عدد المساهمات : 21 نقاط : 63 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 31/10/2013
موضوع: سبيل الله النهائي في الأرض الخميس أكتوبر 31, 2013 5:16 am
(( المهدوية سبيل الله النهائي في الأرض)) _________________________ لاشك أنّ الفكر المهدوي المُتَجسد بواقع وشخص خاتم الأئمة المعصومين /ع/ أعني الإمام المهدي/ع/ يُمثّل في حقيقته الإختزال الأخير لماهية الإسلام المحمدي الأصيل في مفاهيمه وتطبيقاته الحضارية في دولة الإمام المهدي/ع/ المُرتَقَبة مستقبليا . والدليل على تلك الحقيقة هو إتصاف وتميّز الإسلام العزيز بصفتين مركزيتين قيميا وهما :
/1 الصفة الأولى/ صفة البقاء والخلود كدين مستمر في عقيدته وشريعته حيّا وبصورة فعالة حياتيا وهذه الصفة لم تأتِ عن فراغ بل جاءت وفق إرادة الله تعالى في إرتضائه للإسلام دينا للبشرية عامة فقال تعالى (( اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام دينا)) /3/ المائدة. فإكمال الدين الإسلامي تحقق بالنبوة المحمدية الشريفة وبفتح الإمامة الأثني عشرية المعصومة وهذا امرُ مفروغ عن قطعيته وحقانيته دينيا . وقال تعالى أيضا في تدعيم فكرة إتمام الدين الإسلامي وإبقاءه خالدا (( وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون)) /28/ الزخرف. فقال الإمام علي بن الحسين/ع/ في تفسير هذه الأية الشريفة ((فينا نزلت هذه آلآية (وجعلها كلمة باقية) والإمامة في عقب الحسين بن علي ./ع/ إلى يوم القيامة ) /[1][1] /الإمامة والتبصرة/ ابن بابويه القمي/ص2.
والإمام المهدي/ع/ هو الكلمة الباقية في تفسير المعصومين /ع/ وإن كان المراد قرآنيا من جعل الكلمة باقية هو تنصيب الأئمة المعصومين /ع/ بالتسلسل الأثني عشري . وسئُل الإمام جعفر الصادق/ع/ في معنى بقية الله : فقال إنّ بقية الله إسمٌ سُميَّ به القائم:ع: (أي الإمام المهدي) ولذا نقول في زيارته/ع/ (السلام عليك يا بقية الله ) وقرأ الإمام الصادق /ع/ قوله تعالى ((بقية الله خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين))/ [2] /وسائل الشيعة/الحر العاملي/ ج1/ص470
ومما يدعم وبقوة أيضا فكرة خلود الأسلام كدين للبشرية جمعاء قوله تعالى (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولوكره المشركون))/33/التوبة. وهنا تتبين الغاية الألهية من بعثة الرسول محمد /ص/ كنبي خاتم وأخير وحامل لراية الهداية الربانية ودين الأسلام الحق والذي سيغلب بقيمه وينتشر طوعا بين ثنايا الوجود في هذه الحياة الدنيا وواضح مقصود الآية الشريفة وهو علو الإسلام كدين خاتم على الأديان حجةً وبرهانا وغلبة خارجية وهذا ما سيتحقق يقينا في ظهور الإمام المهدي/ع/. وفي هذا الشأن قال الإمام الصادق/ع/ في معنى هذه الآية الشريفة(( وألله ما نزل تأويلها بعد ولا ينزل تأويلها حتى يخرج القائم/ع/ .....