وبه تبارك وتعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وردت بعض الروايات الصحيحة عن طريق أهل السنة تقول ان من يتعمد الكذب على رسول الله (صلى الله عليه واله) فاليتبوأ مقعده من النار وهذا كلام في غاية الخطورة بالنسبة لمن صدر الكذب منه وهو قريب من رسول الله (صلى الله عليه واله) .
لان هناك بعض الصحابة وبعض المقربين من رسول الله نلاحظ انهم قد كذبوا على رسول الله (صلى الله عليه واله) في حياته وفي محضره؟
فهل ينطبق عليهم هذا الحديث ؟
بدليل مايرويه مسلم في صحيحة - إنَّ كذبًا عليَّ ليسَ كَكذبٍ على أحدٍ . فمن كذَبَ عليَّ متعمِّدًا فليتبوَّأ مقعدَه منَ النَّار . وعنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بمثلِه ولم يذكُرْ إنَّ كذبًا عليَّ ليسَ كَكذبٍ على أحدٍ .
الراوي: المغيرة بن شعبة المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم [المقدمة] - الصفحة أو الرقم: 4
خلاصة حكم المحدث: [أورده مسلم في مقدمة الصحيح]
ويروي الالباني حديث صحيح
إنَّ كَذِبًا عليَّ ليس ككذبٍ على أحدٍ ، فمن كذب عليَّ مُتعمِّدًا ، فلْيتبوَّأْ مقعدَه من النَّارِ
الراوي: سعيد بن زيد المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2142
خلاصة حكم المحدث: صحيح
بعد معرفة حكم من كذب على رسول الله متعمداً ناتي الى هذه الرويات التي تقول ان عائشة وحفصة قد كذبتا على رسول الله (صلى الله عليه واله )
فيروي البخاري في صحيحة هذه الرواية
عن قالت عائشة انَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كان يَمْكُثُ عندَ زينبَ بنتِ جحشٍ ، ويشربُ عندَهَا عسَلا ، فتَوَاصَيْتُ أنا وحفصةُ ، أنَّ أيَّتُنَا دخلَ عليهَا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فَلْتَقُلْ : إنِّي أجِدُ فيكَ ريحَ مغَافِيرَ ، أكلتَ مغافيرَ ، فدخَلَ على إحداهُمَا فقالتْ له ذلكَ ، فقالَ : ( بلْ شربْتُ عسَلا عندَ زينبَ بنتِ جحْشٍ ، ولنْ أعودَ لهُ ) فنزلتْ : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ - إلى - إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ لعائشةَ وحفصةَ : وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ . لقولِهِ : ( بلْ شربْتُ عسَلا ) .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5267
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
أقول: هل كان في رسول الله (صلى الله عليه واله) ريح المغافير التي تنفر المقابل واقعاً ؟ام ان عائشة وحفصة قد كذبتا على رسول الله (صلى الله عليه واله) ؟.
والواقع لم تكن ريح المغافير في فم رسول الله (صلى الله عليه واله) وإنما كان كاذباً من حفصة وعائشة ,والكذب صدر منهما ليس سهوا على رسول الله ,وإنما تعمداً وإصراراً وتامراً على رسول الله ؟
وتقدم بحسب الرواية حكم من تعمد الكذب على رسول الله .
بل ليس فقط الكذب المتعمد على رسول الله في هذه الروايات وإنما أغضبتا رسول الله (صلى الله عليه واله) ومعلوم ان المعصوم لا يغضب الى لله ويغضب الله لغضبه .
والحكم لكم