بطل من أبطال الكربلآء و عاشورآء عابس بن أبي شبيب الشاكري رضوان الله عليه
كاتب الموضوع
رسالة
سيف نادر
عدد المساهمات : 25 نقاط : 77 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/11/2013
موضوع: بطل من أبطال الكربلآء و عاشورآء عابس بن أبي شبيب الشاكري رضوان الله عليه الأحد نوفمبر 10, 2013 12:50 am
عابس بن أبي شبيب الشاكري
هو عابس بن أبي شبيب بن شاكر بن ربيعة بن مالك بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد الهمداني الشاكري ، وبنو شاكر بطن من همدان .
كان عابس من رجال الشيعة رئيسا شجاعا خطيبا ناسكا متهجدا ، وكانت بنو شاكر من المخلصين بولاء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وفيهم يقول ( عليه السلام ) يوم صفين : " لو تمت عدتهم ألفا لعبد الله حق عبادته " وكانوا من شجعان العرب وحماتهم ، وكانوا يلقبون فتيان الصباح ، فنزلوا في بني وادعة من همدان ، فقيل لها فتيان الصباح ، وقيل لعابس الشاكري والوادعي . قال أبو جعفر الطبري : قدم مسلم بن عقيل الكوفة فاجتمع عليه الشيعة في دار المختار ، فقرأ عليهم كتاب الحسين ( عليه السلام ) فجعلوا يبكون ، فقام عابس بن أبي شبيب ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، فإني لا أخبرك عن الناس ، ولا أعلم ما في أنفسهم ، وما أعرك منهم ، ولكن والله أخبرك بما أنا موطن نفسي عليه ، والله لأجيبنكم إذا دعوتم ، ولأقاتلن معكم عدوكم ولأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله ، لا أريد بذلك إلا ما عند الله.
فقام حبيب وقال لعابس ما قدمته في ترجمة حبيب . وقال الطبري أيضا : إن مسلما لما بايعه الناس ثم تحول من دار المختار إلى دار هاني بن عروة ، كتب إلى الحسين ( عليه السلام ) كتابا يقول فيه : أما بعد فإن الرائد لا يكذب أهله ، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا ، فحيهلا بالإقبال حين يأتيك كتابي ، فإن الناس كلهم معك ، ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى .
وأرسل الكتاب مع عابس فصحبه شوذب مولاه . وروى أبو مخنف : أنه لما التحم القتال في يوم عاشوراء وقتل بعض أصحاب الحسين ( عليه السلام ) جاء عابس الشاكري ومعه شوذب ، فقال لشوذب : يا شوذب ما في نفسك أن تصنع ؟ قال : ما أصنع ؟ ! أقاتل معك دون ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى أقتل . فقال : ذلك الظن بك ، أما الآن فتقدم بين يدي أبي عبد الله حتى يحتسبك كما احتسب غيرك من أصحابه ، وحتى أحتسبك أنا ، فإنه لو كان معي الساعة أحد أنا أولى به مني بك لسرني أن يتقدم بين يدي حتى أحتسبه ، فإن هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب الأجر فيه بكل ما نقدر عليه ، فإنه لا عمل بعد اليوم ، وإنما هو الحساب.
أقول : هذا مثل مقال العباس بن علي ( عليه السلام ) لإخوته في ذلك اليوم ، تقدموا لأحتسبكم
فإنه لا ولد لكم .
يعني فينقطع نسلكم فيشتد بلائي ويعظم أجري . وفهم بعض المؤرخين من هذا المقال أنه أراد : لأحوز ميراثكم لولدي ، وهو اشتباه ، والعباس أجل قدرا من ذلك .
وروى أبو مخنف أيضا قال : فتقدم عابس إلى الحسين بعد مقالته لشوذب فسلم عليه وقال : يا أبا عبد الله أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز علي ولا أحب إلي منك ، ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بي أعز علي من نفسي ودمي لفعلته ، السلام عليك يا أبا عبد الله ، أشهد أني على هداك وهدى أبيك ، ثم مشى بالسيف مصلتا نحو القوم ، وبه ضربة على جبينه ، فطلب البراز . وروى أبو مخنف عن الربيع بن تميم الهمداني أنه قال : لما رأيت عابسا مقبلا عرفته وكنت قد شاهدته في المغازي والحروب ، وكان أشجع الناس ، فصحت : أيها الناس : هذا أسد الأسود ، هذا ابن أبي شبيب ، لا يخرجن إليه أحد منكم ، فأخذ عابس ينادي : ألا رجل ألا رجل ؟ ! فلم يتقدم إليه أحد ، فنادى عمر بن سعد : ويلكم ارضخوه بالحجارة . فرمي بالحجارة من كل جانب ، فلما رأى ذلك ألقى درعه ومغفره خلفه ، ثم شد على الناس ، فوالله رأيته يكرد أكثر من مائتي من الناس ،ثم إنهم تعطفوا عليه من حواليه ، فقتلوه واحتزوا رأسه ، فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة ، هذا يقول : أنا قتلته ، وهذا يقول : أنا قتلته ، فأتوا عمر بن سعد فقال : لا تختصموا ، هذا لم يقتله إنسان واحد ، كلكم قتله ، ففرقهم بهذا القول.
بطل من أبطال الكربلآء و عاشورآء عابس بن أبي شبيب الشاكري رضوان الله عليه