بســم الله الرحمـن الرحــيم
قال الإمام الحسين(عليه السلام)في أصحابه:حمد الله وأثنى عليه وذكر جده فصلى عليه ثم قال:أنه قد نزل من الأمر ما قد ترون وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت حذاء .ولم تبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقاً فأني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما ....من الأمور المهمة والتي لها اتصال مباشر في حياتنا اليومية وتنظيم شؤونها الدينية والدنيوية هو الوقوف على تاريخ أهل البيت (عليهم السلام) والإطلاع على مسيرة حياتهم اليومية والتي عاشوها في كل حقبة من الزمان واستبيان آرائهم الشرعية والحياتية والوقوف على أهم المشاريع النهضوية التي أنجزوها خلال تلك المسيرة الرائدة في تاريخ الأمة جمعاء ومعرفة أهدافهم الآنية والمستقبلية في بناء الفرد والمجتمع والتي كانوا يصبّون إلى تحقيقها في ذلك البناء العام حتى كلفهم حياتهم الشريفة من أجل ذلك خدمة لله والدين والإنسانية .ومن خلال تلك المقدمة ينبثق السؤال التالي ....(إذا كان الإمام الحسين(عليه السلام) حاضر معنا ماذا كان عليه أن يفعل ) ؟ والمقصود بمعنا يمكن حمله على العموم والخصوص ولكن غرضنا في هذا البحث هو الخصوص وما يمر به الشعب العراقي والعراق اليوم من احتلال غاشم لدول الكفر ة والإلحاد المتمثل بالثالوث الأمريكي الصهيوني البريطاني ومن تحالف معهم نصرة للشيطان وكذلك وجود الفرق الضالة المتمثلة بالنواصب (الوهابين) ومن هم على شاكلتهم من حثالة التاريخ التي أفرزتها الأيام السالفة من عمر العراق المملؤةبالدماء من حكام الجور والطغيان والأنظمة الفاسدة أمثال حكم البعث الكافر والماديين والعلمانيين واللبراليين الفارغة من المحتوى الفكري والمعنوي والأخلاقي الصحيح.وعند معرفة الجواب الصحيح نكون قد عرفنا الأسباب الحقيقة للوجود البشري وعرفنا السبيل المؤدي للوصول إلى الهدف وهو(رضا الله سبحانه وتعالى ) ... والإجابة على هذا السؤال يمكن أن تنقسم إلى أطروحتين محتملتين يكون الجواب فيهما واحد ...
لأطروحة الأولى
مقدمة
إن المتتبع لحال الأمة الإسلامية التي كانت في الفترة السابق والتي كان يعيش فيها الإمام الحسين (عليه السلام) يجد إن الأمة كان فيها تراكمات ضخمة من كثير من العقائد الوثنية والعادات والتقاليد والمواريث الجاهلية ولم تكن الفترة التي مرّة على الرسالة المحمدية كافية لاحتواء كل تلك الجوانب المترسبة في نفسية أفراد المجتمع القبلية منها والبيئية (أي البيئة الجاهلية ) والسير بها إلى جادة الصواب .بل بقيت تلك الترسبات مترسخة في عقول الكثير من الناس مما ترك بصماته على مسيرة الإمام الحسين(عليه السلام) الإصلاحية التي أراد بها استكمال بناء فكر الأمة حسب المنهاج الرسالي المحمدي الذي أراده الله تعالى للبشرية .والذي تمخض بالتالي عن قيام ثورة الطف . أي إن الإمام الحسين(عليه السلام) من خلال مسيرة حركته الإصلاحية التي قادها منذ تولى معاوية وأبنه يزيد (عليهم لعائن الله) . هي حركة أصلاح انحراف الأمة وأعادتها إلى جادة الحق من خلال ترسيخ المفاهيم الإسلامية في عقول أفراد الأمة وممارساتهم اليومية وإصلاح المفاسد التي تعيق تقدمها وفضح أعمال الطاغية يزيد وأتباعه وكان هذا واضحاً في كثير من خطاباته التي ألقاها في مسير تلك الحركة .لذلك تعتبر حركته حركة بناء للفرد والمجتمع .