عدد المساهمات : 9 نقاط : 27 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/11/2013
موضوع: سقوط محسن من أهل السنّة هم!!!؟ الإثنين يناير 13, 2014 4:32 pm
يسجّل المؤرخون اسم محسن ضمن أبناء الإمام علي(عليه السلام)ويقولون عنه أنه مات صغيراً(1). فهو اسم موجود في التاريخ،لكن لم نسمع به أكثر من النطق باسمه،إذن لابدّ وأنّه مات يوم ولادته. وهذه أوّل ملاحظة يمكن تسجيلها هنا.أمّا كيف مات؟ولماذا لم نسمع به غير اسمه؟هنا دور الروايات التي تصف لنا كيفية إسقاطه،ومن الذي أسقطه.والذي ذكروا سقوط محسن من أهل السنّة هم: 1- ابن حجر العسقلاني: في ترجمته لأحمد بن محمّد بن السري:أنّ رجلاً كان يقرأ عليه:أنّ عمراً رفس فاطمة حتى أسقطت المحسن(2) . 2- عبد الكريم الشهرستاني: عن إبراهيم بن السيار أنّ
(1) ذكر ابن قتيبة في [المعارف]:وأما محسن بن علي فهلك وهو صغير(ص221). (2) ابن حجر العسقلاني[لسان الميزان](ج1/ص268).
عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين "المحسن"(1). 3- صلاح الصفدي: في ترجمته لابن سيار: أنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها(2). أما الشيعة فهم مجمعون على وجود هذا الابن للإمام علي(عليه السلام)لكن ما الذي كان مصيره؟؟ هنا علينا أن نقتفي الآثار الموجود لدينا. أولاً- إشارات الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): 1- الصدوق:<<وإنّي لما رأيتها ذكرتُ ما يُصنع بها بعدي،وكأني بها،وقد دخل الذُّل بيتها وغصب حقها وكُسر جنبها وأسقط جنينها وهي تنادي يا محمد فلا تُجاب وتستغيث فلا تُغاث>>(3) .
2- الديلمي في [إرشاد القلوب]: <<كأني بها،وقد دخل الذُّل بيتها وغصب حقها وكُسر جنبها وأسقط جنينها وهي تنادي يا محمد فلا تُجاب وتستغيث فلا تُغاث>>(1) . ثانياً محسن في يوم القيامة: أورد علماء الشيعة عداً من الروايات التي تنصّ على مظلومية "محسن"الذي أُسقط وهو جنين،وفيما يلي نذكر بعض هذه الروايات: 1- القمي:<<عن سليمان الديلمي،عن أبي بصير،عن أبي عبد الله(عليه السلام):إذا كان يوم القيامة يُدعى الأنبياء والأوصياء، ثمّ يُدعى بفاطمة (عليها سلام) ونسائها من ذرّيتها وشيعتها فيدخلون الجنة بغير حساب،
(1) الديلمي[إرشاد القلوب](ج2/256).
ثمّ يُنادي منادٍ من بُطْنانِ العرش من قبل ربِّ العزة والأفق الأعلى:نِعْمَ الأبُ أبوك يا محمد وهو إبراهيم،ونعم الأخ أخوك وهو علي بن أبي طالب،ونعم السبطان سبطاكَ وهما الحسن والحسين،ونعم الجنين جنينك وهو محسن،ونعم الأئمة الراشدون ذرّيّتك وهم فلان وفلان،ونعم الشيعة شيعتك>>(1). 2-المفضل بن عمر: قال له الصادق(عليه السلام)عن مظلومية محسن: <<ويأتي محسن مخضّباً محمولاً تحمله خديجة بنت خويلد وفاطمة ابنة أسد أم أمير المؤمنين(عليه السلام)وهما جدّتاه،وأم هانيء وجمانة عمّتاه ابنتا أبي طالب، وأسماء ابنة عميس الخثعمية صارخات، أيديهن على خدودهن،نواصيهن منشّرة، والملائكة تسترهن بأجنحتهنّ،وفاطمة أمه (1) القمي[التفسير](ج1/ص156).
