وبه تبارك وتعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الواقع عند مراجعة الاحاديث الصحيحة من مصادر أهل السنة والجماعة نجد شهادة كبار الصحابة بوجود تغير وتبديل وتحريف في الدين الإسلامي !؟
وهذا التغير والتبديل عم كل شي حتى وصل لعمود الدين الصلاة ,بل لم يبقى من احكام الرسول شيء الا وناله التغير بعد رحيله ؟.
بدليل ما يرويه البخاري في صحيحه 1 / 133 كتاب مواقيت الصلاة وفضلها عن الزهري أنه قال :
دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت : ما يبكيك ؟ فقال : لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة ، وهذه الصلاة قد ضيعت !!.
وفي رواية أخرى يرويها البخاري في صحيحة ايضا، قال : ما أعرف شيئا مما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم . قيل : الصلاة ؟ قال : أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها ؟ !
وأخرج الطيالسي في المسند ، ص 271 ، وغيره من علماء أهل السنة هذه الرواية عن أنس أنه قال : والله ما أعرف اليوم شيئا كنت أعرفه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : يا أبا حمزة ، والصلاة ؟ قال : أوليس أحدثتم في الصلاة ما أحدثتم
فالبخاري لم ينتبه الى الشطر الاول من الرواية لكي يعدمها كما فعل مع بقية الروايات التي تثبت وهن ما يعتقده؟, وإنما أوردها في باب مواقيت الصلاة ؟مع العلم ان المراد من هذه الاحاديث هو أن أحكام الدين التي كانت في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله )ومنها الصلاة قد تبدلت وحرفت ، بدليل قوله : أو ليس أحدثتم في الصلاة ما أحدثتم ؟ وتأخير الصلاة عن وقتها لا يسمى إحداثا فيها .
ثم إن بكاء أنس بالشام لا يكون إلا لأمر عظيم جليل ، وهو تحريف أحكام الدين, والعبث بشريعة سيد المرسلين ، وأما تأخير الولاة أو الخلفاء للصلاة فإنه لا يستدعي منه كل ذلك ، لأنه كان يرى منهم الظلم والفسق والفجور والمجون ، ولم يبك لشئ من ذلك فكيف يبكي لتأخير الصلاة عن وقتها ؟ !.
وهناك روايات أخرى تؤيد ان القوم قد بدلوا وغيروا وحرفوا أحكام الدين بدليل مايروي احمد بن حنبل في مسنده ,وكذلك البغوي في شرح السنة ويروي ايضا البوصيري في كتابه مختصر الإتحاف عن أنس قال : ما أعرف فيكم اليوم شيئا كنت أعهده على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غير قولكم : لا إله إلا الله . قال : فقلت : يا أبا حمزة ، الصلاة ؟ قال : قد صليت حين تغرب الشمس ، أفكانت تلك صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
و على هذا الكلام الذي رواه علماء القوم انه قد حصل التغير والتبديل في احكام الدين ,بعد بعد رحيل رسول الله (صلى الله عليه واله )
أقول :الا يستدعي ان يعرف المسلم سبب هذا التغير, وهذا التبديل الذي حرف أحكام الدين؟.لأنه المسلم يريد الاطمئنان بصحة ما يقوم به من عبادات وأعمال ,ولا يطمئن الأن ان تكون صحيحة وصادره عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله ) وهم يصرحون بان التحريف عم كل شيء حتى وصل الصلاة ؟.
ونجد الجواب الشافي لسبب هذا التغير الحاصل في أحكام الدين ,في كلام ((من لاينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى)) حينما قال (صلى الله عليه واله) :
( اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا )
فان القوم لم يتمسكوا بوصية رسول الله (صلى الله عليه واله ) لكي لايكونوا على ضلاله من بعده ,ولذلك تراهم يشهدون بانفسهم على ان الدين الذي هم عليه فيه تغير وتبديل واحداث بعد رحيل رسول الله ,وهذا تحقيق لكلامه (صلى الله عليه واله) ما ان تمسكتم بالكتاب والعترة لن تضلوا بعدي ابدا .
(( اَللّهُمَّ اجْعَلْني اَخْشاكَ كَاُنّي اَراكَ، وَاَسْعِدْني بِتَقواكَ، وَلاتُشْقِني بِمَعْصِيَتِكَ، وَخِرْلي في قَضآئِكَ، وَبارِكْ لي في قَدَرِكَ، حَتّى لاأُحِبَّ تَعْجيلَ ما اَخَّرْتَ وَلا تَأخيرَ ما عَجَّلْتَ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ غِنايَ في نَفْسي، وَالْيَقينَ في قَلْبي، وَالاِْخْلاصَ في عَمَلي، وَالنُّورَ في بَصَري، وَالْبَصيرَةَ فى ديني))