وصية الامام علي (عليه السلام) لابنه الحسين عليه السلام.
كاتب الموضوع
رسالة
محمد الشيخ
عدد المساهمات : 35 نقاط : 109 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2013 العمر : 31
موضوع: وصية الامام علي (عليه السلام) لابنه الحسين عليه السلام. الثلاثاء مايو 14, 2013 5:06 am
يا بني أوصيك بتقوى الله في الغنى والفقر وكلمة الحق في الرضا
والغضب والقصد في الغنى والفقر وبالعدل على الصديق والعدو وبالعمل
في النشاط والكسل والرضا عن الله في الشدة والرخاء أي بني ما شر
بعده الجنة بشر ولا خير بعده النار بخير وكل نعيم دون الجنة محقور و
كل بلاء دون النار عافية واعلم أي بني أنه من أبصر عيب نفسه شغل
عن عيب غيره ومن تعرى من لباس التقوى لم يستتر بشيء من اللباس
ومن رضي بقسم الله لم يحزن على ما فاته ومن سل سيف البغي قتل به
ومن حفر بئرا لأخيه وقع فيها ومن هتك حجاب غيره انكشفت عورات
بيته ومن نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره ومن كابد الأمور عطب و من اقتحم الغمرات غرق ومن أعجب برأيه ضل ومن استغنى بعقله زل ومن تكبر على الناس ذل ومن خالط العلماء وقر ومن خالط الأنذال حقر
ومن سفه على الناس شتم ومن دخل مداخل السوء اتهم ومن مزح استخف به ومن أكثر من شيء عرف به ومن كثر كلامه كثر خطؤه
ومن كثر خطؤه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النار أي بني من نظر في عيوب الناس ورضي
لنفسه بها فذاك الأحمق بعينه ومن تفكر اعتبر ومن اعتبر اعتزل ومن
اعتزل سلم ومن ترك الشهوات كان حرا ومن ترك الحسد كانت له
المحبة عند الناس أي بني عز المؤمن غناه عن الناس والقناعة مال لا ينفد ومن أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير ومن علم أن كلامه
من عمله قل كلامه إلا فيما ينفعه أي بني العجب ممن يخاف العقاب فلم يكف ورجا الثواب فلم يتب ويعمل أي بني الفكرة تورث نورا والغفلة
ظلمة والجهالة ضلالة والسعيد من وعظ بغيره والأدب خير ميراث
وحسن الخلق خير قرين ليس مع قطيعة الرحم نماء ولا مع الفجور غنى أي بني العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت إلا بذكر الله وواحد في ترك مجالسة السفهاء أي بني من تزيا بمعاصي الله في
المجالس أورثه الله ذلا ومن طلب العلم علم يا بني رأس العلم الرفق وآفته الخرق ومن كنوز الإيمان الصبر على المصائب والعفاف زينة
الفقر والشكر زينة الغنى كثرة الزيارة تورث الملالة والطمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم وإعجاب المرء بنفسه يدل على ضعف عقله أي بني
كم نظرة جلبت حسرة وكم من كلمة سلبت نعمة أي بني لا شرف أعلى من الإسلام ولا كرم أعز من التقوى ولا معقل أحرز من الورع ولا شفيع أنجح من التوبة ولا لباس أجمل من العافية ولا مال أذهب بالفاقة من الرضا بالقوت ومن اقتصر على بلغة الكفاف تعجل الراحة وتبوأ خفض الدعة أي بني الحرص مفتاح التعب ومطية النصب وداع إلى
التقحم في الذنوب والشره جامع لمساوي العيوب وكفاك تأديبا لنفسك ما كرهته من غيرك لأخيك عليك مثل الذي لك عليه ومن تورط في الأمور بغير نظر في العواقب فقد تعرض للنوائب التدبير قبل العمل يؤمنك الندم من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطإ الصبر جنة من الفاقة