إلخ))/[3] /كمال الدين والنعمة/ الصدوق/ص670 /2/(الصفة الثانية)/ قدرة الدين الإسلامي على إحداث التحولات والتغيرات الطوعية قيميا وعقديا وفكريا وسلوكيا في واقع الناس ومناهجهم منذ الصدر الأول للإسلام وإلى يومنا هذا وسيبقى قادرا على التغيير مادام هو من الله تعالى ((إنّ الدين عند الله الإسلام))19/آل عمران. وقوله تعالى ((ومن يبتغِ غير الإسلام دينا فلن يُقبَل منه وهو في الآخرة من الخاسرين))85/آل عمران. وهاتان الآيتان الشريفتان تُقرران حقيقة أنّ الدين المقبول عند الله هو الإسلام وطلب غيره هو طلبٌ للخسارة في الدنيا والآخرة وقطعا إذا كان الدين عند الله الإسلام فيكون هو الأقدر في صناعة التغيير الأفضل لمستقبل البشرية على يد الإمام المهدي/ع/ فهاتان الصفتان أعلاه (أي صفة بقاء الدين الأسلامي وصفة قدرته على معاصرة الحياة ومستجداتها ) تمنحان الإنسان المؤمن زخما كبيرا من الإيمان والقناعة الذهنية والعملية بقبول فكرة المهدوية كخلاصة أخيرة تُعبّر عن مشروع وسبيل الله تعالى في أرضه . فبقاء الخطاب الإسلامي (القرآن الكريم وسنة المعصومين/ع/) وأدوات هذا الخطاب هو مؤشّر حقيقي على إستمرار الدين الإسلامي على مدى الزمان ولكل إنسان إلى يوم يظهر الإمام المهدي /ع/ ويؤسس لدولة الله في أرضه دولة العدل الألهي الإطلاقي في عموم أرجاء الأرض مشارقها ومغاربها فألله تعالى تعهد ذاتيا وقطعيا بتحقيق عدله الشامل في أرضه في نهاية المطاف على يد الإمام المهدي /ع/ فيقول تعالى (( إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون)) /9/ الحجر . والذكر هو كتاب الله العزيز (القرآن الكريم ) والمشتمل على العقيدة الحقة والشريعة السمحة للبشرية عامة فحفظ الله تعالى لذكره (القرآن الكريم )(عقيدة وشريعة ومنهاجا) يتم عبر المعصوم /ع/ وأخرمعصوم هو الإمام المهدي /ع/ الحافظ للذكر وبإذن الله تعالى فلذا وصفت الروايات الصحيحة المعصومين/ع/ بما فيهم النبي الخاتم محمد/ص/ والإمام الخاتم المهدي/ع/ بأنهم (مُستحفِظ بعد مُستَحفِظ) كما ورد ذلك في دعاء الندبة الصحيح المتن والسند. ومن هنا نحن إذا أردنا تعزيز الإيمان بفكرة المهدوية كسبيل نهائي لله تعالى في أرضه يطلبه تعالى لنا ولصلاحنا ومصلحتنا وسيتحقق ذلك قطعا علينا أن نؤمن ونُذعن عمليا لهذه الحقيقة ونتحرك بإتجاة صيرورتها واقعا ملموسا متوائم مع مقتضيات الفطرة الإنسانية السليمة والتي تطلب العدل وتطبيقه فطريا وترفض الظلم والفساد . وأيضا حتى نستوعب الإطروحة المهدوية الحقة علينا أن نقرأها قراءة موضوعية طبيعية إنطلاقا من واقعنا المُعاش ومن المشتركات البشرية العامة . لأنّ كل أطياف البشر اليوم يؤمنون بالتحول القادم في نمطية الحياة ومنهاجها من الدولة والمجتمع والفكر وكل شيء . وماهذه التحولات السريعة والمفاجئة التي تحدث في هذه الحياة إلاّ دليل على إمكانية تقبل الناس للغيير المقبول والعادل للجميع. ونحن نعتقد أنّ الأصلاح العالمي الذي سيمارسه الإمام المهدي /ع/ في دولته العادلة والقادمة إن شاء الله تعالى يتطلب مقدمات وأدوات تُسهم في عملية تسريع إنجاز المهمة الربانية الموكلة إليه /ع/ ونحن يقينا جزء مهم في عملية التغيير القادم الذي يتطلب منا تحركا بإتجاه الرشد الفكري والمعرفي والسلوكي والأجتماعي وحتى السياسي التدبيري وهذه المتطلبات حقيقةً هي روح عبادية الإنتظار للإمام المهدي/ع/ كوظيفة بالحد الأدنى والممكن مطلوبة منا وردت كسنة عقدية عن رسول الله محمد / حيث قال/ص/((أفضل أعمال أمتي إنتظار الفرج)) /الإمامة والتبصرة/ابن بابويه القمي/ص21. (( الفصل الأول ))