ولكن ظهر خلال تنفيذ الحركة عوائق في مسيرتها وكان أحد تلك العوائق الذي يكون حائل دون تطبيق حركة الإصلاح هو مركز القيادة في الأمة الذي كان يشغله الفاسق يزيد وأتباعه والذي أستو رثه من أبيه معاوية والذي جاء نتيجة تلك التراكمات آنفة الذكر ... والعائق الآخر الذي لا يقل أهمية عن سابقه والذي واجهه الإمام الحسين(عليه السلام) هو الجهل المتفشي في كيان الأمة بحقيقة الرسالة الإسلامية وفقدهم لروح الإسلام الصحيح . من أفراد وجماعات قد أورثوها من آبائهم وأجدادهم . والشاهد على ذلك هو نقضهم بيعة الغــدير التي رسمت حقيقة الإمامة إلا القليل النادر .لذلك وجب على الإمام الحسين(عليه السلام) وهو يعلم من علم الله تعالى أن يرسم للأمة خطة لإنقاذ الأمة الإسلامية عموماً وذلك المجتمع خصوصاً ،وتمخضة بثورة قادها ورسم كل معالمها لتكون مدرسة تفيض بكل معالم الحياة الكريمة وكانت هي السبيل أو الخيار الوحيد المتبقي للإمام الحسين(عليه السلام) لإنقاذ الأمة الإسلام من تلك المواريث الجاهلية التي كانت تحكم مسيرتها . بعد أن ركز اللعين على أحدى اثنتين بين (السلة والذلة ) وهيهات من الحسين(عليه السلام) ..لذلك عند قراءتنا للواقع الحالي وفرض وجود الإمام الحسين (عليه السلام) فيه يجب علينا أخذ تلك الأمور في نظر الاعتبار لأنها كانت الأسباب المؤدية لثورة الطف من حيث الشكل والمضمون والكييف ويخطيء من يعتبر بأن الانحراف كان فقط في يزيد (عليه العنة) .بل الأمة كانت تشاطر ذلك من حيث تعلم هي أو لا تعلم .ولكن لو توفرت الأسباب لقيام دولة يحكمها الإسلام على الشريعة المقدسة لكان وجود الإمام الحسين(عليه السلام) في بناء أركانها وتشيد عمرانها ،وكذلك هو الخيار الأفضل من الاستشهاد في ذلك الوقت حتى يختصر على الأمة الإسلامية مشاق الانحراف والتحلل الذي عانة منه كل هذه الفترة الطويلة .
مقدمــــة الجـــواب
إن الواقع الحالي الذي تعيشه الأمة الإسلامية وبعد أن قطعت شوطاً كبيراً نحو أكثر من ألف سنة ويزيد بعد استشهاد أبا الأحرار الإمام الحسين(عليه السلام) ،فأنه واقع مختلف من حيث بناء الإنسان الفكري والعقائدي والعاطفي والعلمي الذي شاركت في بناءه أحداث الطف والسنين الطوال من التقدم الحضاري والمدني .لذلك تعتبر الأمة قد قطعت شوطاً كبيراً في بناء مراحلها المتكاملة التي يعتمد عليها في إنشاء المشروع الإلهي ،وكذلك لما تتمتع به من استعداد ذهنية وحسية لاستقبال الفكر الصحيح والمنهاج الواضح نتيجة التجارب الطويلة ورغبت الإنسان المعاصر المتعلم للسير نحو التكامل والرقي في معترك الحياة ،وعليه إن شاء القدر وجاء الإمام الحسين(عليه السلام)(وإن كان هو معنا وفينا أن لم يكن جسداً فأنه موجود روحاً وفكراً ومنهجاً في قلوب المؤمنين) في الوقت الحاضر ...فأنه يكون أكثر حرصا وأكثر تأملاً وأكثر تحسباً في مسألة القتال والاستشهاد . لأن البناء الفكري والعقائدي للإنسان في الوقت الحاضر يكون له أكثر الأثر وأوسع انتشار وأسرع استجابة بين أفراد الأمة الإسلامية ،لما يملكون من تراث ثري أثمرته لهم ثورة الطف وعلوم أهل البيت(عليهم السلام) وكذلك التطور العلمي والتطور التقني في مجالات الحياة العلمية والإنسانية في العالم . وبذلك سوف يأخذ الإمام الحسين(عليه السلام)بيد أفراد الأمة نحو البناء الشخصي للفرد والعام للمجتمع المسلم حتى يرتقي به إلى مستوى متكامل يستطيع من خلاله كسر قيود العبودية والذل والخنوع لغير الله تعالى وبذلك يتحقق المشروع الإلهي الكبير في الأرض ألا وهو دولة الإمام المهدي (عليه السلام وعجل الله فرجه الشريف) .