البخل جلباب المسكنة الحرص علامة الفقر وصول معدم خير من جاف مكثر لكل شيء قوت وابن آدم قوت الموت أي بني لا تؤيس مذنبا فكم
من عاكف على ذنبه ختم له بخير وكم من مقبل على عمله مفسد في آخر عمره صائر إلى النار نعوذ بالله منها أي بني كم من عاص نجا وكم من عامل هوى من تحرى الصدق خفت عليه المؤن في خلاف النفس رشدها الساعات تنتقص الأعمار ويل للباغين من أحكم الحاكمين وعالم ضمير المضمرين يا بني بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد في كل جرعة شرق وفي كل أكلة غصص لن تنال نعمة إلا بفراق أخرى ما أقرب الراحة من النصب والبؤس من النعيم والموت من الحياة والسقم
من الصحة فطوبى لمن أخلص لله عمله وعلمه وحبه وبغضه وأخذه وتركه وكلامه وصمته وفعله وقوله وبخ بخ لعالم عمل فجد وخاف البيات فأعد واستعد إن سئل نصح وإن ترك صمت كلامه صواب وسكوته من غير عي جواب والويل لمن بلي بحرمان وخذلان وعصيان فاستحسن لنفسه ما يكرهه من غيره وأزرى على الناس بمثل ما يأتي
واعلم أي بني أنه من لانت كلمته وجبت محبته وفقك الله لرشدك وجعلك من أهل طاعته بقدرته إنه جواد كريم خطبته المعروفة بالوسيلة كتبنا منه ما اقتضاه الكتاب دون غيره. الحمد لله الذي أعدم الأوهام أن تنال إلا وجوده وحجب العقول أن تخال ذاته لامتناعها من الشبه والتشاكل بل هو الذي لا يتفاوت ذاته ولا يتبعض بتجزئة العدد في كماله فارق الأشياء لا باختلاف الأماكن ويكون فيها لا على الممازجة وعلمها لا بأداة لا يكون العلم إلا بها وليس بينه وبين معلومه علم غيره كان عالما لمعلومه إن قيل كان فعلى تأويل أزلية الوجود وإن قيل لم يزل فعلى تأويل نفي العدم
فسبحانه وتعالى عن قول من عبد سواه فاتخذ إلها غيره علوا كبيرا نحمده بالحمد الذي ارتضاه من خلقه وأوجب قبوله على نفسه أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شهادتان ترفعان القول وتضعان العمل خف ميزان ترفعان منه وثقل ميزان توضعان فيه وبهما الفوز بالجنة والنجاة من النار والجواز على الصراط
وبالشهادة تدخلون الجنة وبالصلاة تنالون الرحمة فأكثروا من الصلاة على نبيكم إِنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيماً أيها الناس إنه لا شرف أعلى من الإسلام ولا كرم أعز من التقوى ولا معقل أحرز من الورع ولا شفيع أنجح من التوبة ولا لباس أجل من العافية ولا وقاية أمنع من السلامة ولا مال أذهب بالفاقة من الرضا والقنوع
ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة والرغبة مفتاح التعب والاحتكار مطية النصب والحسد آفة الدين والحرص داع إلى التقحم في الذنوب وهو داع إلى الحرمان والبغي سائق إلى الحين والشره جامع لمساوي العيوب
رب طمع خائب وأمل كاذب ورجاء يؤدي إلى الحرمان وتجارة تئول إلى الخسران ألا ومن تورط في الأمور غير ناظر في العواقب فقد تعرض لمفضحات النوائب وبئست القلادة الدين للمؤمن أيها الناس إنه
