الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمدوآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم.
ينبغي للمرءِ المؤمن أنْ يُجهدَ نفسَه في معرفةِ اُصول دينه , والإلمام بما يستطيعه من العقائد الحقّة في التوحيد الإلهيّ , والعدل الإلهيّ , والنبوّة الشريفة المُصطفاة , والإمامةِ المعصومة المنتخَبةِ المختارة من ربِّ العزّة , والمعادِ الذي يُثاب فيه المحسِنُ ويعاقَبُ فيه المسيء .
وإجمالاً , لا بدَّ أن نعلم أنَّ الإمامةَ أصلٌ مِن اُصول الدين لا يتمُّ الإيمان إلاّ بالاعتقاد بها , ويجبُ النظرُ فيها كما يجب النظرُ في التوحيدِ والنبوّة , وهي كالنبوّة ؛ من حيث إنَّها لطفٌ من الله تعالى , فلا بدَّ أن يكونَ في كلِّ عصرٍ إمامٌ هادٍ يخلفُ النبيّ في وظائفه , في هدايةِ البشرِ وإرشادِهم إلى ما فيه الصلاحُ والسعادةُ في النشأتين .
وهي لا تكون إلاّ بالنصّ من الله تعالى على لسان النبيّ , أو لسان الإمام الذي سبق(1) . قال تعالى : (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍٍ)(2) .
* أورد الحاكم النيسابوريّ في مستدرك الصحيحين بسنده عن عباد بن عبد الله الأسديّ , عن عليّ (عليه السّلام) (إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) , قال (عليه السّلام) :
ــــــــــــــــــ
(1) يُراجع في ذلك كتاب (عقائد الإماميّة) للشيخ محمد رضا المظفّر ـ الفصل الثالث ـ باب الإمامة / 65 , 66 .
(2) سورة الرعد / 7 .
الصفحة (20)
(( رسول الله (صلّى الله عليهِ وآلهِ) المُنذر , وأنا الهادي ))(1) .
* وروى ابن جرير الطبريّ عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت (إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) , وضع (صلّى الله عليهِ وآلهِ) يدَه على صدره فقال : (( أنا المنذر , وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ )) , وأومأ بيده إلى منكبِ عليٍّ (عليه السّلام) , فقال : (( أنتَ الهادي يا عليّ , بك يهتدي المهتدون بعدي ))(2) .
ولمزيد التعرّف واتّضاح هذه العقيدة الحقّة في الإمامةِ والإمام نقف عند جزءٍ من حديثٍ لمولانا الإمام عليِّ بنِ موسى الرضا (عليه السّلام) , حيث يقول فيه : (( إنَّ الإمامة هي منزلةُ الأنبياء , وإرثُ الأوصياء . إنَّ الإمامةَ خلافةُ الله , وخلافةُ الرسول (صلّى الله عليهِ وآلهِ) , ومَقامُ أمير المؤمنين (عليه السّلام) , وميراث الحسنِ والحسين (عليهما السّلام) .
إنَّ الإمامةَ زِمامُ الدين , ونظامُ المسلمين , وصلاحُ الدنيا , وعِزُّ المؤمنين .
إنَّ الإمامةَ اُسُّ الإسلامِ النامي , وفرعُه السامي ...
الإمامُ يُحِلُّ حلالَ الله , ويُحرّم حرامَ الله , ويُقيم حدودَ الله , ويَذُبُّ عن دينِ الله , ويدعو إلى سبيلِ ربِّه بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة , والحُجّةِ البالغة .
الإمامُ كالشمس الطالعةِ , المُجلِّلَةِ بنورها للعالم وهي في الاُفقِ , بحيثُ لا تنالُها الأيدي والأبصار .
الإمامُ البدرُ المنير , والسِّراجُ الزاهر , والنورُ
ــــــــــــــــــــ
(1) 3 / 129 , وقال الحاكم : هذا حديثٌ صحيح الإسناد .
(2) تفسير الطبريّ 13 / 72 , وقد أورد قريباً من هذا الخبر وهذا الحديث المتّقي الهنديّ في كنز العمّال 1 / 251 , و 6 / 157 , والهيثميّ في مجمع الزوائد 7 / 41 , والفخر الرازيّ في التفسير الكبير في ظلّ الآية الشريفة , والسيوطيّ في الدرّ المنثور , وغيرهم كالشبلنجيّ في نور الأبصار / 70 , والمناويّ في كنوز الحقائق / 42 , والطبرانيّ في الصغير والأوسط , وكلّهم من علماء السنّة .