الأطروحة الثورة
إن قيام الإمام الحسين (عليه السلام) بثورة ضد المحتلين كما قام ضد يزيد لا تكون ثمارها بالمستوى المطلوب في واقعة الطف لأن لكل حدث حديث ولكل زمن ظروفه ودوافعه حتى تنصر الثورة هنا يجب أن يكون الإمام الحسين(عليه السلام) منتصراً مادياً ومعنوياً ويجب أن يكون الحسين(عليه السلام) حياً غير مستشهد حتى تتحقق أهداف الثورة الجديدة وبعكسه إذا قتل الإمام الحسين(عليه السلام) في هذه المنازلة تذهب معه الرسالة الإسلامية للأبد . وهذا يفسر لنا سبب غيبة الإمام المهدي(عج) عن الأمة وكذلك منافع وجوده حياً وغائباً حتى تستكمل الأمة كل جوانب نهضتها بالرسالة الإسلامية الشاملة من مناهل رعايته وبركاته علينا وبذلك يكون جواب السؤال ....يكون عمل الإمام الحسين(عليه السلام) هو نفس عمل الإمام المهدي(عج) بناءً على القاعدة (تعدد في الأدوار ووحدة في الهدف ) وعليه سوف يعمل الإمام الحسين (عليه السلام) قبل كل شيء طرح الفكر الإسلامي وإيصاله إلى كل العالم من ثم كسب ثقتهم به وبأطروحته الرسالية بعد أن فقد العالم مصداق لذلك ،حتى تكون لديه مشروعية التأييد العالمي والنصرة على أعدائه وهذا لم يتحقق إلا من خلال تأهيل الأمة الإسلامية وجمع شملها ورص صفوفها حتى تكون بمستوى المسؤولية أمام الله تعالى وأمام التاريخ .وهذا ممكن لتوفر كثير من الطاقات الموجودة في المجتمع . ثم بعدها تقوم الثورة (ثورة الطف الكبرى) لقيام الدولة العالمية .
الأطروحة الثانية
قال الإمام الحسين (عليه السلام) أما بعد فأني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيراً من أصحابي وى أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاهم الله جميعا عني خيرا)
لقد كنا في الأطروحة الأولى قد سلطنا الضوء على الأمة المنحرفة التي أشتركة في قتل سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) في واقعة الطف وكذلك الأسباب والدوافع التي سيطرة على تصرفات تلك الأمة حتى قتلت أبن بنت نبيها (ص) .وكذلك الأسباب التي دفعت الإمام الحسين(عليه السلام) لخوض تجربة القتل والسلب والنهب .لأنها كانت العامل الوحيد لإصلاح الأمة والحفاظ مسيرتها إلى ما يشاء الله تعالى ،وفي هذه الأطروحة سوف نأخذ المسار المعاكس لتلك الأمة ألا هو مسار الإمام الحسين(عليه السلام) وأصحابه تلك الثلة المؤمنة التي كانت نتاج تجربة خاضها الرسول الكريم (ص) وتبعه أمير المؤمنين(عليه السلام) في البناء والتربية للأمة حتى وصلت إلى أبا عبد الله الحسين(عليه السلام) .أنها أنموذج فريد لم يمر بالتاريخ العام مثله أبدا . والمتتبع لتاريخ تلك الثلة يجد فيها أناس وصلوا إلى درجة العصمة (الغير واجبة ) من خلال تفاعلهم مع فكر الرسالة وروحها ووجدانها وتعلقت أرواحهم بمعارج الكمال والتحليق في رحاب الفيض الإلهي حتى كان أكثرهم يتمتعون بعلوم كثيرة وكرامات لا مثيل لها مثل أبو الفضل العباس(عليه السلام) وعلي الأكبر والقاسم بن الحسن(عليه السلام) وحبيب بن مظاهر الاسدي وغيرهم من كان مع الحسين(عليه السلام) .وهذا دليل أفضلية هذه الثلة المؤمنة على سائر الأصحاب ما تقدم وما تأخر والتي واكبت مسير الإمام الحسين(عليه السلام) وهي تتمتع بقدر كبير من الوعي التام وصفاء السريرة الذي أهلهم للنجاح بتلك التجربة الصعبة التي خاضوها مع سيد الشهداء من خلال خروجهم معه من مكة المكرمة ومن لحق منهم عند المسير ....كان المسير شاقاً منذ اللحظة الأولى لأن الإمام قد أخبرهم بمصارعهم هم وأهل بيته ونفسه ,وهذا أكبر اختبار لهم ..ولم ينتهي الأمر عند ذلك الحد , بل أول مصداق لقوله هو مصرع مسلم بن عقيل (عليه السلام) ونكث العهود من قبل أهل الكوفة التي قطعوها للإمام الحسين (عليه السلام).