عادل الاسدي مشرف
عدد المساهمات : 797 نقاط : 2351 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 05/05/2013
| موضوع: المظالم في الصراط وفوق جهنم الإثنين يونيو 24, 2013 7:23 am | |
| إذا لم يؤد المسلم حقوق الآخرين ثم لقي حتفه فانه سيتورط في عقبة المظالم يوم القيامة وفي طريق الصراط المستقيم . ولشرح ذلك لابد من مقدمة نعرض فيها بعض خصائص الصراط المستقيم . الصراط جسر فوق جهنم نقل عن النبي المصطفى محمد (صلى الله عليه واله وسلم )انه قال : عندما يكون يوم القيامة , يأتون بجهنم إلى صحراء المحشر ولجهنم ألف زمام ويحمل كل زمام ألف من الملائكة الغلاظ الشداد , وأثناء سحب جهنم ترتفع أسلاك هائلة تحيط بالخلق فترى الجميع يقولون : وانفساه , اللهم ارحم حالي , أنقذني ياارحم الراحمين , عدا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) حيث ينادي( ربي أمتي ) اللهم ارحم أمتي . ثم يأتون بجسر هائل يضعونه فوق جهنم حتى يعبر الناس والخلائق فوقه ويصلوا إلى جنة المعاد , وهذا الجسر الكبير هو الصراط . وهكذا فان طريق الجنة هو الصراط ولكنه طريق عجيب وغريب . يروي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قوله : طول الصراط ثلاثة ألاف سنه , إلف سنة للصعود وألف للنزول والألف الثالثة في الوسط وهي مليئة بالآفات والأفاعي والعقارب المخيفة , وان العبور على الصراط ليس على شاكلة واحدة , فكل يسير عليه حسب نور عقيدته وأعماله الصالحة , وكلٌ في طريق . ومن المعلوم إن الصراط مظلم مكفهر يوجد في سماء لاشمس ولاقمر ولا كواكب فيها , وليس هناك نور سوى جمال محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم , وفي يوم القيامة وعلى الصراط يرى الأفراد طريقهم بقدر ما في قلوبهم من نور حب محمد وال محمد ونور النبوة والولاية , وترى كل فرد يصحب معه مصباح عقيدته وأعماله مثل الصلاة والصوم , وهناك مصابيح ذكر الله ومصباح نور الإخلاص , وهكذا فالمؤمن يمكنه أن يرى أمامه وخلفه وعلى جانبيه بقدر ما تشع له مصابيح إعماله الخيرة , فتجد الإفراد يختلفون حسب اختلاف أعمالهم , فمنهم من يرى على بعد عشرات الفراسخ , ومنهم من يرى ما حوله وأخر لايرى إلا موضع قدمه ويروى أن احدهم لايحمل سوى مصباحا بحجم أبهامة ولا يرى شيئا فيسير متعثرا مرتبكا خائفا . وهناك أنوار تشع من اعظاء البدن فنور الوضوء يشع من الإطراف وأنوار الغسل والعبادة تشع من الجسم كله بشرط أن لايقف ظلام الذنوب حائلا أمام هذه الأنوار , والطريق ثلاثة ألاف سنة فكيف يمكن قطعه في الظلام ؟ اللهم ارحمنا يا الله . ثم إن جميع الموجودات في عالم الآخرة لها شعور وإحساس ومشاعر فللصراط إحساس وفهم وإدراك لذا فان أي شخص يضع قدمه على الصراط يشعر بالراحة والنعومة تحت قدميه إذا كان مؤمنا ملتزما ويتسع الصراط له , أما إذا شعر الصراط بان الكافر أو المذنب هو الذي وضع قدمه عليه فانه يبدأ بالضمور والحدة والاهتزاز . كما أن للصراط عقبات خطرة منها : العقبة الاولى : عقبة صلة الرحم وحفظ الأمانات فممكن للإنسان أن يجتاز المنزل الأول إذا كان حافظا للأمانات وواصلا لرحمه , أما إذا كان خائنا للأمانات فانه سيتورط