عدد المساهمات : 18 نقاط : 54 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/10/2013
موضوع: رجل سنّي كردي من أهل السليمانية ـ العراق الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 2:19 pm
رجل سنّي كردي من أهل السليمانية ـ العراق
إعتنق مذهب الشيعة الإماميّة لكرامة ظهرت له من العبّاس بن أمير المؤمنين(عليه السلام)في حرمه الشريف.
حدّث العالم الجليل الشيخ حسن دخيل(رحمه الله) عمّا شاهده في حرم أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) فقال: توجّهت إلى زيارة العبّاس(عليه السلام) قرب الزوال فلم أجد في الصحن الشريف والحرم المطهّر أحداً لحرارة الهواء غير رجل من الخدَمة واقف عند الباب الأوّل... وبعد ان زرت صلّيت الظهر والعصر، ثمّ جلست عند الرأس المقدّس مفكّراً في الأبّهة والعظمة التي نالها قمر بني هاشم عن تلك التضحية الشريفة. وبينا أنا في هذا إذ رأيت امرأة محجّبة من القرن إلى القدم عليها آثار الجلالة، وخلفها غلام يقدّر بالستّة عشر سنة، بزيّ أشراف الأكراد، جميل الصورة، فطافت بالقبر([1]) والولد تابع لها. ثمّ دخل بعدهمارجل طويل القامة أبيض اللون، مشرباً بحمرة، ذو لحية شعرها أشقر يخالطه شعرات بيض، جميل البزّة([2]) كردي اللباس والزي، فلم يأت بما تصنعه الشيعة من الزيارة، أو السنّة من الفاتحة، فاستدبر القبر المطهّر وأخذ ينظر إلى السيوف والخناجر والدرق([3]) المعلّقة في الحضرة غير مكترث بعظمة صاحب الحرم المنيع، فتعجبت منه أشدّ العجب. ولم أعرف الملّة التي ينتحلها، غير أنّي أعتقدت أنـّه من متعلقي المرأة والولد، وظهر لي في المرأة عند وصولها في الطواف إلى جهة الرأس الشريف التعجّب ممّا عليه الرجل من الغواية ومن صبر أبي الفضل(عليه السلام) عنه. فما رأيت إلاّ ذلك الرجل الطويل القامة قد ارتفع عن الأرض ولم أرَ مَن رفعه وضرب به الشبّاك المطهّر، وأخذ ينبح ويدور حول القبر، وهو يقفز، فلا هو بملتصق بالقبر، ولا هو بمبتعد عنه، كأنّه متكهرب به، وقد تشنّجت أصابع يديه، واحمرّ وجهه حمرة شديدة، ثمّ صار أزرق، وكانت عنده ساعة علّقها برقبته بزنجيل فضّة، فكلّما يقفز تضرب بالقبر حتّى تكسّرت وحيث أنـّه أخرج يده من عبائته لم تسقط إلى الأرض، نعم سقط الطرف الآخر إلى الأرض، وبتلك القفزات تخرّقت. امّا المرأة فحينما شاهدت هذه الكرامة من أبي الفضل قبضت على الولد واسندت ظهرهاالى الجدار، وهي تتوسّل به بهذه اللهجة (أبو الفضل دخيلك أنا وولدي فادهشتني هذه الحال، وبقيت واقفاً لا أدري ما أصنع، والرجل قويّ البدن، وليس في الحرم أحد يقبض عليه، فدار حول القبر مرّتين وهو ينبح ويقفز، فرأيت ذلك السيّد الخادم الواقف عند الباب الأولى دخل الروضة الشريفة، فشاهد الحال، فرجع وسمعته ينادي رجلا اسمه جعفر من السادة الخدّام في الروضة فجاءا معاً، فقال السيّد الكبير لجعفر: اقبض على الطرف الآخر من الحزام وكان طول الحزام يبلغ ثلاثة أذرع، فوقفا عند القبر حتّى إذا وصل إليه وضعا الحزام في عنقه وأداراه عليه، فوقف طيّعاً لكنّه ينبح، فأخرجاه من حرم العبّاس، وقالا للمرأة اتبعينا إلى (مشهد الحسين) فخرجوا جميعاً وأنا معهم، ولم يكن أحد في الصحن الشريف، فلمّا صرنا في السوق بين الحرمين تبعنا الوأحد والاثنان من الناس، لأنّ الرجل كان على حالته من النبح والاضطراب مكشوف الرأس، ثمّ تكاثر الناس.