لا كنز أنفع من العلم ولا عز أنفع من الحلم ولا حسب أبلغ من الأدب ولا نصب أوجع من الغضب ولا جمال أحسن من العقل ولا قرين شر من الجهل ولا سوأة أسوء من الكذب ولا حافظ أحفظ من الصمت ولا غائب أقرب من الموت أيها الناس إنه من نظر في عيب نفسه شغل عن عيب غيره ومن رضي برزق الله لم يأسف على ما في يد غيره ومن سل سيف البغي قتل به ومن حفر لأخيه بئرا وقع فيها ومن هتك حجاب غيره انكشفت عورات بيته ومن نسي زلته استعظم زلل غيره ومن أعجب برأيه ضل
ومن استغنى بعقله زل ومن تكبر على الناس ذل ومن سفه على الناس شتم ومن خالط العلماء وقر ومن خالط الأنذال حقر ومن حمل ما لا يطيق عجز أيها الناس إنه لا مال هو أعود من العقل ولا فقر هو أشد من الجهل ولا واعظ هو أبلغ من النصح
ولا عقل كالتدبير ولا عبادة كالتفكر ولا مظاهرة أوثق من المشاورة ولا وحدة أوحش من العجب ولا ورع كالكف ولا حلم كالصبر والصمت أيها الناس إن في الإنسان عشر خصال يظهرها لسانه شاهد يخبر عن الضمير وحاكم يفصل بين الخطاب وناطق يرد به الجواب وشافع تدرك به الحاجة وواصف تعرف به الأشياء وأمير يأمر بالحسن وواعظ ينهى عن القبيح ومعز تسكن به الأحزان وحامد تجلى به الضغائن ومونق يلهي الأسماع أيها الناس إنه لا خير في الصمت عن الحكم كما إنه لا خير في القول بالجهل
اعلموا أيها الناس أنه من لم يملك لسانه يندم ومن لا يتعلم يجهل ومن لا يتحلم لا يحلم ومن لا يرتدع لا يعقل ومن لا يعقل يهن ومن يهن لا يوقر ومن يتق ينج ومن يكسب مالا من غير حقه يصرفه في غير أجره ومن لا يدع وهو محمود يدع وهو مذموم ومن لم يعط قاعدا منع قائما ومن يطلب العز بغير حق يذل ومن عاند الحق لزمه الوهن ومن تفقه وقر ومن تكبر حقر ومن لا يحسن لا يحمد أيها الناس إن المنية قبل الدنية والتجلد قبل التبلد والحساب قبل العقاب والقبر خير من الفقر وعمى البصر خير من كثير من النظر والدهر يومان يوم لك ويوم عليك فاصبر فبكليهما تمتحن أيها الناس أعجب ما في الإنسان قلبه وله مواد من الحكمة وأضداد من خلافها فإن سنح له الرجاء أذله الطمع وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص وإن ملكه اليأس قتله الأسف وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظ وإن أسعد بالرضا نسي التحفظ وإن ناله الخوف شغله الحزن وإن اتسع بالأمن استلبته الغرة وإن جددت له نعمة أخذته العزة وإن أفاد مالا أطغاه الغنى وإن عضته فاقة شغله البلاء وإن أصابته مصيبة فضحه الجزع وإن أجهده الجزع قعد به الضعف وإن أفرط في الشبع كظته البطنة فكل تقصير به مضر وكل إفراط له مفسد أيها الناس من قل ذل ومن جاد ساد ومن كثر ماله رأس ومن كثر حلمه نبل ومن فكر في ذات الله تزندق ومن أكثر من شيء عرف به ومن كثر مزاحه استخف به ومن كثر ضحكه ذهبت هيبته فسد حسب من ليس له أدب إن أفضل الفعال صيانة العرض بالمال ليس من جالس الجاهل بذي معقول من جالس الجاهل فليستعد لقيل وقال
لن ينجو من الموت غني بماله ولا فقير لإقلاله أيها الناس إن للقلوب شواهد تجري الأنفس عن مدرجة أهل التفريط فطنة الفهم للمواعظ مما يدعو النفس إلى الحذر من الخطإ وللنفوس خواطر للهوى والعقول تزجر وتنهى وفي التجارب علم مستأنف والاعتبار يقود إلى الرشاد وكفاك أدبا لنفسك ما تكرهه من غيرك عليك لأخيك المؤمن مثل الذي لك عليه لقد خاطر من استغنى برأيه.