في العقبة الأولى . العقبة الثانية : إقامة الصلاة. وفيها يتم الاستجواب عن الصلاة ومن كان تاركا لها فلن تصله شفاعة أهل البيت عليهم السلام . حيث ذكر عن الإمام الصادق عليه السلام حينما زار محتضرا وقد تجمع حوله أهل بيته فقال ـ عليه السلام ـ شفاعتنا نحن أهل البيت لاتصل حتى إلى من أقام صلاته بخفه . العقبة الثالثة : المظالم وأصحاب الحقوق فلا يجتاز هذه العقبة من كان بذمته حق لأخر , ويبقى الصراط مهتزا تحت قدمه حتى يسقط منه إلى النار وكما عرفنا فان جهنم لها إحساس وإدراك وفهم وحينما يسقط المذنب والعاصي والمسي فان نار جهنم تجذبه بشدة ولكن هناك قوة نسال الله أن يمن علينا بها جميعا تستطيع الإمساك بها , وهي الولاية إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فكل من وقع في النار لاينقذة سوى ولايته عليه السلام . وهناك رواية تقول إن الرسول (ص) وأمير المؤمنين عليه السلام واقفان على طرفي الصراط ويشفعان لأولئك الذين يستحقون الشفاعة. وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مخاطبا علي بن أبي طالب عليه السلام : ( ياعلي لايعبر احد من الصراط بدون عناء سوانا وعترتك الطاهرة ) نعم أنهم الأنوار الأربعة عشر الطاهرة التي تعبر على الصراط دون مشقة وعناء , وباقي الخلائق لابد لهم من التعثر والوقوع مرة أو أكثر . من هو ذلك الذي يقوم طوال عمره بواجباته مستقيما على صراط دينه دون خلل أو نقص أو سهو أو فقدان ؟ من هو الذي ينقضي يومه دون خطا أو زلل يُذكر ؟ من هو ذلك الذي لا يسهو ولا ينحرف لحظة عن عبوديته لله ؟ ... وروي أن الزهراء البتول عليها السلام وإثناء احتضار سيد الكائنات محمد بن عبد الله (صلى الله عليه واله وسلم) سألته : أبتاه أين ألقاك يوم القيامة ؟ فقال في الجنة . فقالت وإذا لم أجدك في الجنة . فقال عند حوض الكوثر . فقالت وإذا لم أجدك عند الحوض . فقال عند الميزان . فقالت وإذا لم أجدك عند الميزان . فقال تجديني عند الصراط واقفا أنادي رب العالمين : يارب سلم أمتي . فما على المؤمن إلا أن يعمل الإعمال الحسنه والخيرة الصالحة فإنها خير وسيله للشفاعة المحمدية . فالإنسان يكون على الصراط كما كان في الدنيا فان حركة عابري الصراط تشابه عبور الناس في الدنيا , فإذا كان الإنسان سريع التوجه لله في العسر واليسر , في الغنى والفقر وفي كل الأحوال , فانه لن يتأخر أبدا في عبور الصراط , وإذا كان يتوجه إلى الله في الشدائد ويتوجه أحيانا إلى مجالس المعصية فانه يوم القيامة أيضا يسير متعثرا فيقع تارة ويقوم أخرى , وإذا كانت معاصيه كثيرة وذنوبه أكثر فانه أن وقع لاسمح الله فلن تقوم له قائمة ومأواه جهنم وبئس المصير . ألان على كل فرد إن يسال نفسه ؟هل أدى حقوق الآخرين, هل أدى الأمانات ,هل عمل صالحا في هذه الدنيا الفانية.... هل نهى النفس عن المحرمات , ماذا هيا لذلك الطريق المخيف , فمهما حمل معه من أنوار فأنها قليلة , إنها الأنوار التي يجب أن يأخذها معه إلى القبر ؟ وإذا لم يكن كذلك عليه التوجه نحو الإعمال الصالحة وترك الموبقات والسيئات وخاصة أداء حقوق الآخرين والمظالم عسى الله أن يرحمه ويسهل عبوره على الصراط .
اسالكم الدعاء
| |
|