ولكن تلك الثلة تزداد صلابة وقوة ووعي وتكامل.ثم بعدها تفرق بعض الأنفار عن ركب الإمام بعد أن فك عنهم عهد البيعة وأذن لهم الرجوع إلى أهليهم إن شاءوا وهذا اختبار آخر يجعل المتأمل له أكثر من فرصة للنجاة من الموت المحتوم الذي ينتظرهم في الطف ,ولكن تلك الثلة المؤمنة صبرت وجاهدت النفس بكل ما يحملها للنجاة وأزداد إيمانها بالقضية التي خرجوا من أجلها وعزم في تحقيق الهدف المنشود وخوض غمار تلك المعركة وازدادت طرق الاختبار عندما التقت الثلة المؤمنة مع جيش الحر يزيد الرياحي الذي كان قوامه أكثر من أربعة آلاف رجل مدججين بالسلاح ,ولكن شاء الله جل وعلا أن يربط على قلوبهم بعد أن عرف منهم صدق النية وهكذا حتى ليلة العاشر من محرم عندها جمعهم الإمام (عليه السلام) وقال لهم جميعاً ( هذا الليل قد غشكم فتخذوه جملا ,فليأخذ كل واحد منكم بيد واحد من أهل بيتي فأنكم في حل من بيعتي ,إن القوم يطلبوني وحدي) ولكن القوم تظافرة قلوبهم وقوية عزائمهم وزاد إخلاصهم وإصرارهم على النصر أو الشهادة دون الإمام الحسين(عليه السلام) حتى قال فيهم الإمام الحسين قولته المشهورة لأخته العقيلة زينب(عليها السلام) (أنهم يشتاقون إلى الموت كما يشتاق الطفل إلى محالب أمه) .وهكذا قضى نحبهم جميعاً دون الإمام الحسين(عليه السلام) وبين يديه ,صغيرهم وكبيرهم طفلهم وكهلكم وشيخهم حتى نسائهم أصابهن ما أصابهم من قتل.وانجلت الغبرة وهم صرعى مضرجين بدمائهم صابرين محتسبين (رفاق درب عانقوا الموت وعشقوا الجراح وذابوا في الشهادة) . ولم يقف موكب الحسين(عليه السلام) عند هذا الحد بل سار في الصفحة الثانية المكملة للأولى .أنها صفحة الأعلام الذي حمله الإمام علي بن الحسين وعمته الحوراء زينب الكبرى(عليهما السلام) الذين استكملوا منهاج الفتح الذي بدءه الإمام الحسين(عليه السلام) يوم العاشر من المحرم ونحن الآن نغترف من مناهل فيوضاتها والأجيال اللاحقة إلى أن يشاء الله تعالى وهو أحكم الحاكمين .....والسؤال المطروح اليوم ؟ هل في يومنا هذا يوجد الإمام العباس وعلي الأكبر والقاسم وباقي أهل بيت النبوة (عليهم السلام) وهل يوجد طفل مثل عبد الله الرضيع وهل توجد أم مثل الرباب وليلى ورملة وأم وهب و.. وهل يوجد حبيب بن مظاهر وبرير وزهير وعابس وجون ووهب والحر و.... وهل في يومنا هذا الإمام زين العابدين وعمته زينب(عليهما السلام) هذا السؤال من الصعب الخوض فيه .لأن وجود مثل هذا النفر الفاضل في وجودنا معناه بأن القاعدة الشعبية من الشرط الثالث للظهور الميمون موجودة .وعليه يتحقق الظهور من الغيبة الكبرى ولا يكون لازمً لها وبعكس ذلك الأمر وعدم توفر مثل هذه الأشخاص يكون خروج الإمام الحسين(عليه السلام)للثورة في هذا الوقت يكون أكثر تكلفة وأقل نتيجة لأنه سوف تجتمع عليه جيوش مدججة بالأسلحة الحديثة وملايين الأشخاص .لا الألوف وعندها يكون وحيد بدون العباس وأخوته ولا حبيب وصحبه ولا زينب والسجاد . وبذلك سوف يقتل ويضيع جسده الطاهر وتغيب معه مدرسة الشهادة .لأن الشهيد والشاهد الناطق بلسانه غير موجود ,وبذلك يكون على الإمام الحسين(عليه السلام) أن لا يقدم على الثورة ولا على الشهادة حتى يستكمل قاعدة النصرة .لأن الأعداء كثيرون والأسلحة فتاكة وعدم وجود الناصر وعلية يكون الجواب للسؤال أعلاه هو (إن عمل الإمام الحسين عليه السلام) هو نفس عمل الإمام المهـــدي (عج) في هذا الوقت وهو إعداد القاعدة لليوم الموعود ) ..... اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن المهدي صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظا وقائدا وناصرا ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعى وتمتعه فيها طويلا واجعلنا من أنصاره وأعوانه برحمتك يا أرحم الراحمين....