فأدخلوه المشهد الحسيني وربطوه بشبّاك (عليّ الأكبر) فهدأت حالته ونام، وقد عرق عرقاً شديداً، فما مضى إلاّ ربع ساعة فاذا به قد انتبه مرعوباً وهو يقول: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، وأنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب خليفة رسول الله بلا فصل، وأنّ الخليفة بعده ولده الحسن، ثمّ أخوه الحسين، ثمّ عليّ بن الحسين. وعدّ الأئمـّة الى الحجّة المهدي عجّل الله فرجه. فسئل عن ذلك قال: رأيت رسول الله الآن وهو يقول لي: اعترف بخلفائي من بعدي، وعدّهم عليّ، وإن لم تفعل يهلكك العبّاس([4])، فأنا أشهد بهم وأتبرّأ من غيرهم. ثمّ سئل عمّا شاهده هناك فقال: بينا أنا في حرم العبّاس إذ رأيت رجلا طويل القامة قبض عليّ وقال لي: يا كلب، إلى الآن بعدك على الضلال؟ ثمّ ضرب بي القبر، ولم يزل يضربني بالعصا في قفاي، وأنا افرّ منه. ثمّ سألت المرأة عن قصّة الرجل فقالت: إنّها شيعيّة من أهل بغداد والرجل سنّي من أهل السليمانيّة ساكن في بغداد، متديّن بمذهبه، لا يعمل الفسوق والمعاصي يحبّ الخصال الحميدة، ويتنزّه عن الذميمة([5]). الرضوي: للحديث بقيّة، ذكر فيها أنّ أخويها زوّجاها منه لمّا شاهدا منه من حسن معاملة، وطيب أخلاق، وشهامة نفسيّة. ولمّا كان الرجل سنيّاً لا يعتقد زيارة الأئمـّة المعصومين من أهل البيت(عليهم السلام)، ويراها من الخرافات، وقد طلبت منه زوجته زيارة الكاظمين(عليهما السلام) فلم يسمح لها، وأخيراً نذر أن رزقه الله ولداً يسمح لها بالزيارة، ولمّا رزقه الله الولد نكل، وبعد إصرار زوجته وافقها على الذهاب إلى حرم العبّاس(عليه السلام)، وكانت هي ذهبت إلى الحرم قبله وشكته إلى العباس، فكان من أمره ما كان.
-------------------------------------------------------------------------------- [1] ـ طافت بالقبر: أي دارت حوله، لا بنيّة الطواف فإنّ الطواف عندنا بالنيّة لا يجوز إلاّ حول الكعبة المعظّمة زادها الله شرفاً. [2] ـ الهيئة. [3] ـ الدَرَقة: التُّرس، وهو صفحة من الفولاذ تحمل للوقاية من السيف. [4] ـ العبّاس بن أمير المؤمنين(عليه السلام) أخو الإمام الحسين(عليه السلام) من أبيه، اُمـّه امّ البنين بنت حزام بن خالد بن دارم، يكنّى بأبي الفضل ضحّى يوم عاشوراء بنفسه في الدفاع عن أخيه وإمام زمانه الحسين(عليه السلام) عن عقيدة وايمان راسخ فنال بذلك مقاماً كبيراً عند الله تعالى، وعند شيعة البيت(عليهم السلام). قال الإمام عليّ بن الحسين(عليه السلام): رحم الله العباس فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه، فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة، كما لجعفر ابن أبي طالب، وأنّ للعباس عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة ... الخصال. وقال الإمام الصادق(عليه السلام): كان عمّنا العباس بن علي نافذ البصيرة، صلب الايمان، جاهد مع أخيه الحسين(عليه السلام) وأبلى بلاء حسناً، ومضى شهيداً. قال العلاّمة السيد عبد الرزّاق المقرّم النجفي(رحمه الله): اشتهر بين العامّة والخاصة بأنـّه سلام الله عليه باب الحوائج لكثرة ما صدر منه من الكرامات، وقضاء الحاجات. العباس(عليه السلام).
وقال السيد سعيد الخطيب بن السيد إبراهيم البهبهاني النجفي(رحمه الله): لقد كنت بالسلّ المبرح داؤه***فشافاني العباس من مرض السلّ ففّضلت بين الناس قدراً وإنّما***لي الفضل إذا أنّي عتيق أبي الفضل وقال الخطيب الفاضل الشيخ عبد علي الشيخ حسين: سعيد التجى من ضرّه وسقامه***بقبر أبي الفضل المفدّى فعافاه لعمري ترى الأقدار طوع يمينه***كوالده الكرّار يمناه يمناه
وقال الشيخ كاظم السوداني:
فكم لأبي الفضل الأبيّ كرامات***لها تليت عند البريّة آيات وشاراته كالشمس في الأفق شُوهدت***لها من بنات المجد اومت إشارات سعيد سعيداً عاد منها إلى الشفا***به انسلّ عنه السلّ اذ كم به ماتوا أبو الفضل كم فضل له ومناقب***فيا جاحديه مثل برهانه هاتوا وقال العلاّمة الشيخ علي الجشّي:
سعيد سعدت وجزت الخطر***من السلّ في مثل لمح البصر غداة التجأت لمثوى به***ابو الفضل حلّ فردّ القدر وقد ظهرت منه كرامات كثيرة منها ما مرّ من قصة الكردي، وقد التجأ إلى الله تعالى ذووا الحاجات والبليّات وجعلوه وسيلتهم إلى الله تعالى في قضاءها فبلغوا مآربهم ونالوا مقاصدهم، منهم صديقنا المرحوم السيد سعيد الخطيب والحديث بذكرها يطول، ونظمت فيها الأشعار، وأفردت في التنويه بشخصيّته المقدسة كتب حفلت بذكر ما يشبه بمكانته ويعرب عن سمو قدره وجلالته. [5] ـ قمر بني هاشم لسيّد عبد الرزاق المقرّم.