لابد لنا في البداية أن نعرف مامعنى التفسير الموضوعي للقرآن وهل هناك تفسير آخر ؟
نعم هناك نوعان من التفسير أحدهما التفسير التجزيئي وهو يقوم بتفسير القرآن الكريم آية آية حسب التسلسل الموجود وان المفسر يبدأ عمله من النص معتمداً على فهم مدلول اللفظ .
وثانيهما التفسير الموضوعي (التوحيدي) ويعتمد على طريقة عرض الموضوع وتناوله وجمع جزئياته في مكان واحد حسب ترتيب معين ، وبذلك يكون معتمدا على فهم المعنى للموضوع .
ومع ما لهذين التفسيرين من خصوصية إلا إن التفسير الموضوعي يستمد مادته الأولية من التفسير التجزيئي .
تبرز أهمية التفسير الموضوعي من انه يواكب واقع الحياة فهو متجدد ومعطاء بصورة مستمرة ... فالمفسر الموضوعي يبدأ عمله من واقع الحياة (العقائدية والاجتماعية والكونية) ثم يأخذ النص القرآني لاليتخذ من نفسه بالنسبة الى النص دور المستمع والمسجل فحسب (كما في التجزيئي) بل ليطرح بين يدي النص موضوعاً جاهزاً مستنداً الى عدد كبير من الأفكار والمواقف البشرية ، فهو يضع التجربة البشرية بين يدي القرآن ليحكم عليها بما يمكن لهذا المفسر أن يفهمه من خلال مجموع الآيات الشريفة ، فهو بهذه الطريقة يستنطق القرآن للكشف عن حقيقة من حقائق الحياة الكبرى فقد قال سيد الموحدين عليه السلام في الحديث عن القرآن ((النور المقتدى به , ذلك القرآن , فاستنطقوه , ولن ينطق , ولكن اخبركم عنه , ألا إن فيه علم ما يأتي , والحديث عن الماضي , ودواء دائكم , ونظم ما بينكم ... )) نهج البلاغة , الخطبة (180) ، فهو بذلك يبدأ من الواقع وينتهي الى القرآن لذا يبقى التفسير الموضوعي هو الأوسع أفقاً والأكثر عطاءً وابداعاً باستمرار .
*** والحمد لله ربّ العالمين ***