دراسات في التصوف، بين واجبات الشريعة و أوهام الحقيقة
كاتب الموضوع
رسالة
اسد الولايه
عدد المساهمات : 11 نقاط : 33 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/11/2013
موضوع: دراسات في التصوف، بين واجبات الشريعة و أوهام الحقيقة السبت نوفمبر 16, 2013 1:45 am
دراسات في التصوف، بين واجبات الشريعة و أوهام الحقيقة: لا زلنا في بحر من الأفكار تتزاحم في تدافع بين ماهو حق و ما هو باطل من ضرب الخيال. كيف اصدق حدثني قلبي عن جبريل عن ربي ، أم علمكم هذا أخذتموه ميتا عن ميت و علمنا هذا أخذناه من الحي الذي لا يموت.! كيف اصدق ما في الكشف من الحقائق الكونية الماضية و الحاضرة و المستقبلية ، وعقلي لم يسلم بين علم النفوس الطيبة من علوم أهل الأجرام في زماننا ؟. أم كيف استقبل ما في علوم القوم من معالجة لخبايا النفس ، وفكري ما زال يشوبه الشك في وجودي ، بل ووجود وجودي أي ميلادي الروحي بعد الميلاد من رحم أمي بعذ ظلمات ثلاث لا يعلمها الا الباعث الحي الذي لا يموت.!؟. وكيف اسلم لله و رسوله روحي لتعالج في حضن الولي المربي ، ومن يضمن لي عاقبة الصحبة أن كان من أصحاب العلم الجامد الخامل لا يحرك الجماد ، أو دعيا من أدعياء المعرفة ؟او ممن يتشدق بكلام الحقائق و قلبه ساه غافل من الله ، لا يرقص الا على أيقاع الموشحات الأندليسة ، ولا تجده الا الموائد و المواسم الصاخبة. كثر في زماننا الدجل تلازمه برامج خرق العادة في قناة discovery ، nationalge geographique ،و حتى بعض قنوات الخاصة بالتاريخ ، تغوص البرامج في الجدليات التاريخية ، و أحيانا اسطورية تتيه بعقل الباحث ، وتهزئ بأصحاب المعتقدات ، و تجعلهم في كفة متساوية مع عباد الطوطوم و الأنكا و الأزطيك و الهندوس ..... وأما ماتنظر ألغاز و أسرار كما يقوم القوم ، العقل العلمي المتبرج في عقلا نيته العار من أدنى تصور لمعنى النبوة ، يضع الطلاسم و الأسئلة حول سفينة نوح اين أختفت ؟ و عصا موسى التي كانت بحوزة المجنون هتلر هل هي الآن في يد أوباما أم و رثها عن الولي الذي كان يكلم ربه بوش وبها انتصر على الطالبان و القاعدة؟، ومسامير التي دقت في جسد المسيح بزعمهم الكاذب هل هي في يد مونسليني أم أختفت؟. بأزاء الأبحاث ملايير الدولارات ، وأجهزة ألكترونية تبحث ، وأقمار صناعية تتحرك تبحث عن أدنى حركة لدبيب النملة في جحرها هل تحركت أم نامت تسبح بحمد ربها ؟. و في حركة مما ثلة ، قال أحد الحمقى في قناة اسلامية مجيدة أن الوحي و صلصلة الجرس من تأليف الدولة الأموية ، وأن الأحاديث التي بصددها مغلوطة ، لأنها جمعت في العهد الأموي.!. وعليه فمراجعة هذه الأحاديث واجب وضروري ، ذلك أن العقل السليم بحسب هذا الباحث الأسلامي الألمعي التي تضرب بأسمه الأمثال في الآفاق ، لا يقبل هذه الحقائق ؟. ومنهم من بالغ في قدح التاريخ الأسلامي بغضه و سمينه ، وأعتبره تاريخا شخصانيا لا يعرف المؤسسات ، ومن ثم فكل البطولات المذكورة في الأحقاب المسلمة مجرد كرامات تنضاف لسلة الخرافات العتيدة. فما بالك بعلوم القوم ؟. ماهي الشريعة ؟. وما معنى الحقيقة ؟. سؤال فطري بديهي لمن يبحث عن الحق . وسؤال بليد لمن اعتاد ان يمر على المصطلحات و المفاهيم. الشريعة بحسب السلفي أقامة للحدود ، ودولة قوية صاحبة سيف لا تعرف في الله لومة لائم ، تضرب ضربة يد من حديد ، يدعو اليها قائم بالله في الفجر و تهزم دولة الشيطان في أمريكا في الثلث الأخير من الليل. وهي عند الشيعي مجرد دولة غائبة غابت منذ حادثة سقيفة ، حيث خطفت من يد أهل البيت و استولت عليها قريش ، ثم توارتثها بالسيف، وهي انتظار للأمام الغائب حتى يحضر فتحضر معه الشريعة.