بسبب الحوار الهادف كانت هدايتي الجزء الثالث والأخير
كاتب الموضوع
رسالة
امجد العبودي
عدد المساهمات : 33 نقاط : 99 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/10/2013
موضوع: بسبب الحوار الهادف كانت هدايتي الجزء الثالث والأخير الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 2:31 pm
( قصة مستبصر ) بسبب الحوار الهادف كانت هدايتي الجزء الثالث والأخير
بسم الله الرحمن الرحيم وبه تبارك وتعالى نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد هذا هو
الجزء الاخير: أخذ صاحبنا الكتب الثلاثة (نهج البلاغة ، الصحيفة السجادية ، ثم اهتديت) شاكراً لصديقه وتوجه إلى منزله وقرر الاعتكاف في غرفته لقراءة هذه الكتب ، بعد فترة وجيزة سمع أذان العصر فذهب للصلاة فقال في نفسه أي صلاة سوف أصلي وبأي وضوء أتوضأ فتراجع عن أداء الصلاة وقرر أن لا يصلي إلا إذا أنار الله قلبه ورأه الحق حقاً والباطل باطلاً .
أخذ الكتب الثلاثة ووضعها أمامه متحيراً بماذا يبدأ ، تذكر كلام صديقه عن الدكتور التيجاني الذي كان سنياً وتشيع وقال في نفسه هل هذا التيجاني له وجود حقاً أم هو من مخترعات الشيعة ، أخذ الكتاب (ثم اهتديت) كمن يريد البحث عن الحقيقة ، قرأ الكتاب من الغلاف إلى الغلاف ، وكل ما يحويه الكتاب كلام منطقي بعيداً عن التكلف كيف لا وهو يحكي قصة استبصار لرجل قرر أن يعمل بعقله في ا لبحث عن الحقيقة التي توصل إليها بكل قناعة لا تزعزعها أي شوائب .
صارت عند صاحبنا قناعة كبيرة بما قرأ عن حياة الدكتور التيجاني وخاصة وهو يعرف بأن الشيعة دائماً تحوم حولهم التهم التي ما أنزل الله بها من سلطان فإذا تقرب أي شخص من الشيعة لا يجد لتلك التهم أي أثر بل هم دائماً عكس ما يقال عنهم . وزيادة في الاطمئنان قام بالاتصال بصديقه الشيعي ليتأكد منه عن حقيقة التيجاني ، الذي أكد له بأن التيجاني فعلاً شخصية حقيقية وهو يأتي بين الحين والآخر في برامج مباشرة على القنوات الشيعية ، وأعطاه أسماء القنوات الشيعية ، فقام بتدوينها على ورقة ، وذهب إلى المجلس (غرفة مخصصة لاستقبال الضيوف) حيث يوجب به تلفزيون
(معظم البيوت عندنا بها أكثر من تلفزيون واحد في الصالة (الصالون) ، في المجلس ، في بعض غرف) فأخذ يبحث عن أي قناة شيعية فلم يجد شيئاً ، قام ببرمجة الرسيفر من جديد حيث ظهر له جميع القنوات فوجد قناة الأنوار وهي قناة شيعية تبث من دولة الكويت فوجد وقتها محاضرة للسيد مرتضى القزويني (أطال الله بقائه) وهو علامة عظمى في تفسير القرآن حيث يقوم في كل
محاضرة بتفسير آية من القرآن الكريم تفسيراً كما أراد له رسول الله لا كما أراد له أعداء رسول الله وهو مشهور لدينا كما هول الحال الشيخ متولي الشعراوي (رحمه الله) لدى الإخوان السنة وكانت المحاضرة بعنوان (الخلافة من النبي – الإمامة) مبتدئا بالآية الكريمة (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (أية 124 سورة البقرة)
وضح فيها سماحته مرتبة الإمامة وكيف أن خليل الله إبراهيم عليه السلام نال مرتبة الإمامة بعد ما نجح في أصعب امتحان ، وسماحة السيد يعتمد على الأدلة العقلية والنقلية من كتاب الله الكريم .
من خلال هذه المحاضرة تعرف صاحبنا على العقول الشيعية كيف تفكر كيف تناقش كيف تحاور فهي عقول منفتحة ومتطورة . صارت عند صاحبنا قناعة بأن الشيعة هم حقاً يمثلون ويشرفون الإسلام الذي أراد له رسول الله ، وهو في قمة شعوره بهذه القناعة ، مر في باله المقابلة التي تمت بين صديقه الشيعي وإمام مسجد السنة في مسجد السنة حيث الانكسار مر على الشيخ السني الذي استطاع أن يخرج منه بكل غلاظه حيث أنهى المقابلة منسحباً
(وهي عادة كبار علماء الوهابية عندما تناقشهم بالأدلة القطعية) ولم يحر جواباً من سؤال واحد فقط ، حيث دار الحديث عن حادثة غدير خم وكيف . وبالمقابل ابتسامة النصر على محيا وجه صديقه الشيعي .
