إلى العاملين في مجال الطب
لاشك أن الطب حقل أنساني جليل جداً حتى في نظر الدين والمتشرعة وروي أن(العلم علمان علم الأديان وعلم الأبدان)([1]) يعني أنه من العلوم المهمة فكما أن علم الأديان هوالعلم بالفقه والشريعة العادلة فان علم الأبدان يراد به علم الطب.أو قل فان الطب طبان طب النفوس وطب الابدان لأن المرض مرضان مرض النفوس ومرض الأجسام. فمرض النفوس يداويه الدين ومرض الأجسام يداويه الطب وكلاهما مهمةضرورية للبشرية.[2]وقد افتى الفقهاء حفظ الله الباقين وقدس أرواح الماضين بأن الطب من الصناعات الضرورية في المجتمع كسائر الصناعات وهو من الواجبات الكفائية التي يجبأن يتصدى البعض للقيام بالتعلم لهذه المهمة الضرورية.لذلك فان الجانب الأنساني أو قل جانب الرحمة والعطف هو المسيطر بالأساس على الطب فالمريض يشعر بحاجة الى الطبيب ويتوقع منه التعاون والإخلاص والإنسانية ويحمله على كل محمل جميل ويحسن الظن به غالباً لانه يعتقد بأن الشفاء على يده,فيجب أن يكون الطبيب من هذه الناحية على مستوى من المسؤولية وفي تجاوب كامل مع حسن الظن الذي أولاه المريض إياه فيبذل إخلاصه ورحمته للمريض ومعنى ذلك أنه يبذل أقصى مايستطيع من علم وعمل في سبيل انقاذه من مرضه,ولكن في بعض المواقف التي تتكرر دائماً أن لاينظر الطبيب الى مصلحة المريض وانما ينظر الى مصلحته الخاصة ولو على سبيل مصلحة المريض صحياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً أو غير ذلك,فيخون الطبيب المريض بهذا المعنى من حيث لايعلم المريض ولايلتفت فيكون مطابقاًللمثل القائل: لايخونك الأمين ولكن قد يؤتمن الخائن)([3]).وهناك ظاهرة خطيرة يغفل عنها أغلب العاملين في هذا المجال وهي ظاهرةالأختلاط بين الجنسين وكأن الدين والأحكام الشرعية لاتعنيهم ولاتشملهم فالطبيبات والممرضات سافرات وإن كانت إحداهن محجبة فهي متبرجة وكأنها داخلة الى حفل زفاف وهذا يحصل في مجتمعاتنا الاسلامية فضلا عن غيرها وتحدث الكثير من الأمور التي لامجال لذكرها واحصاءها وكأن الحجاب والحشمة والالتزام الديني يعرقل عملهم الطبي ومعالجتهم للمرضى.ولاننكر أن هناك أطباء وطبيبات ملتزمون في أحكامهم الشرعية ولكن الأعم الأغلب غير ملتزمين.أيها الأطباءأيتها الطبيبا تإن العلوم التي تتعلمونها من الخارج أو في داخل أوطانكم لاحاجة لها في استيراد وتعلم أمور التبرج وترك الحشمة فما أحلى وأجمل أن يكون الطبيب ملتزم في دينه والطبيبة أو الممرضة ملتزمة في دينها.! لأنه اذا لم تكن هناك رقابة حكومية فاعلموا أن هناك رقابة سماوية لاتغفل عنكم لحظة واحدة وأخيراً إن الشهادة العالية التي تحصلون عليها لاتعطيكم احتراماًفي أعين الناس بقدر ما تعطيكم الأخلاق الحسنة والتعامل الطيب مع الناس وأنتم انشاءالله تعالى سوف تأخذون هذه الملاحظة والموعظة بعين الأعتبار، والسلام عليكم
([1]) جامع السعادات: ج1 المحجة البيضاء ج1.
وقدورد في هذا الصدد عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصفه للنبي(ص) «كان طبيباًدوّاراً بطبه»[نهج البلاغة، وصف النبي(ص). يقصد بذلك طب النفوس والأرواح مع أن عقيدتنا بان النبي(ص) وأهل بيته المعصومين عليهم السلام هم أعلم البشرية بكل العلوم ومنها علم الطب.