وكفى. وهي عند المفكر الحداثي مجموعة من الأفكار النقية الروحانية تنأى بضيائها عن نجس السياسة ، ومن ثم فالدين لله ، وكوكب الأرض للجميع. وعند رجل عادي في الشارع لقمة العيش ، والغنى المضمون حاشا لله أن يترك وليه فقيرا ، فالتدين ثمرته الدنيوية مرجوة سعة المال و الزوجة و الولد ، فأن غاب عنه هذا لعن الدين و انتقل الى غيره!. وهي عند صوفية الأرزاق موائد في المولد ، ورقص في الحضرة الليلية ، وتشدق بكلام القوم غير المفهوم، واسقاط للتكاليف ، فالشريعة غائبة عندهم كما هي مغيبة عند اهل الشيعة . وهي عند الغرب كما نعلم ثراث انساني يؤخذ منه و يرد. فهذه هي الشريعة في اطيافها المتعدد تموج في موجها كالبحر ، فكل أناء بما فيه ينضح !. فما هي الحقيقة ؟. الحقيقة تتغير عند أصحاب المنهج العلمي بتغير الظروف و الأحوال . وعند القلاسفة مجموعة من الأفكار تحيط بها غابة من الأسئلة لا تنتهي و لو ماتت جميع حيوانات الأدغال . وعند السلفي هيام و خيال و خرافات. وعند الصوفي ما ياتي عن الحق ، بمواهب و حقائق تعجز العقول عن أدراكه ، وتزداد حيرة كلما كانت مواهب الولي باهرة وفهومه زاخرة و عينه لا تنضب و مورده لا ينقطع . فهذه هي الحقيقة في مختلف مظاهرها وانواعها. فما هي الشريعة التي ننشدها ، وما الحقيقة التي نبحث عنها ؟. يقول السيد عبدالسلام ياسين في كتاب الأحسان ،فقرة سياج علم الشريعة ما يلي ص 18 ، الجزء الثاني :- إن المتقدسين بالعزلة عن دنس الدنيا، المتنزهين عن مخالطة الغافلين، الذاكرين الله كثيرا في الخلوات، كانوا عرضة للخطإ والزيغ من جهات لا يتعرض لها عامة الناس. كانت لهم أذواق تلْطُف أن يُلِمّ بها الخيال، أو يحوم حول حماها كثيف المقال. والأذواق والكشف تخطئ كما يخطئ الرأي، بل يجد الشيطان والهوى منهما مدخلا ليستحوذا على هواجس النفس ويكدرا خواطر القلب. لذا كان مُعوَّل أئمة الصوفية على سياج الشريعة يحوطون به تلامذتهم، ويذكِّرون ويبصِّرون. إذ لا عاصم من الزيغ العامد والخطإ غير الراشد إلا معيار التقوى وتعليم الهدى. وما زال أئمة التربية يوصون بحفظ الشرع والوقوف عند الأمر والنهي تلامذتهم المُقدمين على خوض لُجّة الرياضات وسلوك فجاج الخلوات. كان أبو سعيد الخراز يقول: "كل باطن يخالفه ظاهر فهو باطل". ويقول الإمام الجنيد: "علمنا هذا مشتبك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم". ويقول: "سمعت أبا سليمان الداراني يقول :ربما تقع في نفسي النكتَةُ من نُكتِ القوم (يعني الذوق من أذواقهم) أياماً، فلا أقبل منها إلا بشاهدين عدلين: الكتابِ والسنةِ". ويقول أبو يزيد البسطامي: "لو نظرتم إلى رجل أُعطِيَ من الكرامات حتى يرتفع في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود". ويقول سري السقَطِيُّ: "من ادعى باطن علم ينقض ظاهر حكم فهو غالط". ويقول أبو بكر الشفاف: "من ضيع حدود الأمر والنهي في الظاهر حرم مشاهدة القلب في الباطن". ويقول الجريري: "أمْرُنا هذا مجموع كله على فضل واحد، وهو أن تلزم قلبك المراقبة ويكون العلم على ظاهرك قائما". ويقول أبو جعفر: "من لم يَزِن أقواله وأفعاله وأحواله بالكتاب والسنة ولم يتهم خاطره فلا تعُدَّه في ديوان الرِّجال". قال الشيخ أبو الفرج عبد الرحمان بن الجوزي في كتابه "تلبيس إبليس". بعد أن سرد مقالات الأئمة هذه: "وإذ قد ثبت هذا من أقوال شيوخهم، وقعت من بعض أشياخهم غلطات لبعدهم عن العلم. فإن كان ذلك صحيحا عنهم توجه الرد عليهم، إذ لا محاباة في الحق، وإن لم يصِحَّ عنهم حذرنا من مثل هذا القول، وذلك (هو) المذهب من أي شخص صدر". ابن الجوزي رحمه الله في كتابه نموذج للعلماء القائمين على الحدود، الحافظين لسياج الشريعة أن يُخْترق، الذابّين عن حرمتها أن تنتهك. لذا فهو يندِّدُ بما نقل من خطإ وعيب نُسب إلى شخص، ويحذر مما لم يقع مخافة أن يقع. فذلك مذهبه في سد الذرائع. إذا أضفنا إلى هذا أنه كتب كتابه ليؤدي أمانة العلم كما قال بِتِبْيانِ غلط كل الغالطين، وأنه خصص لثلب الصوفية مائتين وثمانية وأربعين صفحة بينما لم يذكر الأمراء والسلاطين وتلبيس إبليس عليهم إلا في ثلاث صفحات ظهر التحامُل، ومالت كِفة الميزان عن استقامة العدل. الله وحده يعلم ما آل إليه أمر العلامة ابن الجوزي في آخر حياته، وقد تآمر عليه ابن له عاقٌّ فسُجن وهو في الثمانين من عمره في بيت وحده مدة خمس سنوات. الله أعلم متى كتب مثالب الصوفية وهل رجع وهو في محنته النهائية عن قوله في المكاشفة: "كلام فارغ".، وقد كان له ابن آخر غير العاق قدمه لشيخ صوفي ألبسه الخرقة ورباه. ويا ليت المتحاملين على الصوفية من قراء ابن الجوزي السطحيين ينقادون للحق، ويعرضون أفعال الصوفية، بعد أن يخالطوهم ويتثبّثوا من صحة المعطيات، على الكتاب والسنة بدل أن يقلدوا منهجية الشك والحكم على ما صح عن بعضهم وما لم يصح كما أعلن ذلك ابن الجوزي نفسه. على أن ابن الجوزي رحمهُ الله، مع تطرفه، لم يكن من المكفرين المُغْلَقين. فإنه يقول: "وقد يكون الرجل من الأولياء وأهل الجنة وله غلطات، فلا تمنع منزلته من بيان زَلَلِه"ويا ليت لقراء ابن تيمية الحاملين لواء التبديع والتكفير عُشر ما عند الرجل من معرفة بأحوال الصوفية إن لم يكن لهم عشر ما كان معه من العلم والاطلاع. إذن لكان حُكمهم أقرب إلى التواضع. ابن الجوزي رحمه الله كان يتكلم من خارج حوزة التصوف، ويذُب عن حِمى الشريعة في حركة واحدة ما هو خطأ وعيب بالفعل، وما هو خطأ وعيب محتمل، وما هو صحيح وما لم يصح أما شيخ الإسلام ابن تيمية فكان أوسع أفقا وأكثر تثبثا وأدق معرفة بموضوعه. وما جاء من شذوذ ومبالغات وخطإ في أحكامه على بعض الصوفية فمردُّه إلى قصور ما كان له معهم من "القدر المشترك". ذلك القدر الذي لا يعترف به ابن الجوزي ولا يُقرُّه وإن كان يفرض فرضا أن من الصوفية من قد يكون وليا من أهل الجنة. أئمة القوم أحق أن يُسْمع لشهادتهم. فهم كانوا ينظرون إلى المشْهَد من داخل بحكم كونهم من أهل مكة الذين هم أدرى بشعابها. ثم هم كانوا ينطقون بلسان الشرع لأنهم كانوا من علماء الشرع الراسخين، ولأنهم قبل كل شيء يعلمون أن ما بلغوه من مقامات القرب عند الله ما كان لتفتَح لهم أبوابهُ إلا بالاتباع للسنة المصطفوية، على حبيبنا محمد أفضل الصلاة والسلاملذا فوصاياهم إلى مريديهم رائدها العلم الظاهر، وروحها اليقين العملي "التجريبـي" بأن الطريق مغْلقة بلا رَجْعة ولا شفاعة في وجه من يبتغيها عوجا عن استقامة الكتاب والسنة. قال الإمام الرفاعي لمريد مُعجَب بشطحات الصوفية، يزجره إلى الشرع وأئمته: أي سادة! تقولون: قال الحرث! قال أبو يزيد! قال الحلاج! ما كان الحال قبل هذه الكلمات؟! قولوا: قال الشافعي، قال مالك، قال أحمد، قال نعمان. صححوا المعاملات البَيْنِيَّة، وبعدها تفكهوا بالمقالات الزائدة. قال الحرث وأبو يزيد لا ينقص ولا يزيد! وقال الشافعي ومالك أنجح الطرق وأقرب المسالك. صححوا دعائم الشريعة بالعلم والعمل وبعدها ارفعوا الهمة للغوامض من أحكام العلم وحكم العمل. مجلس علم أفضل من عبادة سبعين سنة. (أي من العبادات الزائدة عن المفروضات التي يتعبد فيها الرجل بغير علم.(هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ )،سورة الزمر، الآية: هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ).سورة الرعد، الآية. أشياخ الطريقة وفرسان ميادين الحقيقة يقولون لكم: خذوا بأذيال العلماء. لا أقول لكم: تفلسفوا، ولكن أقول لكم : تفقهوا. من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" كان الإمام أبو الحسن الشاذلي، شيخ مشايخنا رحمه الله لا يقبل مريدا في دائرته حتى يعقد له مجلسا يناظر فيه العلماء. ومن تعظيم الإمام الرفاعي للعلماء قوله: "أي سادة! عظموا شأن الفقهاء والعلماء كتعظيمكم شأن الأولياء والعرفاء. فإن الطريق واحد. وهؤلاء وُرّاث ظاهر الشريعة وحَمَلَة أحكامها الذين يعلّمونها الناس، وبها يصل الواصلون إلى الله، إذ لا فائدة بالسعي والعمل على الطريق المغاير للشرع. ولو عبد الله العابد خمسمائة عام بطريقة غير شرعية فعبادته راجعة إليه، وَوِزْرُه عليه، ولا يقيم الله له يوم القيامة وزنا. وركعتان من فقيه في دينه أفضلُ عند الله من ألفي ركعة من فقير جاهل في دينه. فإياكم وإهمالَ حقوق العلماء! وعليكم بحسن الظن فيهم جميعا. وأما أهل التقوى منهم، العاملون بما علمهم الله، فهم الأولياء على الحقيقة. فلتكن حُرمتهم عندكم محفوظة". إنه معيارٌ لا يخطئ في معرفة الصادقين وتمييز أهل الزَّغْل والتخليط: التمسكُ بظاهر الشريعة كما يتمسك الغريق بخشبة النجاة. فإن طريق السلوك وعقباته مزروعة بأنواع الابتلاء من نوع الفتن الظاهرة، التي يعاينها الخاص والعام، ومن نوع الفتن الباطنة. فإن كان تمسك المومن من العامة بالشريعة واجبا مرة، فهو في حق السالك مؤكد مرتين. وما هَلك من هلَك في هذه الطريق، ونقص من نقص، وهام من هام في أودية الأوهام إلا بحل عقدة الاعتصام بالعلم الموحى به. قال ابن عطاء الله رحمه الله: "ما حرموا الوصول إلا بتضييعهم الأصول". وقال الإمام عبد القادر قدس الله سره: "عليكم بالإيمان، ثم بالإيقان، ثم بالفَناء والوجود بالله عز وجل لا بك ولا بغيرك. مع حفظ الحدود، مع إرضاء الرسول صلى الله عليه وسلم، مع إرضاء المتلوِّ المسموع المقروء. لا كرامة لمن يقول غير هذا! هذا الذي في المصحف والألواح كلامُ الله عز وجل، طرفٌ بيده وطرف بأيدينا. عليك بالله عز وجل، والانقطاع إليه والتعلق به، فإنه يكفيك مؤونَة الدنيا والآخرة، ويحفظك في الحياة والممات، ويذُب عنك في جميع الأحوال. عليك بهذا السواد على البياض (المصحف). اخدمه حتى يخدُمَك، يأخذ بيد قلبك، ويوقفه بين يدي ربه عز وجل. العملُ به يَريشُ جناحي قلبك فيطير بهما إلى ربه عز وجل. وقال رحمه الله: "كل من لم يتبعْ النبي صلى الله عليه وسلم،ويأخذْ شريعته في يده، والكتاب المنزل عليه في اليد الأخرى لا يصل في طريقه إلى الله عز وجل. يَهْلِك ويُهلِك! يَضِلُّ ويُضِل! هما دليلان إلى الحق عز وجل. القرآن دليلك إلى الحق عز وجل. والسنة دليلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. اللهم باعد بيننا وبين نفوسنا". وقال قدس الله سره: "طر إلى الحق بجناحي الكتاب والسنة. ادخل عليه ويدك في يد الرسول صلى الله عليه وسلم. اجعله وزيرك ومعلمك. دع يده تزيِّنك وتمشِّطك! وتعرضك علي! هو الحاكم بين الأرواح، المربي للمريدين، جهبذُ المرادين، أمير الصالحين، قَسّام الأحوال والمقامات بينهم، لأن الحق عز وجل فوض له ذلك، جعله أمير الكل. الخِلَع إذا خرجت من عند الملك للجند إنّما تُقسَّم على يد أميرهم. التوحيد عبادة. والشرك بالخلق عادة. وقال رحمه الله: "يا غلام! تذكُّرُكَ له يقرب قلبك منه. تدخل إلى بيت قربه وتصير ضيفا له. الضيف يُكرَم ولاسيما ضيف الملك. إلى متى تشتغـل عن هذا الملك بالمُلْك؟ والمُلْك عن قريب تفارقه. مُلْكُكَ مَلَكَكَ! عن قريب تحصُل في الآخرة! وترى كأن الدنيا لم تكن، والآخرة لم تزل. لا تهربوا مني لفقر يدي! فإن عندي غنىً عنكم وعن أهل المشرق والمغرب! إنما أريدكم لكم! في حبالكم أفْتِلُ! . "لا تبتدع وتُحْدِثْ في دين الله عز وجل شيئا لم يكن. اتبع الشاهدين العدلين الكتاب والسنة فإنهما يوصلانك إلى ربك عز وجل. وأما إذا كنت مبتدعا فشاهداك عقلُك وهواك. فلا جَرَم يوصلانك إلى النار. ويلحقانك بفرعون وهامان وجنودِهما. لا تحتجَّ بالقدر، فلا يقبل منك. لابد لك من الدخول إلى دار العلم والتعلم، ثم العمل، ثم الإخلاص. بك لا يجيء شيء ولابد منك. اجعل سعيك في طلب العلم والعمل، ولا تجعله في طلب الدنيا. عن قريب ينقطع سعيك، فاجعل سعيك فيما ينفعك[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]. واضح أن موعظة الشيخ موجهه لملك أو أمير.-كتاب الأحسان طبعة 1998. لا تجد النظر المنهاجي الموثل من وحي النبوة الا عند القليل.ومن ثم تجد هذا الصراع الموبوء على أدعاء الحقائق. و الفقه الجامع بين العلمين الشريعة و الحقيقة من الواجبات الملحة في زماننا. فماهي العلاقة بينهما ، نعود الى كتاب الأحسان كتاب جامع لهذه المعاني بمفاهيم متجددة ، تضع نصب أعينها النبوة ثم النبوة ثم النبوة ، وتقديس عال بذوق رفيع لمعاني الوحي ، وتذكير مستمر لمعاني الغيب ، المعاني الغائبة في زماننا ، عقل يتفرعن و نفس هلوعة و قلب منقبض يبحث الدواء في علم النفس. علم النفس تجارب حداثية لفقه الشذوذ في الفطرة ، والذوق السقيم في الأحساس ، كيف تطلب الدواء عند طبيب نفسي يعاقر الخمر و المصائب و يرتكب الحماقات في السبت ليستيقظ يوم الأحد مخمورا نائما منقبض الروح ، منتفخ العينين ، ثم يلج العمل يوم الأثنين في حركة فرويدية داروينية يحدثك عن عقد النفس وزلارت اللسان وعن عقدة أوديب و فضائح الكترا؟. كيف هذا ان لم تسلم عن حديثه في علم الأبراج و مواصفات الروح التوأم!. يقول الشيخ عبد السلام ياسين في كتاب الأحسان عن ترابط الحقيقة مع الشريعة قائلا في فقرة العلم علمان:- أخرج البخاري في صحيحه في كتاب العلم حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائين من العلم. فأما أحدهما فقد بَثَثْتُه، وأما الآخر فلو بثثته قُطع هذا البلعوم". قال الحافظ ابن حجر في شرح هذا الحديث: "حمل العلماء الوعاء الذي لم يبثَّه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم. وقد كان أبو هريرة يُكْني عن بعضه ولا يصرِّح به خوفا على نفسه منهم كقوله. أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان، يشير إلى إمارة اليزيد بن معاوية لأنها كانت سنة ستين للهجرة". وقال : قال ابن المنير: "جعل الباطنية هذا الحديث ذريعة إلى تصحيح باطلهم، حيث اعتقدوا أن للشريعة ظاهرا وباطنا، وذلك الباطن إنما حاصله الانحلال من الدين". قلت ولا يزال الخلاف في فهم حديث أبي هريرة قائما بين الصوفية وبين أهل الحديث، الصوفية يستدلون به على وجود علم خاص علَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه أمثال حذيفة وأبي هريرة دون بعض، يتعلق بما يسمى "علم الحقيقة" والمحدثون يسدُّون هذه الذريعة وينكرون هذا التفسير مخافة أن يدخل على الدين ما ليس منه كما فعل الباطنية الكفار الذين تأولوا الدين من أوله إلى آخره زاعمين أن ظاهر الشريعة قِشْرٌ على الباب، وملهاة للعامة، وأن الحقيقة وراء مظاهر ما يُتلى وظواهر ما يُفعل. وفي اشتراك الصوفية مع غيرهم من الزنادقة في استعمال كلمتي "باطن" و"ظاهر" ما