فقرر غداً السبت أن يناقش جميع معلمين التربية الإسلامية في المدرسة بما وصل إليه من اعتقاد ، فإن استطاعوا أن يثنوه عن اعتقاده بالحكمة والموعظة الحسن فكان بها وإن وجد بهم انكساراً فكرياً وغلظة ودكتاتورية فسوف يضمر في نفسه على التدين على مذهب أهل البيت عليهم السلام .
خرج من خياله الواسع على المناجاة المنظومة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، بإلقاء الرادود المبدع (محمد الحجيرات) ، حيث تم عرضها على القناة (الأنوار) بعد انتهاء محاضرة السيد مرتضى القزويني (أطال الله بقاءه) .
لك الحمد يا ذا الجود والمجد والعلا تباركت تعطي من تشأ وتمنع إلهي وخلاقي وحرزي وموئلي إليك لدى الإعسار واليسر أفزع إلهي لئن جلت وجمت خطيئتي فعفوك عن ذنبي أجل وأوسع إلهي لئن أعطيت نفسي سؤلها فها أنا في روض الندامة أرتع إلهي ترى حالي وفقري وفاقتي وأنت مناجاتي الخفية تسمع إلهي فلا تقطع رجائي ولا تزغ فؤادي فلي في سيب جودك مطمع إلهي لئن خيبتني أو طردتني فمن ذا الذي أرجو ومن ذا أُشفع الهي أجرني من عذابك أنني أسير ذليل خائف لك اخضع
يا لها من كلمات تهز الكيان لا تخرج من فم بشر عادي فلابد أن يكون بشراً إلهي روحاني مؤيداً ومسدداً بروح القدس (سلام الله عليك يا سيدي ومولاي يا أمير المؤمنين ، لعن الله من تسبب في حرمان الأمة من تراثك والنهل من عطائك اللا محدود) حيث أن أمير المؤمنين هو الشخص الثاني في الوجود التكويني والروحاني بعد سيد البشر محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وأمير المؤمنين هو نفس رسول الله بدليل آية المباهلة (بالمناسبة أحب أن أزف التبريكات بمناسبة ذكرى آية المباهلة).
عاد صاحبنا إلى غرفته وذلك لقراءة كتاب نهج البلاغة فغاص في البحر المتلاطم بالبلاغة والفصاحة حيث وقع اختياره على الخطبة الخالية من حرف الألف غاص أكثر قرأ قرأ وصل إلى : من خطبة له ( عليه السلام ) و هي المعروفة بالشقشقية و تشتمل على الشكوى من أمر الخلافة ثم ترجيح صبره عنها ثم مبايعة الناس له :
ما أعظمك سيدي يا أمير المؤمنين وما أعظم شأنك عند الله وعند رسوله كيف لا وأنت نفس رسول الله فلو انصاعت الأمة الإسلامية لأوامر رسول الله ومشت على الطريق الذي رسمه لهم رسول الله ، (صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين) فما كان هذا هو حال الأمة الإسلامية ، هل هذه الأمة الإسلامية الآن وما تعيشه من ذل وخضوع لقوى الاستكبار العالمي هي الأمة التي أريد لها أن تكون (خير أمة أخرجت للناس) الله يريد والأمة (غير الشيعة) تريد حيث بأن مَن الله سبحانه وتعالى للعقول البشرية الاختيار (فأهديناه النجدين) إما طريق الشيعة أو الطريق الأخر ، إما رأي الشيعة وإما الرأي الآخر (وهذا أضعف الإيمان) .
أستيقظ صاحبنا من النوم ليوم دراسي (يوم السبت) وقبل الطابور الصباحي التقى بصديقه الشيعي وأطلعه بالأمر حيث قرر أن يواجه معلمين التربية الإسلامية في المدرسة ، عندها قرر صديقه الشيعي الانضمام إليه فرحب به (لقوة الحجة لدى صديقه في مقارعة الخصوم) قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي {25} وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي {26} وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي {27} يَفْقَهُوا قَوْلِي {28} وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي {29} هَارُونَ أَخِي {30} اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي {31} وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي {32} كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا {33} وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا {34} إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا {35} (الآيات 25-35 من سورة طه)
لا أطيل عليكم تقدم صاحبنا بطلب لعقد لقاء بين جميع معلمي التربية الإسلامية وعددهم أحد عشر معلماً (جميعهم ثيابهم قصيرة لا يلبسون العقال لحاهم طويلة) لأن من شروط أن تكون معلماً لمادة التربية الإسلامية في وزارة التربية والتعليم لدينا يجب أتكون وهابي العقيدة والعمل على بثها وتدريسها لعقول طلاب الدولة ،