الساطع , والنجمُ الهادي في غياهِبِ الدُّجى , وأجواز(1) البلدانِ والقفار , ولُججِ البحار .
الإمامُ الماءُ العذْبُ على الظَّماء , والدَّالُّ على الهدى , والمُنجي من الرَّدى .
الإمامُ النارُ على اليفاع(2) , الحارُّ لِمَنِ اصطلى به , والدليلُ في المهالك , مَنْ فارقَه فهالِك .
الإمامُ السَّحابُ الماطر , والغيث الهاطل(3) , والشمسُ المضيئة , والسماءُ الظليلة , والأرضُ البسيطة , والعينُ الغزيرة , والغديرُ والروضة .
الإمامُ الأنيسُ الرفيق , والولدُ الشفيق , والأخُ الشقيق , والاُمُّ البَرَّةُ بالولدِ الصغير , ومَفزعُ العِباد في الداهيةِ النآد(4) .
الإمامُ أمينُ الله في خلْقه , وحُجّتُه على عباده , وخليفتُه في بلاده , والداعي إلى الله , والذابُّ عن حُرُمِ الله .
الإمامُ المطّهَّرُ من الذنوب , والمبرّأُ عن العيوب , المخصوصُ بالعلم , الموسومُ بالحِلْم , نظامُ الدين , وعِزُّ المسلمين ... ))(5) .
ومصاديقُ هذه الصفاتِ الشريفة كثيرة , يجِدُها المتطلّعُ في الروايات المبيّنةِ لسيرة الأئمّةِ وأخلاقِهم (صلوات الله عليهم) ؛ فالتعرّفُ عليهم إذَن يقتضي التعرّفُ على حياتهم بما فيها خواصُّهم وآدابهم . يقول المولى الفيضُ الكاشانيّ (أعلا الله مَقامَه) : ... إذْ كان للإمام (عليه السّلام) أخلاقٌ شريفةٌ ربّانيّة لم يَشْرَكْه فيها سائر الخلْق , وصفاتٌ كريمةٌ موهبيّةٌ خصّه الله بها من دونهم للفرق , ولمَنْ عرفَه
ــــــــــــــــــــ
(1) جمع الجوز , وهو من كلّ شيء وسطه .
(2) اليفاع : ما ارتفع من الأرض .
(3) الهاطل : المطرُ المتتابع العظيم القطر .
(4) الداهية : الأمر العظيم . والنّآد : العظيمة .
(5) الكافي 1 / 154 , باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته .
بحقِّه وحقيقتِه , وشيّعه على طريقتِه .
أيضاً آدابٌ وعلامات وخواصٌّ بها امتاز عن سائرِ المؤمنين , واستحقَّ لأَنْ يُحشَرَ مع إمامِه في درجةِ النبيّين , فكان من الواجب على العبدِ بعد معرفةِ الله (عزَّ وجلَّ) وصفاتِه , ومعرفةِ نبيّه (صلّى الله عليهِ وآلهِ) وأخلاقِه أن يعرفَ إمامَ زمانه , وصفاتِه وأخلاقَه المختصّةَ به ؛ بأن يعلمَ مَقامَه ومرتبتَه عند الله , ويعرفَ شخصَه من بينِ الخلْق حتّى يتّبعَه , ويقتفيَ أثَرَه , ويُطيعَه في أوامرِه ونواهيه , ويصيرَ من شيعته(1) .
والواقف على أخلاق الأئمّةِ الأطهار عليهم أفضلُ الصلاةِ والسّلام يعرف السرَّ وراءَ تعلّق الناس بهم جيلاً بعد جيل ؛ لأنَّ الأخلاقَ الإلهيّةَ المرْضيّة تجلّتْ في شخوصهم بأجلى صورها , وأحمدِ حالاتها , وظهرتْ منهم بأطيبِ معانيها , وأدقِّ مطلوباتها ومقتضياتها ؛ ولأنَّ الأخلاق إحسانٌ للآخرين , وبيانٌ للحقِّّ والخيرِ والفضيلةِ , والنفسُ مجبولةٌ على حبِّ ذلك وبُغضِ خلافه .
* قال الإمام جعفر الصادق (سلامُ الله عليه) : (( طُبعتِ القلوبُ على حبِّ مَنْ أحسنَ إليها , وبُغضِ مَنْ أساءَ إليها ))(2) .
وفي روايةٍ اُخرى قال (عليه السّلام) : (( جُبلتِ القلوبُ على حبِّ مَنْ نفعَها , وبُغضِ مَنْ ضرّها ))(3) .
