عدد المساهمات : 11 نقاط : 33 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/11/2013
موضوع: دراسات في التصوف ، في المعرفة السبت نوفمبر 16, 2013 1:43 am
دراسات في التصوف ، في المعرفة : غالبا مايفرق المولع بالمفاهيم وكلمة المفهوم بين المنهاج والمنهج و المنهجية. فالمنهاج كما جاء في الوحي يهتم بالأنسان وموضوعه السلوك الأنساني فهي معرفة مؤصلة مسنونة متصلة بالسلوك النبوي الكامل. أما المنهج فغايته تفسير ظواهر الكون وهويخص المادة لا غير. والمنهجية هي أسلوب أو طريقة تفسير الظواهر الكونية بحثا عن قوانينها وأسبابها و ربطها بمسبباتها. والمعرفة الصوفية ان صح التعبير معرفة دقيقة منظمة من بدء سلوك الفرد الى نهايته وهو المعرفة الحقة بالله تعالى ، وهي الثمرة المرجوة من هذا العلم. وعليه فكل من يعتقدأو يرى أن هذا العلم يتسم بالفوضى و تضارب الآراء فهمه عليل لا لشيء أنه لم يكتسب الخبرة و الميزان في الحكم على علوم القوم. ومصطلحاته لا تحتمل وجوها واحدا بل وجوه عدة و ذلك للإختلاف التجربة بين ولي و آخر ، واختلاف الزمان و المكان ، ورتبته وترتيبه في الشجرة النورانية ، ففهوم أمام أهل التصوف الجنيد البغذادي ليست كفهوم ابن عربي الأندلسي رحمه الله ، وفهوم عبد الله ياسين المرابطي المجاهد ليست كفهوم مولانا أحمد التيجاني رضي الله عنه ، ومن لم يضع العلم الشريف في موضعه الشخصي كتعبير لشخصية الفرد ، ثم كاستقبال لحقائق العلوم البرزخية ، لمدهوش حائر في ميزان القوم .لا يفقه ما يقرأ و لن يتقبل ما فيها من تجارب.
هناك مصطلحات تتشابه في المعنى عند أهل الله لكنها في المقصد و الترتيب غير ذالك: العلوم ، الأسرار ، الأنوار، المواهب ، الفتوحات ، الفيوضات، الحقائق ، الدقائق ، التجليات، المشاهدات، المكاشفات، المعارف ، الحضرات، المقامات، المنازل، الواردات. فهي مرتبطة بالفتح، وحقيقة الفتح ما بزغ من الغيب عند زوال الحجاب بعد أحتجابه ، وانفتح له فيه فهو فتح. وقد يعتقد البعض ان الفتح هو ما يرد على العقل في مدركه الحسي من الأفكار ، وما للنفس من أحاسيس ولواهج الهمس، وفي الروح من معاني الحب المرتبط بالأحساس المادي ، فالعقل غالبا ما يتجاوز مدركه الحسي العلمي بمجرد ما تتراكم معارفه فيصبح عاجزا عن تفسير ما يراه لقصور منهجه حيال ما يشهده من المتغيرات ، فيتجاوز كل ذالك في قطيعة مستكشفا آفاقا جديدا وفق ما يعرفه من وسائل متاحة جديدة. من هنا يتكلم أهل هذا العلم عن الصحة و البطلان ، و النسبي والمطلق. والمعرفة الصوفية أو الفقه الأحساني ليس هذا ، وذاك، بل هو سلوك نسبي بشري يتسم بالأجتهاد لكنه لايرى كل شيء في نسبية ضئيلة بل هناك مطلق: الأيمان بالله وملائكته ورسله و اليوم الآخر و القدر خيره وشره ، واليمان بكتب الله وما فيها من خير و بركة لايتغير ، والأعتقاد في الجناب المحمدي لا يعرف التبديل و التغيير ، ووجود السند التربوي و العلمي ، وأجتماعه في أهل الكمال ضرورة. وأن المربي يعالج ما يطرئ على السالك بالأذكار الشرعية أمر لا جدال فيه. ثم يلي بعد الفتح الفيض ، ومعناه أن العلوم تفيض في قلب العبد بعد زوال الرسوم عن مدركاته ، وهو شامل لجميع العلوم و الأسرار. لكن لا يمكن تسمية ما يرد على العقول من الأشراقات الفلسفية أو ما يكون حدسا و تخمينا فيض. بل نضع كل شيء بحسب الخطاب الذي يبلغه أهل الله لنا فالفيض نور يقذفه الله في القلب لترد عليه فيميز ما بين الفيض المرتبط بالنفس ومخيلاتها و العقل و نتائجه التخمينية وهذا يتساوى فيه الخلق جميعا. والسر ما يقذفه الله في قلب العبد من الفهوم ، فيعرف العبد ما يريده الله من تصاريف الأكوان، ولماذا وجد الكون جوهرا عرضا؟ ، وما يراد منه؟ ، ومن أي حضرة هو ؟. ومن الأسرار ما يريح العبد عن كليته و يخرجه من دائرة حسه ، و يغرقه في بحر حضرة الألوهية ، فيسمع هناك و يشهد ما لا طاقة للعقول في أدراكه و فهم غايته. وبذالك السر الذي اغرقه يدرك غايته ، شهودا و سمعا وأدراكا وذوقا ، وهذا من أعز الأسرار التي تفاض على العبد ، ومن الأسرار ما لايمكن تصوره و توهمه ، فضلا من أن تصل عليها العبارة أليه. والمعرفة ارتفاع الحجب عن غيوب حقائق الصفات و السماء ، لأن المعرفة مع الفتح متلازمان متغايران ، لأن حقيقة الفتح ارتفاع الحجب الحائلة بين العبد و بين مطالعة حقائق الصفات و السماء ، ومحق صور الأكوان عن علم العبد و أدراكه و حسه و فهمه و تعلقه ، حتى لا يبقى للغيرية و الغير وجود، كما يقول أهل الله : ( الا وجود الحق بالحق للحق في الحق عن الحق.). 1. في حقيقة المعرفة : تبرز المعرفة العيانية و يفيض على العبد بحر اليقين الكلي مع الصحو و البقاء ، واما ما كان قبل ذلك من مشاهد غيوب الأكوان و ظهورها للعبد فانه يسمى كشفا و لا يسمى فتحا و معرفة.
قد تكو ن المعرفة مفهوما سلبيا بالنسبة لم يقرا التصوف من باب المتعة الفكرية ، فيراه متجددا في التعاريف و المصطلحات ، وثريا في المواهب المتدفقة. فيراها في تسلسلها التاريخي تطورا وثراثا يستحق التقدير ، لكن عند أهل الله هذه المعرفة هي عين الجهل بأعتبارها قاطعا من قواطع الطريق لسببين: أ.ان التصوف حقا تصور و مصطلح تاريخي بالأساس ، وعليه فكل جدال حول اصوله في الكتاب و السنة مضيعة للوقت و تنكب في التفكير ، ففي كتاب الله نجد مصطلحا أعم و أشمل و أجمل وهو الربانية في انتسابها الى الله و الأتباع في دائرة ربانية النموذج النبوي الأكمل صلى الله عليه وسلم. ونتيجة لهذا فكل من يرد على القوم من باب الفكر و الترف الفكري محروم من أنوار الفيض المحمدي. ب. ان التصوف سلوك ، والسلوك يتطلب قبل كل شيء أسلاس للقياد و تسليم للنبع و وضوح في التصور و العلم أمام العمل. وكل علم يطلب للفقه و التدبر العمل و غير هذا مجرد تاثر بميزة اهل الله و هو الجذب منها ما يكون عقليا ومنها روحيا. وشتان بين الأمرين. 2.في نقد المعرفة بمفهومها السلبي : 3.في السلوك الطرقي و السلوك المحمدي: وهنا نقف على أمر مهم ، قد لا يتقبله البعض لقدسية ما يقرأ ، هل نحن مطالبون بأتباع نفس الأساليب المفرطة في الزهادة ، وكسر النفس و شهوتها ، وفي ترك المباحات و المندوحات و الأريحيات بدعوى الزهد و التجافي عن دار الغرور. نقرا في الروايات التربوية عن ولي رضي الله عنهم جميعا نظر خطا لفتاة في سطحها ، فمعاقبة لنفسه الأمارة بالسوء فقأ أحدى عينيه؟. فهل أن نظرت في زماني خطأ أو عن غير خطأ الى المنكر الذي يحيط بي أنا توجه نظري أفقأ عيناي ؟. الرواية صحيحة لا أشك فيها ، لكن الأحرى أن نضع سؤالا آخر : ما هو السلوك النبوي الأمثل اليس الأستغفار في سحر الليل عوض فقد البصر؟. أمر آخر غالبا ما يتوارث الأحفاد عن الأجداد اساليب تسيير الزوايا و المحاضن التربوية ، فأن جاء من يجدد في التسيير و يضع اسسا نبوية حقة تجديدية للتربية و التسليك في زماننا و صف بالتبديع وكأن الطريقة حق مقدس. السؤال الملح أحيانا : من احق بالأتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أم اساليب الطريقة وأن كان زماننا زمن الأذن العام في التربية لأنقراض زمن الخلوة بل نهايتها أن صح التعبير. فكيف نجدد التصوف باسهل الطرق ؟. للموضوع بقية و في القدر الكفاية ، فما كان من الصواب فمن الله ، وما كان خطأ فمن نفسي. نسأل الله العافية آمين