يعرِّض كلامهم لسوء الفهم. وليس إطلاع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حوادث الغيب المستقبلة كأحوال أمراء السوء وزمنهم وإطلاعه خاصة من أصحابه عليها أمراً قادحا في الشريعة، كما لا يقدح فيها إطلاع الله بعضَ عباده، من خاصة أحبابه، رأسا، بوحي منام أو إلهام، على حوادث كونية ودقائق فهمية. ولا يزال أئمة هذا الدين منذ عهد الصحابة إلى الآن يعرفون للصالحين من نور القلب ولا ينكرون. ولئن وقف طائفة من المحدثين على ذريعة التعارض المحتمل بين الظاهر والباطن ليصدوا الزنادقة ويمنعوهم عن التلاعب بالدين فإن كبار الصوفية أنفسهم كانوا في طليعة من حارب الباطنية وجادلهم وكفرهم، ناهيك بكتاب الغزالي في "الرد على الباطنية". يقصد السادة الصوفية بمصطلح "علم الباطن" ما يفتح الله للصادقين من علوم قلبية وأنوار هي، إلزاما، نتيجة تطبيقهم للشرع ووفائهم لأمره ونهيه وأقواله وأفعاله، مع إخلاص النية وتوجه الهمة لله عز وجل. روى ابن أبي شيبة والدارمي حديثا مرسلا بإسناد حسن عن الإمام حسن البصري قال: "العلم علمان: فعلم في القلب فذاك العلم النافع. وعلم على اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم". وقال الإمام مالك: "من شأن ابن آدم أن لا يعلم ثم يعلم. أما سمعت قوله تعالى: "إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا"؟ وقال أيضا: "إن الحكمة مَسْحَةُ مَلَك على قلب العبد". وقال: "الحكمة نور يقذفه الله في قلب العبد". وقال: "يقع بقلبي أن الحكمة الفقه في دين الله وأمرٌ يدخله الله القلوب من رحمته وفضله". هذا كلام واضح في أن أئمة الدين قبل ظهور كلمة "تصوف" كانوا على علم تام بنور القلب والحكمة و"مسحة الملك"، بل كانوا من أهل هذا الشأن أصالة وبحق. وكيف لا يكونون كذلك وإنما يقذف الله عز وجل نور الحكمة في قلب من أقرَّ في قلبه الإيمان فرعى الشريعة حق رعايتها. وقد كان الإمام الشافعيُّ صاحب فراسة وكشف كما سنقرأ إن شاء الله في فقرة مقبلة. وهو الذي كتب في رسالته: "العلم علمان: علم عامة لا يَسَعُ بالغاً غيرَ مغلوب على أمره جهلُه(...)، (وعلم خاص ب) ما ينوب العبادَ من فروع الفرائض وما يخص به من الأحكام وغيرها مما ليس فيه نص كتاب ولا في أكثره نص سنة. وإن كانت في شيء منه سنة فإنما هي من أخبار الخاصة لا أخبار العامة". وإن كان الإمام الشافعي، والصوفية يعتبرونه من خاصة أولياء الله، لم يتحدث عن أنوار القلب في الرسالة كحديث مالك رحمه الله، فإنه أصَّل لمن بعده، كما قرأنا، مفهومين أساسيين: "العامة" و"الخاصة". وللمستشرقين وتلامذتهم وَلوعٌ بالحديث عن "الخاصة" و"العامة" يتخذون المفهومين سنداً وآلة لتحليل التاريخ الإسلامي والفقه الإسلامي على هواهم تحليلا ماديا طبقياً. كما يلعبون على التقابل بين "الظاهر" و"الباطن" ليعمقوا فكرة أن التصوف فلسفة دخيلة على الإسلام دين البدو الغلاظ، لم يعرفوا شيئا عن القلب ونور القلب إلا من مخالطتهم للحضارات والديانات العريقة عند الفرس والروم والسِّند والهِند. نفتح كتاب الله عز وجل لنقرأ من خبر موسى مع العبد الصالح الذي سمته السنة خضراً. أخبرنا الله عز وجل أن موسى رحل مع فتاه، بوحي من الله، ليلقى عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً). سورة الكهف. بقية القصص الحق تدل على أن من عباد الله من يعلمهم الله من عنده، ومن يأمرهم بأمره، ومن ينصبهم معلمين لعباده. قال الخضر لموسى حين التقيا:قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً،وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً. قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلاَ أَعْصِي لَكَ أَمْراً سورة الكهف، الآية: وجاء في صحيح البخاري، كتاب التفسير، عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الخضر قال لموسى: "يا موسى! إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه". وجاء بالقصة في سياق طويل. في قول الله عز وجل : وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً) مُستَمسَك القائلين بالعلم اللدُني، مُستمسَك ومرجع للمصطلح، أما المصطلح عليه فعطاء من الله عز وجل لا يد لأحد فيه،قال تعالى مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَاسورة فاطر. وفتح الله لأوليائه خبَرٌ متواتر على مر الأجيال، يُنكره من جَهل ويجحده من حُرِم. وما علينا إلا أن نُسمع شهادة الحق لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. الخضر عليه السلام شخصية مباركة، ثبت في الصحيح، كما قال الحافظ، أنه جاء الصحابة معزِّيا في وفاة رسول الله صلى عليه وسلم. ويقول بعض المحدثين، وفي مقدمتهم الإمام البخاري، أنه عليه السلام مات بعد ذلك، بينما يؤكد أئمة آخرون من أهل الحديث أنه حي يُرزق أنظره الله إلى يوم يبعثون. قال الإمام ابن الصلاح في فتاويه: "أما الخضر صلى الله عليه وسلم فهو من الأحياء عند جماهير الخاصة من العلماء والصالحين، والعامة معهم في ذلك. وإنّما شذَّ بإنكار ذلك بعضُ أهل الحديث. وهو صلى الله عليه وعلى نبينا وعلى آل كلٍّ وسلم نبي. واختلفوا في كونه مرسلا. والله أعلم.) وقد ألف الحافظ الكبير ابن حجر العسقلاني رسالة سماها: "الزهر النَّضِر في نبإ الخضر. نقل فيه عن الإمام النووي المحدث الكبير الصوفي من خاصة أهل الله قوله: "قال الأكثرون من العلماء هو (أي الخضر) حي موجود بين أظهرنا. وذلك متفق عليه بين الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة. وحكاياتهم في رؤيته والاجتماع به والأخذ عنه وسؤاله وجوابه وحضوره في المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثرُ من أن تُحصى وأشهر من أن تذكر". شيخ الإسلام ابن تيمية ممن يؤكد في كل مؤلفاته أن الباطن هو أصل الظاهر وعمادُه، وإن كان يحذر من تصور الشيطان لبعضهم يزعم أنه الخضر. ويشدد ابن تيمية رحمه الله وأحسن إليه في أمر الاتباع كما يشدِّد النّكير على من زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بعلم الظاهر ولم يجئ بعلم الباطن، وكلامه في غاية الجودة. قال: "إن كل من بلغه رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لا يكون وليا لله إلا باتباع محمد صلى الله عليه وسلم. وكل ما حصل له من الهدى ودين الحق هو بواسطة محمد صلى الله عليه وسلم. وكذلك من بلغه رسالة رسول إليه لا يكون وليا لله إلا إذا اتبع ذلك الرسول الذي أرسل إليه، ومن ادعى أن من الأولياء الذين بلغتهم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم من له طريق إلى الله لا يحتاج فيها إلى محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر ملحد. وإذا قال: أنا محتاج إلى محمد في علم الظاهر دون علم الباطن، أو في علم الشريعة دون علم الحقيقة فهو شر من اليهود والنصارى(...). وكذلك هذا الذي يقول: إن محمدا بُعث بعلم الظاهر دون علم الباطن آمن ببعض ما جاء به وكفر ببعض، فهو كافر وهو أكفر من أولئك، لأن علم الباطن، الذي هو علم إيمان القلوب ومعارفها وأحوالها، هو علم بحقائق الإيمان الباطنة. وهذا أشرف من العلم بمجرد أعمال الإسلام الظاهرة". هذه كلمة رجل شديد سديد في موضوع "العلم علمان". وهاك كلمات أئمة هذا