بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تبارك وتعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حينما نقرأ التاريخ الإسلامي وخصوصاً تاريخ عثمان بن عفان نجد ان هناك عدة مواقف خطيرة تجاه كبار الصحابة ,سواء كانت من قتلهم وإبعادهم وضربهم وعدم احترامهم!
منهم الصحابي الجليل عمار بن ياسر ؟ فمعلوم قربه من رسول الله وكيف كانت منزلته عنده ,ولكن هذا مرفوض عن عثمان بن عفان ,بحيث ضرب عمار ضرباً شدياً وراد قتله وخلصوه منه الحاضرين ؟.
فيروي احمد في مسند ه - (ج 1 / ص 417)
حدثنا عبد الصمد حدثنا القاسم يعني ابن الفضل حدثنا عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال دعا عثمان رضي الله عنه ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم عمار بن ياسر فقال إني سائلكم وإني أحب أن تصدقوني نشدتكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشا على سائر الناس ويؤثر بني هاشم على سائر قريش فسكت القوم فقال عثمان رضي الله عنه لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم فبعث إلى طلحة والزبير فقال عثمان رضي الله عنه ألا أحدثكما عنه يعني عمارا أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيدي نتمشى في البطحاء حتى أتى على أبيه وأمه وعليه يعذبون فقال أبو عمار يا رسول الله الدهر هكذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اصبر ثم قال اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت
وهذا إسناد قوي رجاله ثقات .
لكن مع الاسف الامانة العلمية عند احمد هنا مفقودة؟؟ وحاول التستر على مافعله عثمان بن عفان في عمار بن ياسر رضوان الله تعالى وبتر الحديث لكي يستر حال عثمان وفعله الشنيع بعمار ..واليك نفس الحديث كاملاً كما يرويه ابن شبة في تاريخه
تاريخ المدينة - (ج 3 / ص 1098)
حدثنا القاسم بن الفضيل قال، حدثني عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد قال: دعا عثمان رضي الله عنه ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم عمار فقال: إني سائلكم، أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشا على سائر الناس ويؤثر بني هاشم على سائر قريش ؟ فسكت القوم، فقال: لو أن مفاتيح الجنة في يدي لاعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم، والله لاعطينهم ولاستعملنهم على رغم أنف من رغم. فقال عمار: على رغم أنفي ؟ قال: على رغم أنفك. قال: وأنف أبي بكر وعمر ؟ فغضب عثمان رضي الله عنه فوثب إليه فوطئه وطأ شديدا، فأجفله الناس عنه، ثم بعث إلى بني أمية فقال: أيا أخابث خلق الله أغضبتموني على هذا الرجل حتى أراني قد أهلكته وهلكت. فبعث إلى طلحة والزبير فقال: ما كان نوالي إذ قال لي ما قال إلا إن أقول له مثل ما قال، وما كان لي على قسره من سبيل، اذهبا إلى هذا الرجل فخيراه بين ثلاث، بين أن يقتص أو يأخذ أرشا أو يعفو. فقال: والله لا أقبل منها واحدة حتى ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشكوه إليه؟؟. فأتوا عثمان. فقال: سأحدثكم عنه، كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيدي بالبطحاء فأتى على أبيه وأمه وعليه وهم يعذبون، فقال أبوه: يا رسول الله أكل الدهر هكذا ؟ قال: قال: اصبر ياسر: اللهم اغفر لآل ياسر، وقد فعلت.
أقول من يقرأ الحديث الثاني يجد بكل وضوح عدم احترام عثمان لكبار الصحابة وكيف ضرب عمار ضرباً شديداً وهذا مخالف للقران الكريم والسنة النبوية . بل مخالف عند علماء اهل السنة في خصوص وجوب احترام جميع الصحابة عندهم وتكفير من يتسبب بأذيتهم وسبهم فضلا عن ضربهم ؟.
ثانياً وضوح استبداد عثمان في تقديم بني امية الذين ذمهم القران الكريم وذمهم رسول الله صلى الله عليه واله في كثير من الروايات المعتبرة عند الفريقين .وهذا من اهم أسباب زوال حكم عثمان تقديم بني أمية على الجميع وأبعاده كبار الصحابة وتهميشهم بل وقتلهم كما في قضية أبي ذر الغفاري الى الربذة ؟.
ومن كان كذلك فليس باهل للخلافة التي هي انصاف المظلوم ورد الظالم كما عند اهل السنة والجماعة .