وبه تعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الواقع حينما نقول يجب التفريق بين الصحابة وعدم المساواة فيما بينهم ,في القبول والرد, والعدالة وعدمها ,لا يقبل المقابل ويقولون ان كل الصحابة عدول ؟ وانهم كلهم على هدى وكل كلامهم حجة باعتبار سمعهم من رسول الله (صلى الله عليه واله ) بل ينزلونهم منزلة العصمة ؟.
ونحن نقول لهم ان الروايات الصحيحة التي وردت عن طريق علماء وحفاظ أهل السنة ,تقول ان ما فعله بعض الصحابة من الفتن في امة محمد (صلى الله عليه واله) اكبر من فتنة الدجال على الإسلام ؟ وهذا يدل ان الصحابة فيهم منافقين يفعلون الفتن الكبرى في الإسلام, ومعلوم ان الفتن من اكبر الكبائر, ويجب اجتناب ورفض من فعلها ؟بدليل ما يرويه ابن حبان في صحيحة
صحيح بن حبان - بتعليق شعيب الأرنؤوط - الجزء 15 - الصفحة 218
6807 - أخبر أبو يعلى قال : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب : عن حذيفة قال : كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فذكر الدجال فقال : لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال إنها ليست من فتنة صغيرة ولا كبيرة إلا تتضع لفتنة الدجال فمن نجا من فتنة ما قبلها نجا منها وإنه لا يضر مسلما مكتوب بين عينيه كافر .
قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح
مسند أحمد بن حنبل - بتعليق شعيب الأرنؤوط - الجزء 5 الصفحة 389
23352 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال ذكر الدجال عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : لأنا لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال ولن ينجو أحد مما قبلها إلا نجا منها وما صنعت فتنة منذ كانت الدنيا صغيرة ولا كبيرة إلا لفتنة الدجال
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين
أقول الروايات في هذا المعنى كثيرة وصحيحة ولكن ماهو المقصود منها :
وهو ان هناك فتنة كبيرة على الإسلام وهي فتنة الدجال وهي فتنة عظيمة ,وهناك فتنة يفعلها بعض الصحابة في ما بينهم ؟تكون اعظم و اخطر من فتنة الدجال على المسلمين .فيقول لهم رسول الله (صلى الله عليه واله) من سلم من الفتنة التي تكون فيما بينهم سوف ينجوا من فتنة الدجال ؟وهذا كلام في غاية الخطورة وهو ان بعض الصحابة سوف تكون منهم فتنة اخطر من فتنة الدجال ؟
واذا اردنا معرفة هذه الفتن ومن سببها من بعض الصحابة, فلابد من الرجوع الى الفتن التي احدثها بعض الصحابة تجاه أهل البيت وأكيد أنها التي كانت سبب في إقصاء وقتل أهل البيت (عليهم السلام ) أمثال حرب الجمل وصفين والنهروان وغيرها ,بل كل من خالف علي فهو واقع في الفتنة بدليل قول رسول الله (صلى الله عليه واله) ياعمار لو سلك الناس واد وسلك علي واد فاسلك الوادي الذي سلكة علي فانه لا يخرجك من هدى ولا يدخلك في ضلال .
ولا يقول احد ان الفتن التي كانت بعد رحيل الرسول الأعظم هي من علي ؟لان علي مع الحق والحق معه كما قال رسول الله (صلى الله عليه واله) ويستحيل ان يكون سبب للفتن من وصفه رسول الله بذلك ,وإنما الفتن جاءت من بعض الصحابة الذين ارتدوا على أعقابهم واتوا بالفتن والمصائب الكبرى على هذه الأمة الإسلامية .
وبالتالي فان الذين حاربوا علي واهل البيت هم المقصودون بالفتنة التي هي اشد على رسول الله والإسلام من فتنة الدجال .