الشأن ممن لهم الباع الطويل في علمي الظاهر والباطن. قال الإمام الرفاعي: "لا تقولوا كما يقول بعض المتصوفة: نحن أهل الباطن، وهم أهل الظاهر. هذا الدين الجامع باطنه لُبُّ ظاهره، وظاهره ظرف باطنه. لولا الظاهر لما كان الباطن ولما صح. القلب لا يقوم بلا جسد. بل لولا الجسد لفسد. والقلب نور الجسد. "هذا العلم الذي سماه بعضهم بعلم الباطن هو إصلاح القلب. فالأول (علم الظاهر) عمل بالأركان، والثاني (علم الباطن) تصديق بالجنان. إذا انفرد قلبك بحسن نيته، وطهارة طويَّته، وقتلت وسرقتَ وزَنَيْتَ وأكلت الربا وشربت الخمر وكذبت وتكبرت وأغلظت القول فما الفائدة من نيتك وطهارة قلبك. وإذا عبدت الله وتعففت وصمت وصدَّقت وتواضعت وأبطن قلبك الرياء والفساد فما الفائدة من عملك؟. "فإذا تعين لك أن الباطن لب الظاهر، والظاهر ظرف الباطن، ولا فرق بينهما، ولا غنى لكليهما عن الآخر فقل: نحن من أهل الظاهر، وكأنك قلت: ومن أهل الباطن. قل نحن من أهل ظاهر الشرع وقد ذكرت باطن الحقيقة. أيُّ حالة باطنة للقوم لم يأمر ظاهر الشرع بعملها. أيُّ حالة ظاهرة لم يأمر الشرع بإصلاح الباطن لها؟. "لا تعملوا بالفرق والتفريق بين الظاهر والباطن، فإن ذلك زيغ وبدعة.لاتهملوا حقوق الفقهاء والعلماء، فإن ذلك جهل وحمق.لا تأخذوا بحلاوة العلم وتُبطلوا مرارة العمل، فإن تلك الحلاوة لا تنفع إلا بتلك المرارة. وإن تلك المرارة تتيح الحلاوة الأبدية كلام معلم كبير يعالج أمراض الغرور عند بعض المريدين الحديثي العهد بالانتساب للقوم، تحدوهم نشوة الأذواق وسكرة القلوب ونورانية الكرامات فتختل موازينهم. أما الأولياء الكمل فيعطون كل ذي حق حقه، ويعظمون أهل العلم، لاسيما العاملين منهم، وإن كانت أعين قلوبهم التي صقلها الذكر وأحيتها الصحبة وفتح لها فضل الله ترى ما لا يراه الغافلون. هم مع الخلق بالحواس المشتركة الظاهرة والعقل المشترك، وهم لهم حاسة باطنة هي القلب المنور. قال الإمام عبد القادر رحمه الله: "العقلاء النجباء الصديقون قد نُفِخَ في صورهم، وقد أقاموا القيامة على نفوسهم، وأعرضوا عن الدنيا بهممهم، وعبروا الصراط بتصديقهم. وساروا بقلوبهم حتى وقفوا على باب الجنة. وقفوا عندالطريق وقالوا: لا نأكل ولا نشرب وحدنا، لأن الكريم لا يأكل وحده. فرجعوا إلى الدنيا قَهْقَرى يدعون الناس إلى طاعة الله عز وجل، ويخبرونهم بما هناك، فيسهلون الأمور عليهم. "من قوي إيمانُه، وتمكن في إيقانه، رأى بقلبه جميع ما أخبره الله عز وجل به من أمور القيامة. يرى الجنة والنار وما فيهما. يرى الصور والمَلَك الموكل به. يرى الأشياء كما هي. يرى الدنيا وزوالها، وانقلاب دول أهلها". قلت: ما كتمه أبو هريرة بعد أن أخذه رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من هذا القبيل. وليس خبر الدنيا وزوالها وانقلاب دول أهلها ما يشغل العارفين الكمل. قال الشيخ عبد القادر: "يرى الخلق كأنهم قبور تمشي. وإذا اجتاز على القبور أحسَّ بما فيها من النعيم والعذاب. يرى القيامة وما فيها من القيام والمواقف. يرى رحمة الله عز وجل وعذابه. يرى الملائكة قياما والأنبياء والمرسلين والأبدال والأولياء على مراتبهم. يرى أهل الجنة يتزاورون، وأهل النار في النار يتعاوَوْن. "من صح يقينه نظر بعين رأسه الخلق، وبعين قلبه فعل الله عز وجل فيهم، يرى تحريكه وتسكينه لهم، فهذا نظر العزة. من أولياء الله عز وجل من إذا نظر إلى شخص رأى ظاهره بعين رأسه، وباطنه بعين قلبه. وينظر مولاه عز وجل بعين سره".الجزء الثاني ص 13. نسال الله العافية آمين.
دراسات في التصوف، بين واجبات الشريعة و أوهام الحقيقة