سبحان الله ويجبرون من لا يدين بدينهم من السنة غير الوهابية بالعمل على عقيدة الوهابية وبحثاً وراء الراتب والمزايا الخاصة لمعلمي التربية الإسلامية عندنا عن باقي معلمي العلوم الأخرى ، ذكر في تقديم الطلب بأن له صديق شيعي يريد أن يتسنن ، (يا لها من فكرة) فتقرر عقد اللقاء في الصف الخاص بالطالبين أثناء الفسحة ، (من فرحتهم نسوا بأن يخبروا الإدارة بالموضوع) دار اللقاء بين جميع المعلمين يمثلهم كبيرهم والطالب الشيعي . المعلم : نشكر صديقك الذي استطاع أن يؤثر عليك وهداك الله إلى الطريق الصحيح (مسكين!!!) ش : قصدك العكس هو الصحيح المعلم : ماذا تقصد العكس هو الصحيح
ش : أقصد أنا الذي سوف أهديه إلى الطريق الصحيح إلا إذا دار النقاش بروية بعيد عن العصبية ، عندي عدة أسئلة إذا تمكنتم من الإجابة عليها بدون أي انفعالات سوف أعلن تسنني على الفور وإذا لم تتمكنوا صديقي سوف يعلن تشيعه . المعلم : (أخذته العزة بالنفس) يعني أنت أيها التلموذ الصغير (يريد أن يصغر كلمة تلميذ ، يريد أن يذمه فمدحه جاي تناقش) ش : (كتلموذ صخر حطه السيل من علي) نقاش بكل هدوء وروية
المعلم : (يضحك بغطرسة وغلظة في نفس الوقت) ش : يا أستاذ أنت ومعك عشرة من المعلمين وأنا ومعي الله وصديقي (وأشار إلى صاحبنا) المعلم : (يضرب الطالب) يعني نحن مشركون (الله أكبر) يكفرون الناس صباحاً ومساء بمرأى ومسمع من الجميع (وأكثرهم للحق كارهون) ش : (بكل شجاعة) بهدوء وروية يا حضرة المعلم الفاضل
يتدخل صاحبنا وينظم إلى صديقه ويقول لباقي المعلمين وكأنه يشكوهم سوء أدب كبيرهم : (عفواً نحن المشركون كان ينبغي عليه أن يقول أنا ومعي الله ثم صديقي) إذا لم تحاوروه وتجيبوا على أسئلته فأنا سوف أتشيع وهذا أكبر دليل على ضعف حجتكم في النقاش مع العقل والمنطق .
قال أحد المعلمين (لا يعتنق المذهب الوهابي لكن يعمل به مجبوراً) دعونا نحاوره . رد كبير المعلمين بكل تهكم تريد أن تنظم إليهم ، أما تدري بأن الحديث عن هذا الموضوع (سنة وشيعة) ممنوع في المدارس من قبل إدارة التربية والتعليم (سلاحهم التهديد والوعيد) المعلم خائفاً : لا وللي يرحم والديك يا بو فلان طلعني من السالفه (يعني أبعدني برا الموضوع) كبير المعلمين : إذا رح وناد المدير يا حلو
المعلم : أمرك سيدي اهتزت مشاعر صاحبنا السني من الأمر الذي حدث وقال في نفسه (لا أثر بعد عين) شعر بأن المذهب الوهابي مفروض بالقوة وجبروت السلطان ، قرر إتباع طريق أهل البيت عليهم السلام في حينه .
جاء المدير الذي رفع خطاب إلى إدارة التربية بهذا الأمر فتقرر وقف الطالبين فوراً من الدراسة إلى إنتهاء القضية . خرجا من المدرسة لا يعرفان إلى أين يتوجهان ، ولكنهما سعيدان فرحان بما حدث .. (أذان الظهر يرتفع) قررا الذهاب إلى المسجد (مسجد شيعي) وباختيار صاحبنا الشيعي ، لأداء صلاة الظهر والعصر لأول مرة في حياة صاحبنا السني .. وهكذا استبصر وصار شيعياً حقيقياً لا يقرأ إلا الكتب الشيعية ولا يشاهد إلا القنوات الشيعية وذلك ليشبع عقيدته الجديدة .
ولحسن حظ صاحبنا بأن والده يعمل في منطقة الرياض مما يجبره على الغياب عن منطقة الأحساء خمسة أيام في الأسبوع ، فانتهز فرصة بقاءه في المنزل لإقناع أمه والتأثير عليها وجاء يوم الأربعاء والأم على قناعة تامة بما يؤمن به ولدها ، وبدورها استطاعت التأثير على زوجها (كل شخص يقرر أن يدخل نقاش البحث عن الحقيقة بكل هدوء وروية بعيداً عن التأثيرات الجانبية لابد له في
( النهاية أن يتشيع) وهذا أمر طبيعي لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه (يد الله فوق أيديهم) تشيعت العائلة بسرعة البرق وصارت ألفة بينها وبين عائلة صاحبنا الشيعي تطورت وصار بينهم نسب من الجهتين حيث أن كل صديق تزوج أخت صديقه وعملا معاً في محل صغير لبيع الجولات .
يالله بلاش نحسدهم هَم وانزاح عن صدرهم (المدرسة والعمل ضمن بوتقة الدولة) وصارا مستقلين بحياتهم الجديدة السعيدة حماهم الله من شر الوهابيين .. قولوا معي آمين.
أسألكم الدعاء
بسبب الحوار الهادف كانت هدايتي الجزء الثالث والأخير