ومَنْ أنفعُ للخلْق مِن النبيِّ وآله (صلواتُ الله عليه وعليهم) وهمُ الهُداةُ أبوابُ الإيمان , وساسةُ العباد , ومصابيحُ الدجى , وكهفُ الورى , والدعاةُ إلى الله , والأدلاّءُ على مرضاةِ الله حتّى قال رسولُ الله (صلّى الله عليهِ وآلِهِ) في ظلِّ الآية الشريفة : (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ
ــــــــــــــــــ
(1) المحجّة البيضاء 4 / 173 .
(2) مَن لا يحضره الفقيه ـ للشيخ الصدوق 4 / 301 ح 913 .
(3) الكافي 8 / 152 ح 140 .
شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)(1) : (( أفضلُ والدَيكم وأحقُّهما بشكركم محمّدٌ وعليٌّ ))(2) .
وقال (صلّى الله عليهِ وآلِهِ) : (( أنا وعليُّ بنُ أبي طالب أبَوا هذه الاُمّة , ولَحقُّنا عليهم أعظمُ مِن حقِّ والديهم ؛ فإِنَّا نُنقذُهم ـ إنْ أطاعونا ـ من النار إلى دار القرار , ونُلحقُهم من العبوديّةِ بخيار الأحرار ))(3) .
وقالت فاطمةُ الزهراء (عليها السّلام) : (( أبَوَا هذه الاُمّة محمّدٌ وعليّ ؛ يُقيمانِ أودَهم(4) , ويُنقذانِهم من العذابِ الدائم إنْ أطاعوهما , ويُبيحانِهمُ النعيمَ الدائم إنْ وافقوهما ))(5) .
وقال عليُّ بنُ الحسينُ (عليهما السّلام) : (( إنْ كان الأبَوَانِ إنَّما عظُمَ حقُّهما على أولادِهما لإحسانهما إليهم , فإحسانُ محمّدٍ وعليٍّ (عليهما السّلام) إلى هذه الاُمّة أجلُّ وأعظم ؛ فهُما بأنْ يكونا أبويهم أحقّ ))(6) ؟!
ولم تكنْ أخلاقُ النبيِّ وأهلِ بيته (عليه وعليهم أفضلُ الصلاةِ والسّلام) إحساناً على مَن عاشروهم وتعاملوا معهم فحسب , بل إحسانٌ على الخلْق أجمع ؛ حيث كانت سبباً حُجّةً للتعريف بالإمامة , وهي من اُصول الدين , وبالإمامِ وهو عِزُّ المسلمين , وسبباً حُجّةً للتعريف بالدين , وما يريدُ الله تعالى منّا من الأخلاق الفاضلة والصفات الطيّبة .
وكانت أيضاً سبباً حُجّةً للتعلّقِ بهم (صلواتُ الله عليهم) , ولمحبّتهم وولايتهم , وفي ذلك سببُ الرجاء للنجاةِ بهم ؛ ذلك لأنَّ النبيَّ الأكرم (صلّى الله عليهِ وآلهِ) كان قد قال : (( مَن مات على
ــــــــــــــــــ
(1) سورة النساء / 36 .
(2) تفسير الإمام العسكريّ (عليه السّلام) .
(3) المصدر نفسه .
(4) الأود : العِوج .
(5) تفسير الإمام العسكريّ (عليه السّلام) .
(6) المصدر نفسه .
حبِّ آلِ محمّدٍ ماتَ شهيداً ))(1) .
ومن هنا نفهم معنى هذه الأحاديثِ الشريفة :
* قال رسولُ الله (صلّى الله عليهِ وآلِهِ) : (( ألاَ اُنبِّئكُم بخياركم ؟ )) .
قالوا : بلى يا رسولَ الله .
قال : (( أحاسنُكم أخلاقاً , الموطّئون أكنافاً , الذينَ يألفونَ ويُؤلفون ))(2) .
فالنبيُّ وآله (صلوات الله عليه وعليهم) إذَاً هم أحاسنُ الناس .
* وقال (صلّى الله عليهِ وآلِهِ) : (( حُسْنُ الخُلق يثبت المودّة ))(3) . وقد ثبتتْ مودّتُه ومودّتُهم (صلوات الله عليه وعليهم) في قلوب الناس هذه القرونَ المتطاولة وإلى ما يشاء الله , وحاشا أن تزول .
* وقال أميرُ المؤمنين (عليه السّلام) : (( حسنُ الخُلق رأسُ كلِّ بِرٍّ ))(4) .
