أما التربية الغيرملتزمة : فهي التربية التي يتلقاها الفرد من الشارع خلال النشاط اليومي الذي يؤديه(الشارع اثناء اللعب – المدرسة – الجامعة – العمل- الأصدقاء ...الخ) إن هذا النحو هوالأخطر على حياة الطفل لأن رقابة الأسرة تكون قليلة أو تكاد أن تكون معدومة بسببانشغال الوالدين في أعمال مختلفة وخروج الطفل خارج البيت, ونحن نعلم إن الشارع يحمل بين ثناياه الكثير منالأعمال المنكرة التي تتنافى مع الأخلاق السامية والدين ويكاد لا تكون زاوية منزواياه الكثيرة فارغة عن تلك الأمور وإذا أردنا أن نعددها نحتاج إلى الكثير منالوقت والجهد حتى نحصي تلك الأمور ولا تنحصر على وقت معين ولا مكان معين لأن الطفلفي الشارع يحمل ثقافة شاذة عن الذوق والعرف من خلال فقدان التربية التي اشرناأليها آنفاً والرقابة من الأسرة داخل وخارج البيت والبيئة التي يعيش فيها وأصدقاءالسوء وفقدان الدور التربوي للمدرسة والجامعة وضياع جانب الأمر بالمعروف والنهي عنالمنكر وازدواجية المعايير عند الكثير من المتصديين للجانب التربوي حيث تراه يأمربالمعروف وهو لا يعمله وينهى عن المنكر وهو متوغل به حد النخاع مما يترك انطباع سيئلدى المتلقي والأعلام المغرض الذي يحاول وبكل جهده أن يؤثر على سلوك أفراد المجتمعحتى يصل إلى غرضة الذي ينشده وغيرها الكثير الذي يعجز القلم عن ذكرها في هذهالعجالة لها تأثير كبير على سلوك الفرد والأسرة والمجتمع .أما أخطر الأمورالتي يتركها هذا الجانب هو حالة التناقضات التي يعيشها ذلك الفرد الخارج من أسرةمتدينة إلى مجتمع يكاد يكون متفق على أحقيت أتباع الباطل ومحاربة الحق في كل مفاصلالحياة الاجتماعية والاقتصادية والسلوكية والدينة وكأن النقل والعقل أمر بخلاف مايأمرون به حتى أنك ترى الحيرة في أكيس العقول . وبناءً على كل ماتقدم فإن أي نحو من هذه الأنحاء له تأثير مباشر في بناء شخصية الفرد وسوف تنعكسسلباَ أو إيجاباَ على سلوكه مع الأسرة وباقي أفراد المجتمع . إذا أردنا أن نؤدب آبائنا وفق وصية الرسولعلينا أن نهتم بكلا الجانبين حتى يتحقق المراد من تلك الوصية قال رسول الله (ص) أخرج البخاري و مسلم و الترمذي وابن مردويه عن ابنعمر قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإماميسأل عن الناس، والرجل يسأل عن أهله، والمرأة تسأل عن بيت زوجها، و العبد يسأل عن مالسيده .ومن كل ما تقدم كيفلنا أن نطبق الحديث المذكور آنفاً على الأسرة والمجتمع ؟ويمكن الإجابة على هذا السؤال على نحو السرعةعلينا أن نتعامل مع معطيات الحديث على مستوى البعدين بمسافة واحد من خلال وجودالنية الصادقة و العزيمة والقدرة والصبر عند الوالدين أولا والمربين ثانياً حتىيستطيعوا تعليم اولادهم السلوك الصحيح ومتابعة ذلك بعد خروج الأولاد إلى النحوالثاني من التربية وأفضل شيء يعمله الوالدين في تلك المرحلة جعل روابط الصداقةبينهم وبين أولادهم من خلال التنزل لمستوى فهمهم وتوجيههم بالحسنى والابتعاد عنالأسلوب القاسي والتنقيص من شخصيتهم لأن في ذلك دفع الولد للبحث عن اصدقاء غيرهميجدون الراحة والتنفيس وعندها تحدث الكارثة من خلال مرافقة أصدقاء السوء الذينيزينون لهم الأعمال السيئة ويقبحون لهم الأعمال الصحيحة , لذا يجب على الوالدين الالتفاتإلى هذا الجزء المهم في حياة أولادهم حتى يحافظوا عليهم من الانحراف ويوصلوهم إلىالطريق الصحيح من خلال الاستماع لهم ومناقشتهم وكأنهم أصدقاء يؤخذ منهم الصحيحبالشكل الذي يعطيهم الثقة بالنفس وتصحيح أخطائهم وبدون استصغار وحرج وتوبيخ وبذلكيطمان الولد إلى والديه بأنهم نعم الأصحاب الذين يستأنس بمجلسهم واصطحابهم فيمشاغلهم التي يريدون قضائها