بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين
أن الله سبحانه وتعالى لم يحرم بعض الاشياء على الناس دفعة واحدة بل حرمها بالتدريج ومنها الخمر .حيث أنه قد علم بعلمه أن من الناس من سيخالف أوامره مرة بعد أخرى ؟؟؟؟.فأراد بذلك التسهيل عليهم وعدم إيقاعهم بالحرج لو حرم عليهم دفعة واحدة .وما ذلك الا لعلمه بضعف أيمانهم ودينهم...وإتباعهم لشهواتهم وهذا مثال على ذلك حيث
أن الله عز وجل أنزل في الخمر ثلاث آيات ، الأولى قوله تعالى :
( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس ) ( البقرة 219
فكان من المسلمين شارب وتارك إلى أن شرب رجل فدخل في الصلاة
فهجر ، فنزل قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ) ( النساء 43) ، فشربها بعد من شربها من المسلمين وتركها من تركها ، قال أهل الأخبار حتى شربها عمر بن الخطاب فأخذ بلحي بعير وشج به رأس عبد الرحمن بن عوف ثم قعد ينوح على قتلى بدر بشعر الأسود بن يعفر إذ يقول :
وكائن بالقليب قليب بدر من الفتيان والعرب الكرام -
أيوعدنا ابن كبشة أن سنحيا وكيف حياة أصداء وهام -
أيعجز أن يرد الموت عني وينشرني إذا بليت عظامي -
ألا من مبلغ الرحمن عني بأني تارك شهر الصيام -
فقل لله يمنعني شرابي وقل لله يمنعني طعامي -
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فخرج مغضبا يجر ردائه فرفع شيئا كان في يده فضربه به فقال : أعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله
فأنزل الله تعالى :
( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العدواة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون)(المائدة91 )
فيقول عمر إنتهينا إنتهينا
وسؤالي هنا :أما كان أحرى بعمر بن الخطاب أن ينتهي عن شرب الخمر من أول نهي..وخاصة أن الآية صرحت أن فيها اثم كبير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وإن كان لم ينتهي عند النزول الاول أما كان حريا به أن ينتهي عندما نزلت الآية الثانية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ونتسائل ايضا لمذا بكى(عند سكره )على قتلى بدر من الكفار ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ولمذا لم يبك على شهداء المسلمين الذين أستشهدوا في المعركة ؟؟؟؟؟؟؟ولمذا تغنى بشعر أعداء الاسلام ولم يتغنى بشعر من أشعار الشعراء المسلمين كحسان بن ثابت مثلا أم هناك سر ما ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ولو قال قائل ودافع مدافع وتأول متأول (كما هي عادة القوم لتبرير مخالفات الصحابة)بأنه كان يبكي شهداء بدر فنقول لو سلمنا بذلك فكيف له أن يتغنى بشعره بإنكار قدرة الله على إحيائه ؟؟؟؟ويتجرأعلى الله بترك العبادة ؟؟؟ويتحدى الله جل شأنه بأن يمنعه من الطعام والشراب (إن قدر الله على ذلك) (جل الله تعالى عن هذه الجرأة) ؟؟؟؟؟؟؟ومن هذا إبن كبشة الذي يخبره أن هناك حياة بعد موته(وهولايصدق بذلك) ؟؟؟؟وهل كلام أبن الخطاب الا إنكارا للمعاد ؟؟؟؟؟؟
مما حدى برسول الله عندما سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله )أن يخرج مغضبا وهو الحليم يجر بردائه ويرفع شيئا كان في يده ويضرب به هذا السكران المتجرأ على الله .وينزل الله بسبب هذه الحادثة التحريم الثالث ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟أترك الجواب لكم ,,,,ولمن يريد أن يدافع عن (خليفة المسلمين)لعله يستطيع الدفاع ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
-تجد هذه القضية في أغلب التفاسير السنية ولكن بعد التلاعب ببعض الالفاظ من أخفاء هذه الحادثة ولحفظ ماء وجه الخليفة
-وتجد هذه القضية بلفظها في الباب الرابع والسبعين المختص بتحريم الخمر من الجزء الثاني من كتاب المستطرف في كل فن مستظرف للإمام شهاب الدين الأبشيهي وهو من الكتب المنتشرة ، ونقلها جماعة من الأثبات عن ربيع الأبرار للزمخشري . وقد ألمع الإمام الرازي إلى شئ منها في تفسير قوله تعالى : ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ) من سورة المائدة ،
في ص 446 من الجزء الثالث من تفسيره الكبير إذ قال : روى أنه لما نزل قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ) قال عمر بن الخطاب : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا ، فلما نزلت هذه الآية : ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة
والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل منتهون ) . قال عمر :
انتهينا يا رب. الغدير للأميني ج 6 / 251 ، عن المستطرف ج 2 / 291 ، ربيع الأبرار للزمخشري
مخطوط ، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج 4 / 48 وغيرها .
ومن أراد مزيد اطلاع على هذا الموضوع فليراجع كتاب الغدير ج 6 /
251 فقد نقل شرب الخليفة في الجاهلية ولم ينته عن شربه إلا بعد نزول آية ( فهل أنتم منتهون ) التي في سورة المائدة ، والمائدة آخر سورة نزلت في القرآن
= تجدها في سائر التفاسير ، وقد أخرجه الإمام الواحدي في كتابه أسباب النزول
-ذكرت أن السبب في ذلك عمر عدة روايات :
راجع : مجمع البيان للطبرسي ج 2 / 280 ، تفسير الطبري ، الدر المنثور ،أبن كثير .................الى غيرها من التفاسيرالسنية