والتدبير قبل العمل يؤمنك من الندم
ومن استقبل وجوه الآراء عرف مواقف الخطإ ومن أمسك عن الفضول عدلت رأيه العقول ومن حصر شهوته فقد صان قدره ومن أمسك لسانه أمنه قومه ونال حاجته وفي تقلب الأحوال علم جواهر الرجال والأيام توضح لك السرائر الكامنة وليس في البرق الخاطف مستمتع لمن يخوض في الظلمة ومن عرف بالحكمة لحظته العيون بالوقار والهيبة وأشرف الغنى ترك المنى والصبر جنة من الفاقة
والحرص علامة الفقر والبخل جلباب المسكنة والمودة قرابة مستفادة ووصول معدم خير من جاف مكثر والموعظة كهف لمن وعاها ومن أطلق طرفه كثر أسفه ومن ضاق خلقه مله أهله ومن نال استطال قلما تصدقك الأمنية التواضع يكسوك المهابة وفي سعة الأخلاق كنوز الأرزاق من كساه الحياء ثوبه خفي على الناس عيبه تحر القصد من القول فإنه من تحرى القصد خفت عليه المؤن في خلاف النفس رشدها من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد ألا وإن مع كل جرعة شرقا وفي كل أكلة غصصا لا تنال نعمة إلا بزوال أخرى لكل ذي رمق قوت ولكل حبة آكل وأنت قوت الموت
اعلموا أيها الناس أنه من مشى على وجه الأرض فإنه يصير إلى بطنها والليل والنهار يتسارعان في هدم الأعمار أيها الناس كفر النعمة لؤم وصحبة الجاهل شؤم من الكرم لين الكلام إياك والخديعة فإنها من خلق اللئام ليس كل طالب يصيب ولا كل غائب يئوب لا ترغب فيمن زهد فيك رب بعيد هو أقرب من قريب سل عن الرفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار استر عورة أخيك لما تعلمه فيك اغتفر زلة صديقك ليوم يركبك عدوك من غضب على من لا يقدر أن يضره طال حزنه وعذب نفسه من خاف ربه كف ظلمه ومن لم يعرف الخير من الشر فهو بمنزلة البهيمة
إن من الفساد إضاعة الزاد ما أصغر المصيبة مع عظم الفاقة غدا وما تناكرتم إلا لما فيكم من المعاصي والذنوب ما أقرب الراحة من التعب والبؤس من التغيير ما شر بشر بعده الجنة وما خير بخير بعده النار وكل نعيم دون الجنة محقور وكل بلاء دون النار عافية عند تصحيح الضمائر تبدو الكبائر تصفية العمل أشد من العمل تخليص النية عن الفساد أشد على العاملين من طول الجهاد هيهات لو لا التقى كنت أدهى العرب عليكم بتقوى الله في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الرضا والغضب والقصد في الغنى والفقر وبالعدل على العدو والصديق
وبالعمل في النشاط والكسل والرضا عن الله في الشدة والرخاء ومن كثر كلامه كثر خطؤه ومن كثر خطؤه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النار ومن تفكر اعتبر ومن اعتبر اعتزل ومن اعتزل سلم ومن ترك الشهوات كان حرا ومن ترك الحسد كانت له المحبة عند الناس عز المؤمن غناه عن الناس
القناعة مال لا ينفد ومن أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير ومن علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما ينفعه العجب ممن يخاف العقاب فلا يكف ويرجو الثواب ولا يتوب ويعمل الفكرة تورث نورا والغفلة ظلمة والجهالة ضلالة والسعيد من وعظ بغيره والأدب خير ميراث حسن الخلق خير قرين ليس مع قطيعة الرحم نماء ولا مع الفجور غنى العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت إلا بذكر الله وواحد في ترك مجالسة السفهاء رأس العلم الرفق وآفته الخرق
ومن كنوز الإيمان الصبر على المصائب
والعفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى
كثرة الزيارة تورث الملالة والطمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم إعجاب المرء بنفسه يدل على ضعف عقله لا تؤيس مذنبا فكم من عاكف على ذنبه ختم له بخير وكم من مقبل على عمله مفسد في آخر عمره صائر إلى النار بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد
طوبى لمن أخلص لله عمله وعلمه وحبه وبغضه وأخذه وتركه وكلامه وصمته وفعله وقوله لا يكون المسلم مسلما حتى يكون ورعا ولن يكن ورعا حتى يكون زاهدا ولن يكون زاهدا حتى يكون حازما ولن يكون حازما حتى يكون عاقلا وما العاقل إلا من عقل عن الله وعمل للدار الآخرة وصلى الله على محمد النبي وعلى أهل بيته الطاهرين. من كتاب تحف العقول عن آل الرسول (صلى الله عليه وآله)
وصية الامام علي (عليه السلام) لابنه الحسين عليه السلام.