اذن فما الدليل
كان في عصر الامام الصادق (عليه السلام) ثنوي يعتقد بإلهين اثنين إله الخير وإله الشرّ,
فدخل يوما على الامام الصادق (عليه السلام ) ليحاوره ويدافع عن عقيدته وإثبات صحة اعتقاده0
وكان من قول أبي عبد الله (عليه السلام ) للثنويّ : لا يخلو قولك أنهما اثنان :
1 : من أن يكونا قديمين قوييّن 0
2 : أو يكونا ضعيفين 0
3 : أو يكون أحدهما قوياً ولآخر ضعيفاً فإن كانا قويين فلم لا يدفع كل واحد منهما صاحبه , ويتفرد بالتدبير0
إن زعمت ان احدهما قوي والاخر ضعيف , ثبت أنه واحد كما نقول للعجز الظاهر في الثاني 0
لأن النظم المتقن في الوجود يدل على وجود حاكم قويّ واحد 0
وهذا ما نعتقده نحن 000
فإن قلت : انهما اثنان لم يخل من ان يكونا متفقين من كل جهة أو مفترقين من كل جهة , فلمّا رأينا الخلق منظماً . والفلك جارياً , والتدبير واحداً , والليل والنهار , والشمس والقمر , دل صحة الامرو التدبير وائتلاف الأمر , على أن المدبر واحد 0
ثم يلزمك إن ادعيت اثنين فرجة ما بينهما حتى يكونا اثنين , فصارت الفرجة ثالثاً بينهما قديماً معهما فيلزمك ثلاثة , فإن قلت ادّعيت ثلاثة لزمك ما قلت في الاثنين حتى تكون بينهم فرجة فيكونوا خمسة , ثم يتناهى في العدد الى ما لا نهاية له في الكثرة 0
قال هشام : فكان من سؤال الزنديق 0 بعد أن ايقن ببطلان الثنوية 0
أنه قال : فما الدليل عليه ؟
فقال أبو عبد الله (عليه السلام ) : وجود الا فاعيل دلّت على أن صانعاً صنعها الا ترى أنك أذا نظرت الى بناء مشيد مبنى , علمت ان له باتياً , وأن كنت لم تر الباني ولم تشهده ؟
قال: فما هو ؟
قال( عليه السلام ) : شيء بخلاف الاشياء . ارجع بقولي الى اثبات معنى , وأنه شيء بحقيقة الشيئية , غير أنه لا جسم , ولا صورة , ولا يُحَسّ ولا يُجَسّ , ولا يدرك بالحواس الخمس , لا تدركه الأوهام , ولا تنقصه الدهور , ولا تغيره الأزمان 0