تبكي وتصيح وتقول:{هذا يَوْمُكُمُ اَّلذِي كُنْتُمْ تُوعَدُون}(1) وجبرائيل يصيح- يعني محسناً- ويقول:إنّي مظلومٌ فانتصر،فيأخذ رسول الله محسناً على أيديه رافعاً له إلى السماء وهو يقول:<<إلهي وسيدي صبرنا في الدنيا احتساباً،وهذا اليوم الذي تجد كلُّ نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوءٍ تودُّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً>>(2). ثالثاً- محسن في روايات الأئمة (ع): هناك الكثير من الروايات التي ورد فيها اسم محسن نختصرها بهاتين الرواتين التي جاءت: 1- الكليني: عن أحمد بن محمد،عن القاسم، عن جدّه،عن أبي عبد الله،عن آبائه(عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين(عليه السلام): إنّ
أسقاطكم إذا لقوكم يوم القيامة ولم تسمّوهم يقول السقط لأبيه:ألا سمّيتني،وقد سمّى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)محسناً قبل أن يولد>>(1). 2- المفضل بن عمر:قلت للإمام الصادق (عليه السلام):يا مولاي ما في الدموع من ثواب؟ قال:ما لا يُحصى إذا كان من محقّ. فبكى المفضل بكاءً طويلاً وهو يقول:يا ابن رسول الله إن يومكم في القصاص لأعظم من يوم محنتكم،فقال له الصادق(عليه السلام):ولا كيوم محنتنا بكربلاء وإن كان يوم السقيفة وإحراق النار على باب أمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة وزينب
(1) الكليني[الكافي](ج6/ص18-ح21).
وأم كلثوم وفضة وقتل محسن بالرفسة أعظم وأدهى وأمرّ،لأنه أصل يوم العذاب>>(1). رابعاً- ماذا حدث للمحسن وكيف حديث الفاجعة: 1- نسمع الزهراء(سلام الله عليها)،وهي تروي لنا ما حدث لها ولمحسنها،فقد أورد المجلسي في[البحار]عن المفضل عن الإمام الصادق(عليه السلام)قول الزهراء(ع): <<فجمعوا الحطب الجزل على بابنا،وأتوا بالنار ليحرقوه ويحرقونا،فوقفتُ بعضادة الباب،وناشدتهم بالله وبأبي أن يكفوا عنّا وينصرنا،فأخذ عمر السوط من يد قنفذ مولى أبي بكر فضرب به عضدي،فالتوى السوط على عضدي حتى صار الدُّملج وركل الباب برجله فردّه عليّ وأنا حامل،فسقطتُ لوجهي والنارُ تسعر وتسفع وجهي،فضربني بيده (1) الميرجهاني[نوائب الدهور](ج3/ص157).
حتى انتثر قرطي من أذني،وجاءني المخاض فأسقطت محسناً قتيلاً بغير جرم>>(1). 2- المجلسي في[مرآة العقول]: <<فلمّا أخرجوه–عليّ(عليه السلام)- حالت فاطمة(عليها السلام)بين زوجها وبينهم عند باب البيت،فضربها قنفذ بالسوط على عضدها،فصار بعضدها مثل الدُّملج من ضرب قنفذ إياها ودفعها،فكسر ضلعاً من جنبها،وألقت جنينا من بطنها>>(2). وفي رواية أخرى: <<اشتدّ بها المخاض،ودخلت البيت فأسقطت سقطاً سمّاه علي محسناً>>(3). من كل ما تقدم يظهر لنا:
1- وجود ابن للإمام علي(عليه السلام)باسم محسن. 2- وأنّ هذا الابن قد توفي وهو صغير. 3- وأنّ موته كان بطريقة غير طبيعية. 4- وأنّ موته كان نتيجة الضربة التي تلقّتها السيدة فاطمة(سلام الله عليها)في بطنها في بعض الروايات وفي جنبها في روايات أخرى،وفي كليهما فالضربة من عمر. وأهمية الحديث عن محسن السقط يتجلّى في أنه الشاهد المادي على ما جرى على الزهراء(سلام الله عليها)،إذ كان باستطاعة المؤرّخين إخفاء الضربة التي وُجّهت للزهراء(سلام الله عليها)،لكنّهم لا يستطيعون إخفاء جثمان طفل صغير مات في أول يوم ولادته.