عدد المساهمات : 35 نقاط : 105 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/10/2013
موضوع: معنى حديث ((المرأة شر كلها)) الخميس أكتوبر 10, 2013 3:04 pm
ورد هذا الحديث "المرأة شر كلها، وشر ما فيها أنَّه لا بدَّ منها"( 1) ليس المقصود من إسناد الشرِّ إلى المرأة هو ذات المرأة ، فالمرأة كالرجل قد تكون صالحة وخيِّرة وقد لا تكون كذلك ، وإنَّما المقصود من انَّ المرأة شرٌّ هو أنَّها تكون سبباً لوقوع الشرور، فالرغبة الجامحة للرجل في المرأة كانت على مدى التاريخ سبباً في وقوع الغزوات والحروب والنهب والسلب، فالكثير من الإعتداءات وسفك الدماء وهتك الأعراض كان بسبب رغبة الرجال في النساء ، وكان بسبب دفاع ذوي المرأة عن شرفهم وأعراضهم، كما انَّ رغبة الرجل في المرأة تدفعه في كثيرٍ من الأحيان إلى الكذب والإحتيال والسرقة أو الكدِّ والكدح إلى حدِّ الهلاك ، وقد تكون سبباً لقطيعة رحمه وعقوق والديه، وقد تكون سبباً للغفلة عن عباداته وما يلزمه فعله لدينه ومجتمعه، وكثيراً ما تكون الرغبة في المرأة دافعاً لمحاباة الرجل لها ولو على حساب الحق.
فنسبة الشر للمرأة لا يُقصد منها ذات المرأة عيناً كما هو الحال في نسبة الفتنة للأولاد، فقد وصفهم القرآن الكريم بالفتنة في قوله تعالى: ﴿أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ﴾( 2) فوصفُهم بالفتنة ليس لسوء في ذواتهم ، إذ المفترض في عنوان الأولاد الشمول للصغار منهم، فالوصف لهم بالفتنة نشأ عن انَّ الحبَّ الشديد لهم من الأبوين يكون دافعاً للكثير من الفتن، فتعلُّق الأب بأولاده مثلاً يدفعه لفعل كلِّ شيء من أجلهم ولو كان ذلك الفعل محرَّماً وقبيحاً.
فقد يكذب وقد يسرق أو يحتال أو يعقُّ والديه أو يهجرُ أهله من أجلهم، وقد يشتغل بهم وبشئونهم عن دينه والحقوق التي عليه.
وهكذا فقد وصف القرآن الأموال بالفتنة ووصفتها الروايات بالشرور والحال انَّها أمرٌ جامد لا عقل له، وما ذلك إلا لأنَّ حاجة الإنسان للأموال وحبَّه لها يدفعه للوقوع في الشرور.
________________________________________ 1- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج 100 ص 252. 2- سورة الأنفال آية رقم 28.