عاشوراء إلهام قرآني

اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم بلغ مولانا الإمام الهادي المهدي القائم بأمرك وعلى ابائه الطاهرين عن جميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها سهولها وجبالها وبرها وبحرها وعني وعن والديّ من الصلوات زينة عرش الله ومداد كلماته وما احصاه علمك واحاط به كتابك.
برحمتكـ يا ارحم الراحمين
اللهم صل على محمد وال محمد


عاشوراء إلهام قرآني


بسم الله الرحمن الرحيم

((فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجراً عظيماً)) سورة النساء / 74




يُعتبر الجهاد في سبيل الله من الواجبات العينية على كل فرد في المجتمع ، فهو عبارة عن بذل المهجة و النفس في سبيل الله عزوجل .وللجهاد في سبيل الله عزوجل شروط منها القتال تحت راية الحق والإخلاص والثبات والوعي وعشق الشهادة . وهذا ما جسده اصحاب الإمام الحسين (ع) في واقعة الطف ، فقد وقفوا جميعهم تحت راية إمام زمانهم ، في مواجهة راية الضلال ، ولم يكن موقفهم من باب العاطفة فقط ، بل لمعرفتهم لإمام زمانهم ، فهم يعلمون من هو سيد الشهداء ومقامه السامي وما هو الخط الذي يمثله سيد الشهداء ، فاستجابوا لأمر القيادة الإلهية . ولبوا نداء سيد الشهداء (ع) في يوم العاشر من المحرم .



وفي ليلة العاشر من المحرم جمعهم سيد الشهداء واختبر نيتهم ، فمنهم من قال إني ودت لو اقتل ثم احرق ثم انشر ويُفعل بي ذلك سبعين مرة ما تركتك ومنهم من قال لا هنا لنا عيش بعدك ، فعلم منهم الصدق والوفاء والإخلاص في موقفهم ، ، وتميز اصحاب الإمام الحسين (ع) بعشقهم للشهادة في سبيل الله ، ومن لا يعلم بموقف حبيب بن مظاهر الأسدي حينما جلس في إحدى زوايا الكوفة واجهش بالبكاء ، فلما رآه امير المؤمنين (ع) ساله عن سبب بكائه واجابه حبيب : بإنك قد وعدتني بالشهادة ولم احصل عليها ، فرد عليه الإمام (ع) : لقد وعدتك بشهادة خير من الشهادة التي بين يدي وستكون بين يدي الإمام الحسين(ع) ، وفي يوم العاشر من المحرم اجتمع اصحاب الإمام الحسين (ع) في مواجهة جيش الضلال إستعداداً للتضحية وبذل النفس في سبيل الله واصبحوا يستأنسون بالمنية دون سيد الشهداء (ع) ،فلم يكونوا يشعرون بألم الحديد ، بل كانوا يشعرون بالذة في الحصول على الشهادة و كأن قلوبهم قد كُشفت لها الغضاء فلم يروا امامهم سوى الشهادة في سبيل الله وبرزو إلى مضاجعهم وهم على بصيرة على امرهم . وتركوا الدنيا وحُطامها الزائل وانتقلوا إلى جوار ربهم .



وعندما اصبح اصحاب الإمام الحسين (ع) شهداء على الرمضان ، وقف الإمام الحسين (ع) وقال ((إني ما رأيت اصحاباً اوفى وابر من اصحابي )) واستحق اصحاب الإمام الحسين (ع) تلك الدرجة الرفيعة حيث لم يسبقهم سابق ولا يدركهم لاحق ، وبقت تلك الملحمة التاريخية إلى يومنا هذا وستظل خالدة إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها . و يمكن ان نتخذ من اصحاب الإمام الحسين (ع) قدوة لنا للتضحية في سبيل الله عزاوجل والتفاني في سبيل الله بكل إخلاص وثبات وامتثالاُ لنداء المعصوم عشقاً للشهادة في سبيل الله .