عدد المساهمات : 16 نقاط : 48 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/10/2013
موضوع: نحوية في قوله تعالى:.............. الجمعة نوفمبر 22, 2013 4:11 pm
تأملات نحوية في قوله تعالى: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ) [البقرة/17- 18] بعد التأمل في هذه الآية يتبين أنَّ لفظ(مَثَلُهُمْ) يراد منه الجمع، ولفظ (الَّذِي) مفرد، والقياس يقتضي أن يقال: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِين)، فلماذا خولف القياس هنا؟ كذلك قوله تعالى: (مَا حَوْلَهُ) الضمير يعود لفرد مذكر غائب، فكان القياس يقتضي أن يقال: (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِ)، فلماذا خولف القياس وقيل: (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ...)؟ وبعد مراجعة سبب نزول هذه الآية ظهر أنَّ بعض المفسرين قال: هذه الآية نزلت في اليهود الَّذين كانوا ينتظرون ظهور النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، فلما ظهر كفروا به ، فضرب الله لهم هذا المثل. و قيل: نزلت في المنافقين الَّذين أظهروا الإيمان و أبطنوا الكفر ، فاستفادوا مادياً من المسلمين و أمَّنُوا على أموالهم ، فلما ماتوا عادوا إلى الظلمة و بقوا في العذاب. فعلم أنَّ هذه الآية نزلت في جمع ، فكيف شبه الله المنافقين أو اليهود و هم جماعة بالذي استوقد نارا و هو واحد ؟ وبعد مراجعة أقوال العلماء والمفسرين يمكن إجمال أقوالهم فيما يلي: 1- قيل : مجيء (الذي) في معنى الجمع . أي استعملت صيغة المفرد للجمع استعمالاً مجازياً. ويرد عليه لو كان كذلك لقيل: ( اسْتَوْقَدَوا). 2- قيل :النون محذوفة من الذي،فأصله الذين ثم حذفت النون. ويرد عليه نفس الإيراد السابق. 3- قيل : أراد بالمستوقد الجنس لما في الذي من الإبهام إذ ليس يراد به تعريف واحد بعينه و على هذا يكون جواب « لما أضاءت ما حوله » محذوفا كأنه قال طفئت و الضمير في قوله « ذهب الله بنورهم » يعود إلى المنافقين 4- قيل : أن يكون الكلام على تقدير حذف مضاف كأنه قال: مثلهم كمثل إتباع الذي استوقد نارا ثم حذف المضاف و أقام المضاف إليه مقامه. 5- قيل : هذا تشبيه الحال بالحال ،فتقديره: حال هؤلاء المنافقين في جهلهم كحال المستوقد نارا . ولعلّ هذا والذي قبله أقرب الوجوه.