وقال (سلام الله عليه) أيضاً : (( مَنْ حسُنتْ خليقتُه , طابتْ عِشْرتُه ))(5) .
وها نحن إلى يومنا هذا تطيبُ عشرتُنا معهم (سلامُ الله عليهم) ؛ حيث نُحسّ أنّهم يعيشون معنا ونعيش معهم ؛ فهم يهدوننا إلى صلاح دنيانا وآخرتنا وسعادتهِما , ونحن نتابعهم بالتصديق والتسليم , والطاعة والمحبّة في الدين , وعلى هذا نَدين .
قال الإمامُ الباقر (عليه السّلام) : (( وهلِ الدينُ إلاّ الحبّ ؟! إنَّ الله يقول : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ ))(6) .
ـــــــــــــــــــ
(1) تفسير الكشّاف ـ للزمخشريّ 4 / 220 , والتفسير الكبير ـ للفخر الرازيّ 27 / 165 .
(2) بحار الأنوار 71 / 396 , عن كتابَي الحسين بن سعيد ونوادره .
(3) تحف العقول عن آل الرسول (صلّى الله عليهِ وآلهِ) ـ للشيخ أبي محمّد الحسن بن عليّ بن الحسين بن شعبة الحرّانيّ , من أعلام القرن الرابع / 38 .
(4) غرر الحكم / 167 .
(5) اغرر الحكم / 273 .
(6) تفسير العيّاشيّ ـ في ظلّ الآية الشريفة 31 من سورة آل عمران .
* وجاء عن مولانا الإمام الصادق (سلام الله عليه) أنّه قال : (( إنَّ البِرَّ وحُسْنَ الخلُق يُعمّرانِ الديار , ويزيدانِ في الأعمار ))(1) .
وها هي ديارُ النبيّ وأهل بيته (صلواتُ الله وسلامُه عليه وعليهم) عامرةٌ أشرفَ عمران ؛ حيث تمتدُّ إليها الأيدي , وتهوي إليها القلوب , وتتلهّف لها الأنفسُ مِن أقاصي البلدان , وتحجّ إليها الأبدان .
وها هي أعمارُهم لا تنقضي , بل تزيد بحُسْنِ الذكْر , وقد جاء عن المصطفى الأعظم (صلّى الله عليهِ وآلهِ) قولُه : (( لا يزيدُ في العمر إلاّ البِرّ ))(2)
وقد كان وآلُه (صلواتُ الله عليه وعليهم) أبَرَّ الناس بالناس , وعرفنا أنَّ بِرَّهم فوق كلِّ برٍّ ؛ لأنّه الهدايةُ من الضَّلال , والتوفيقُ إلى مرضاة الله تبارك وتعالى .
جاء عن الإمام عليّ (عليه السّلام) أنّه قال : (( الذِّكْرُ الجميل أحدُ الحياتين . الذِّكْرُ الجميل أحدُ العُمرَين ))(3) .
وأخيراً , لأنّنا نرغبُ في السعادة , ونخشى الشقاء , فلا بدَّ لنا من التمسّكِ بأهل بيت العصمةِ والطهارة (عليهم السّلام) , ومنهم الإمام الحسين (سلامُ الله عليه) ؛ فهو مدارُ ما نرغب ونخشى .
* عن عبد الله بن عمر قال : قال رسولُ الله (صلّى الله عليهِ وآلِهِ) : (( بي اُنذرتُم , وبعليِّ بنِ أبي طالبٍ اهتديتُم . وقرأ : (إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) . وبالحسنِ اُعطيتُم الإحسان , وبالحسين تُسعدون , وبه تشقون . ألا إنَّ الحسينَ بابٌ من أبوابِ الجنّة , مَن عانده حرّمَ الله عليه ريحَ الجنّة ))(4) .
ـــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار 1 / 395 , عن كتابَي الحسين بن سعيد ونوادره .
(2) الدرّة الباهرة من الأصداف الطاهرة ـ للشيخ جمال الدين مكّي بن محمّد الجزّينيّ , الملقّب بـ(الشهيد الثاني) / 18 .
(3) غرر الحكم .
(4) البرهان في تفسير القرآن ـ للسيد هاشم البحراني 2 / 281 ح18 عن ابن شاذان .
فلكي نُسعدَ بالحسين (عليه السّلام) تعالوا نقف متأمّلين خاشعين أمامَ الأخلاقِ الحسينيّة , وتعالوا نمضِ مع الإمام الحسين (عليه السّلام) في أخلاقِه النبويّة .
_________________________________________________
المصدر : الأخلاق الحسينيّة
للمؤلف : (جعفر البيّاتي)