عدد المساهمات : 12 نقاط : 36 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/11/2013
موضوع: حياة السيدة ( ام البنين ) عليها السلام السبت نوفمبر 16, 2013 1:51 am
نسب السيدة الجليلة اُم البنين:
هي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة الوحيد بن كلاب بن ربيعة العامري. أهلها من سادات العرب وأشرافها وزعمائها، وهم أبطال مشهورون، ويعرفنا التاريخ بأن آبائها من فرسان العرب في الجاهلية، ولهم الذكريات المجيدة في المغازي بالفروسية والبسالة مع الزعامة والسؤدد، حتى أذعن لهمالملوك، فإنّ من قومها أبا عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب جد تهامة والدة ام البنين، وهو الجد الثاني لام البنين يلقب بملاعب الأسنة لفروسيته وشجاعته. هذه المرأة النبيلة الصالحة ذات الفضل والعفة والصيانة والورع والديانة، كريمة قومها وعقيلة أسرتها، فهي تنتمي لأشرف القبائل العربية شرفاً وأجمعهم للمآثر الكريمة التي تفتخربها سادات العرب، فقد تزوج أميرُ المؤمنين امَ البنين فاطمة بعد وفاة الصديقة سيدة النساء (سلام الله عليها)، وأنجبت له أربعة بنين، هم: العباس المسمى بالسقاء ، ويسميه أهل النسب أبا القربة، وصاحب راية الامام الحسين عليه السلام ، وعبد الله وعثمان وجعفر، وقداستشهدوا جميعاً مع اخيهم الحسين عليه السلام في واقعة كربلاء يوم عاشوراء، ولا بقية لهم إلا من العباس.
رعايتها لسبطيّ النبي (ص) :-
قامت السيدة أم البنين برعاية سبطي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وريحانتيه وسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين (عليهما السلام)، وقد وجدا عندها من العطف والحنان ما عوّضهما من الخسارة الأليمة التي مُنيا بها بفقد أمّها سيدة نساء العالمين فقد توفّيت، وعمرها كعمر الزهور فقد ترك فقدها اللوعة والحزن في نفسيهما. لقد كانت السيدة أم البنين تكنّ في نفسها من المودّة والحبّ للحسن والحسين (عليهما السلام) ما لا تكّنه لأولادها اللذين كانوا ملء العين في كمالهم وآدابهم. لقد قدّمت أم البنين أبناء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، على أبنائها في الخدمة والرعاية، ولم يعرف التاريخ أن ضرّة تخلص لأبناء ضرّتها وتقدّمهم على أبنائها سوى هذه السيدة الزكية، فقد كانت ترى ذلك واجباً دينياً لأن الله أمر بمودّتهما في كتابه الكريم، وهما وديعة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وريحانتاه، وقد عرفت أم البنين ذلك فوفت بحقّهما وقامت بخدمتهما خير قيام.
دورها وأولادها في كربلاء:-
قال الإمام علي بن أبي عليه السلام مخاطباً أخاه عقيل ـ وكان نسابة عالماً بأخبار العرب وأنسابهم ـ: أبغني امرأة قدولدتها الفحول من العرب، لأتزوجها فتلد لي غلاماً أسداً، فقال له عقيل: أين أنت من فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية؟ فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها ولاأفرس ..
في قصة كربلاء وقضية عاشوراء التاريخية قدمت أم البنين (عليها السلام) إلى الله عزَّ وجل أولادها الأربع، حيث استشهدوا بين يدي أبي عبد الله الحسين (عليه السلام). أما هي بنفسها (سلام الله عليها) فلماذا لم تأت إلى كربلاء؟ لم يذكر التاريخ السبب في ذلك حسب التتبع الناقص فلعلها كانت مريضة كما حكي عن فاطمة الصغرى أو مشتغلة برعاية أولاد بنيها، أو غير ذلك مما علمه عند الله سبحانه. رزقت أم البنين من الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أربعة أولاد كلهم قتلوا في معركة الطف الخالدة بكربلاء، وقد أظهرت هذه المعركة بشكل واضح جلي إخلاص آل البيت الكريم وتضحيتهم في سبيل إعلاء كلمة الإسلام والحق، وتمسكهم في الدفاع عن المثل العليا والكرامة ضد الجبروت والطغيان. فضربوا بذلك مثلاً يقتدى به في التضحية ونكران الذات، وكان أبرز شجعان هذه المعركة أولادها الأربعة وهم: العباس وعبد الله وجعفر وعثمان . لقد كان هؤلاء الأبطال المثل الأعلى للناس آنذاك في النهوض والاستبسال والتحرر من ذل الخنوع والكسل والجهل. فمن يتبصر في سيرهم يقف إجلالاً لهم وإعظاماً لمقامهم الشامخ .
وفاتها:
توفيت (سلام الله عليها) في الثالث عشر من شهر جمادى الاخرة، ودفنت في ارض البقيع.
فسلام الله عليها ولدت ويوم ماتت صابرة محتسبة ويوم تبعث بين يدي ربها شاكية ظلامتها وظلامة اولادها الى بارئها.