفَه برى الكريم ثم فوق الرمح طرّفه فالله أكبــــر فارتج وادي كربلا حتى السماوات العلا فابن النبيِّ يذبح وبالهجير يطرح ؟! منادياً وا وحدتاه منادياً وا غربتاه